خبر الزر في سترة بيبي..هآرتس

الساعة 08:39 ص|09 يوليو 2010

 بقلم: يوئيل ماركوس

ليس صدفة ان نتنياهو لم يأخذ معه الى واشنطن ايهود باراك. ليس هو، وبالتأكيد ليس سارة زوجته لم يسارعا الى اقتسام الاستقبال الحار الذي أعده لهما الرئيس اوباما. فقد نزلا في المضافة الرئيسية "بلير هاوس"، امام البيت الابيض، المفعم بكل الطيبات، من الخدم وحتى السكرتيرات الشخصية والحمامات المليئة بافضل مواد التجميل. المضافة المخصصة للزيارات الرسمية وللضيوف الذين يعزون على الرئيس.

اضافة الى ذلك تناولت ميشيل وسارة وجبة غداء في المنزل الخاص للزوجين الرئاسيين في البيت الابيض، وفي المساء تناول الاربعة العشاء في اجواء حميمة. الرئيس اوباما، الذي بدا لنا صلبا، استخدم كل حيلة ممكنة كي يرضي بيبي. بداية استخدم الحيلة المعروفة التي يعلن بموجبها بان حديث اوباما وبيبي سيستغرق ساعة، ولكنهما يطيلانه – في هذه الحالة باربعين دقيقة – للاثبات بان الحديث كان هاما، وفي هذه الفرصة يسمح للضيف بالتباهي بمدته. بل ان اوباما رافق ضيفيه الى السيارة – وهي بادرة محفوظة لعظماء العالم.

في المؤتمر الصحفي، بعد اللقاء بينهما، برز أمران: بيبي شخصيا بدا متوترا وعديم الهدوء. فتح واغلق الزر الوسط في سترته وكأنه يخفي بطنه، حين تحدث اوباما، وهو ينظر بين الحين والاخر الى عدة بطاقات احتفظ بها قريبة منه. لم يكشف الكثير من حديثهما، ولكن الامر الاهم لاسرائيل كان تعهد اوباما بان تحافظ الولايات المتحدة على سياسة الغموض النووي الاسرائيلية. والاكثر اهمية من ذلك – بانه حتى لو عمل ضد التحول النووي للشرق الاوسط، فان هذا لن ينطبق على اسرائيل طالما كانت مهددة.

المقال الافتتاحي في "نيويورك تايمز" اشار الى ان الزعيمين "طرحا اهدافهما قصيرة المدى في حديثهما في البيت الابيض، ولكن واضح بقدر أقل اذا كانا حققا الكثير من حيث الجوهر". كلاهما ارادا ان يثبتا لمقترعيهما بان العلاقات الباردة دفئت. لكليهما مشاكل داخلية. اوباما متوتر قبل انتخابات منتصف الولاية للكونغرس والتي يمكن لموقفه المتصلب تجاه اسرائيل ان يلحق به الضرر. وبالتوازي لبيبي ايضا مشكلة في الداخل، حيث ينتقد على انه لا يفي بوعده في الا يتواصل تجميد البناء حتى ولا ليوم واحد بعد الموعد المقرر.

للزعيمين كانت مصلحة في تخفيض مستوى اللهيب ولكن لم تكن هذه بعد بداية صداقة رائعة، مثلما تقول الجملة النهائية في فيلم كازبلانكا. حقل الالغام بالنسبة للزعيمين لم يفكك. اوباما لا بد أنه غير فرح لان يقرأ في احد التحليلات في "الواشنطن بوست" بان فوق "بلير هاوس" يرفرف علم اسرائيل بينما الى جانب العلم الامريكي في البيت الابيض يرفرف علم أبيض. كما أن نتنياهو لم يفرح على نحو خاص باتهام الرئيس بالاستسلام لاسرائيل. ناهيك عن أن هذا بعيد عن أن يكون صحيحا. انجاز بيبي في هذه اللحظة هو طقسي بينما استراتيجية اوباما ومفهومه لم يتغيرا. من لم يرضيه في 2010 سيقف حياله في 2011.

ولانه لم تكن ذبابة على الحائط في مكتب الرئيس عندما تحدث الزعيمان فلم يتبقَ لي غير التخمين بان بيبي حاول اقناع اوباما بانه جدي ومتمسك بوعده في موضوع الدولتين للشعبين. ولعل هذا هو السبب في ان عناق اوباما كان اكثر مما خطط له. ومع ذلك اوضح نتنياهو لمحادثه بانه سيكون اسهل عليه مواصلة تجميد البناء اذا ما بدأت المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين قبل 26 ايلول. ليس صدفة انه بالتوازي التقى ايهود باراك وسلام فياض في القدس (ليس للمرة الاولى) وبحثا، ضمن امور اخرى، في امكانية توسيع الصلاحيات والمناطق التي بيد السلطة.

 اختبار بيبي سيبدأ يوم الاحد. مرت سنة وربع السنة منذ تسلم مهام منصبه. ماذا حقق كزعيم؟ اننا اجتزنا الازمة الاقتصادية بسلام؟ فهذا بفضل المحافظ ستانلي فيشر. في هذه السنة العالم بأسره وقع علينا.  في الاسطول فشلنا. علاقاتنا مع تركيا آخذة في الاحتدام. في الاستطلاعات التي تعنى بزعامته يخرج بيبي نصف – نصف. اعضاء حزبه بل ووزراؤه الكبار في السباعية لا يعطونه كتفا. وقد اخطأ حين ضم الى حكومته طابورا خامسا في شكل ليبرمان. من تصريحات وزير الخارجية واضح انه لن يكرر خطأ اولمرت ولن يستقيل من الحكومة قبل أن يلزمه بذلك المستشار القانوني. لباراك قدرة رائعة على اخافة بيبي في اذن واحدة له وتهدئته في الاذن الثانية. ولكن حكومته في معظمها يمينية. او على حد تعبير روني ميلو في التلفزيون ارض اسرائيل الكاملة مبنية في عمق قلب بيبي نفسه.

ولكن الان يصعب هو على مسار ينبغي عليه فيه ان يكون واعيا للمهمة التي كلفه بها التاريخ. لم آتِ، كي أرى وتلتقط لي الصور. بل جئت، رأيت وقدررت: أنا اسير نحو تسوية سلمية. ربما تفقد بوغي يعلون، ولكن كديما سيكون معك، الشعب سيكون معك. سر في هذا.