خبر وفد المصالحة اليوم في القاهرة..والطرفان المنقسمان غير مباليان

الساعة 06:48 ص|10 يوليو 2010

وفد المصالحة اليوم في القاهرة..والطرفان المنقسمان غير مباليان

وكالات-فلسطين اليوم

يبدو أن مهمة وفد المصالحة الفلسطيني متعثرة قبل أن تبدأ، وعلى الرغم من أن الوفد الذي يترأسه رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري بدأ جولة مكوكية بالأمس انطلقت من دمشق، على أن يزور القاهرة اليوم، ثم قطاع غزة، فإن حركتي حماس وفتح المتخاصمتين لم تبديا أي حماس تجاه الوفد الذي يفتقر إلى أي آليات لدفع عجلة المصالحة.

وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»» أن الوفد لا يحمل في جعبته اقتراحات جديدة تحظى بالقبول لدى الحركتين، وإنما يسعى لدى الدول التي يمكن أن تؤثر في قرارهما (دمشق ومصر) من أجل التوصل إلى برنامج مشترك عبر وثيقة تفاهمات داخلية، تعتبر ملحقة للورقة المصرية على أن تطبق بنودها بعد التوقيع على الورقة.

وهذا الاقتراح، هو الاقتراح ذاته الذي تبناه وفد المصالحة الرئاسي السابق الذي حل نفسه بعدما لم يجد آذانا مصغية عند الحركتين. لكن الوفد الذي أكمل طريقه بشكل مستقل الآن، يحاول تسويق الفكرة من خلال مزيد من النقاشات حول الفكرة، وإقناع الأطراف بها.

وتكمن المعضلة الأساسية، في أن حركة فتح ترفض نقاش أي ملاحظات قبل توقيع حماس على الورقة المصرية، بينما حماس ترفض التوقيع قبل أخذ ملاحظاتها عبر اتفاق ثان في ورقة تفاهمات تكون ملحقة بالورقة المصرية.

وترى فتح في فكرة التوصل إلى تفاهمات قبل التوقيع على الورقة المصرية تخريبا لجهود مصر، أما حماس فإنها تراه من دون حول أو قوة.

وكانت حماس قد رفضت استقبال الوفد سابقا، إذ اعتبرته يحمل أفكار فتح، بينما ساءت علاقته بفتح بعدما اتهمت مصادر فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بالتراجع عن موافقة سابقة على ورقة تفاهمات، وهو ما اعتبرته فتح ميلا إلى موقف حماس.

وظلت نظرة كل من الحركتين إلى الوفد على أنه غير قادر على إحداث اختراق مقبول، وأكد محمد شتيه، عضو اللجنة المركزية لفتح، على الموقف الثابت لفتح، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «موقفنا واضح، نحن مستعدون لأخذ ملاحظات حماس بعد التوقيع، ولكن ليس قبله»، موضحا أن حماس «تريد ورقة تفاهمات أولا، لتلحقها بالورقة المصرية، ومن ثم توقع». واستطرد قائلا: «الكل لديه ملاحظات وإذا ما فتحنا الباب لذلك فسنغرق أعواما أخرى في التفاصيل».

أما عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لفتح، فوصف وفد الشخصيات الفلسطينية الذي التقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في دمشق، بأنه يمثل نفسه. وقال الأحمد، إن «الوفد ذاهب بصفته شخصيات فلسطينية مستقلة، وإنه لا توجد لجنة مصالحة فلسطينية بل كان يوجد وفد مصالحة وانتهى وحل، لأنه كلف بمهمة مدتها أسبوعان من قبل الرئيس». وأضاف: «إن الحديث عن ورقة اقتراحات مرفقة بوثيقة المصالحة الفلسطينية غير مقبول ونعتبره تخريبا». ويرى أن مهمة الوفد تكون قد نجحت في حالة واحدة، «إذا ما أقنع حماس بالتوقيع على وثيقة المصالحة».

أما حماس فإن موقفها هي الأخرى لم يتزحزح، وقال القيادي في الحركة يحيى موسى لـ«الشرق الأوسط»: «موقفنا محسوم، لا بد أن يكون التوقيع على أمور واضحة تأخذ بعين الاعتبار مصالح شعبنا ووحدتنا.. لا نريد أن نوقع على اتفاق يذهب سدى، وقعنا قبل ذلك في مكة وفي القاهرة وما مشى الاتفاق ووقعنا على ورقة التفاهمات الفلسطينية، ولم يعملوا بها». وأضاف: «حماس جاهزة للوصول إلى مصالحة لأن الذي يجمعنا هو هذا الوطن الواحد، لكن يجب أن يكون واضحا أن فتح محكومة بالإرادة الأميركية التي تركز الآن على ملف المفاوضات وليس المصالحة.. عندما يرفع الفيتو الأميركي عن المصالحة ستتم المصالحة.. الذي يعطل المصالحة هي الإدارة الأميركية التي تعمل ضد مصالح شعبنا».