خبر إتمام وقائع صلح عشائري بين عائلتي « العقاد » و« بدوان » بغزة

الساعة 07:03 ص|10 يوليو 2010

إتمام وقائع صلح عشائري بين عائلتي "العقاد" و"بدوان" بغزة

فلسطين اليوم-غزة

أتمت واقعة الصلح ما بين عائلتي العقاد بدوان في محافظة غزة في فترة لا تتجاوز الشهر من وقوع حادث السير المؤسف الذي راح ضحيته الطفل أحمد نضال بدوان والبالغ من العمر 4 سنوات، على طريق حي الأمل بمدينة خان يونس على يد السائق يوسف يحيى العقاد منتصف شهر حزيران الماضي.

وكانت جهود لجان الإصلاح ووجهاء ومخاتير محافظتي خان يونس والوسطى تدخلت على إثره لإتمام الصلح الذي توج مراسمه مساء أمس بمهرجاناً خطابياً مهيباً عقد بغزة أمام منزل والد الطفل الفقيد الكائن في شارع دولة المؤدي إلى منطقة تل الهوى، تحت الشعار الموسوم  "مهرجان العفو والتسامح" التي دعت إليه لجنة إصلاح منطقة حي الأمل والكتيبة، بحضور لافت لعدد كبير من الوجهاء والمخاتير ورجال الإصلاح والخير في محافظات قطاع غزة وكبار وجهاء العائلتين وحشد من أبنائهم.

وبدأ الشيخ كامل العطاونة "أبو إسلام"، مسؤول الأرشبف المركزي بلجنة الإصلاح الوطنية،  المهرجان حسب البرنامج المعد سلفاً والعادة بكلمة افتتاحية يأذن بها من أهل الفقيد باستقبال إل العقاد في ديوانهم، مشدداً على أن يؤمن الجميع بالقضاء والقدر وأن مرتكب حادث السير لم يكن يترصد له وأن ما حدث كان بمشيئة الله.

فيما استأنف الافتتاح بقراءة آيات عطره من القرآن الكريم بلسان الشيخ أحمد المدهون، تلاها نشيد السلام الوطني الفلسطيني ووقوف دقيقة لقراءة الفاتحة على روح الطفل المرحوم بإذن الله وعلى أروح الشهداء جميعاً.

وكانت كلمة الشرع الحنيف حاضرة حين بدأها سماحة الشيخ الفاضل جمال المغاري "أبو علي"  بقوله: "أن هذه المناسبة تجمعنا كي نعبر عن عادتنا وتقاليدنا وأحكام ديننا وشرعنا الحنيف لرأب الصدع وحل الخلاف بين عائلتين كريمتين هما: عائلة بدوان من "السوافير الشرقي" وعائلة العقاد من" مدينة خان يونس" ، معرباً عن سعادته بالصلح الذي أتم في فترة وجيزة وسريعة، مرجعاً الفضل في ذلك لله تعالى أولاً ثم لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن ثم لاستجابة العائلتين لنداء أهل الخير والإصلاح وما كان لها من الأثر الطيب في نفوس المصلحين .

وأردف الشيخ المغاري أيضاً " بأن جهود الصلح بدأت منذ اللحظة الأولى من وقوع الحادث حين سارع آل العقاد بإرسال رجال الإصلاح لتطييب خاطر آل بدوان بمصابهم الجلل وبالتالي قامت لجان الإصلاح بالمنطقة الوسطى متمثلة بـ(مخيماتها –والمغازي – والبريج -والنصيرات – ودير البلح) متوجهين إلى إخوانهم في لجنة الإصلاح في حي الأمل والكتيبة بخان يونس، مؤكداً أن هؤلاء الجنود المعلمون لا يملون ولا يكلون ليل نهار من أجل رأب الصدع وحل الخلاف والنزاعات التي تحدث في قطاع غزة بين الفينة والأخرى، واصفاً دورهم بصمام الأمام في هذا الوطن الحبيب .

وفي حكم الشرع الحنيف قال الشيخ المغاري أن شريعتنا الغراء حافظت على مالنا وعرضنا ودمنا حيث أن الإنسان لم يقع في القتل العمد إلا إذا كان مجرماً والعياذ بالله إذ أن هناك فرق ما بين القتل الخطأ والقتل العمد ، لافتا إلى أن حادث السير كان على سبيل الخطأ وإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه ) مضيفاً أن الله تعالى بين ذلك في قوله : { وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما } .

وفسر الشيخ المغاري أن في ذلك أحوال القتل الخطأ أن الدية الشرعية هي الواجبة أما في القتل العمد ليس فيه دية والعقوبة هي الخلود في جهنم  .

من جانبه تحدث العميد أبو عزام أبو يوسف في كلمة للجنة إصلاح الوسطى، موجها خطابه إلى السائقين وأصحاب الدراجات النارية مشدداً عليهم أن يتوخوا الحيطة والحذر أثناء قيادة مركباتهم وأن يقللوا من السرعة أثناء القيادة ، متسائلا كيف لكم أن تتصورا عندما تنفضون على فلذات أكبادكم كما في المقابل هناك الآباء والأمهات الآخرين من ينفضون أيضاً على فلذات أكبادهم ، داعياً في ختام كلمته أن يتغمد الله فقيد آل بدوان بواسع رحمته ومغفرته وأن يكون باب مغفرة لوالديه وأن يجمعه وإياهم في مستقر رحمة الله .

أما الشيخ سليمان أبو دقة تحدث في كلمته عن فضائل العفو والتسامح بين العائلات مبيناً دور لجان الإصلاح ورجالاتها في قطاع غزة الذين أصبحوا حد قوله عناوين تشار إليها أصابع البنان عندما تتعقد الأمور وتتعذر الخلافات ووتتجمد العلاقات بين الناس.

 

وقام السيد أبو مروان بدوان، بإلقاء كلمة باسم عائلة الفقيد، وقد صفحت عن السائق، وقال للحضور، أن عائلته تصفح عن آل العقاد، وتسامح من تسبب بقتل ابنها أحمد وتحتسبه عند الله، وأن العائلة لا تحتاج دية أو غيره.

وأعربت عائلة العقاد في كلمة القاها الأستاذ نورهان العقاد، عن احترامها وتقديرها الكبير من آل بدوان ، مباركة هذا الجهد لرجال الإصلاح الذين عملوا على قدما وساق لإنجاز هذا الصلح وتطييب جراح آل بدوان الكرام. 

وتمنى أ. نورهان في ختام كلمته أن يحذوا جميع أبناء شعبنا مثل هذا الحذو بالعفو عند المقدرة، وأن يلتئم الجرح الفلسطيني بالتصالح بين شطري الوطن، وأن العفو من شيم الكرام، والعفو أقرب للتقوى، وانفض المهرجان على ذلك.