خبر اختراع التاريخ -يديعوت

الساعة 09:08 ص|08 يوليو 2010

اختراع التاريخ -يديعوت

بقلم: يوعاز هندل

 (المضمون: منظمات اليسار اليهودية والمعتدون العرب على اراضي الدولة يعيدون كتابة التاريخ ليثبتوا انهم يستحقون الارض اكثر وقبل اليهود الذين جاءوا من بولندا والمغرب - المصدر).

في دولة اسرائيل 2010 نشأ تعاون مقلق بين منظمات اليسار، التي باتت تعرف مسبقا الاجوبة على كل الاسئلة في نزاعنا هنا، وبين اولئك من الطرف الاخر الذين فهموا ما هي نقاط ضعف الديمقراطية الاسرائيلية. الصراع الحالي يجري حول الاراضي. ليس تلك المحتلة لا سمح الله، والتي حسم مصيرها في نظر اليسار، بل الاراضي التي لم يحتلها احد بعد.

        منظمات حقوق الانسان اليهودية، الى جانب مخالفي البناء والارض العرب، يتعاونون لمنع دولة اسرائيل من فرض القانون والنظام في كل مكان خارج دولة تل أبيب.

        نهض شاب عربي ومثقف (بما فيه الكفايه كي يعرف النيابة العامة والشرطة)، فيجد ارضا مكشوفة ويقيم بيتا، مزرعة ومحطة وقود بقرصنة صغيرة كي يرتزق. وعندها، عندما ينتبهون اليه فانه يشرح بانه هكذا من جيل الى جيل – هذه ارضه قبل وقت طويل مما جئنا هنا من بولندا ومن المغرب، ولهذا فاننا نحن الجناة.

        منطق الجناية الوطنية سليم على نحو عجيب: يجري العثور على ألم الضمير الوطني، يضيفون اليه نواة تاريخية غامضة ولا حاجة الى أكثر – عشرات المتطوعين من منظمات حقوق الانسان سيستثمرون نشاطهم كي يثبتوا كم نحن على غير ما يرام.

        في حالة السيطرة لاعتبارات قومية على اراضي الدولة – فان تعذيب الضمير من الماضي هو "الاحتلال الفظيع". كيف بحق رب اليهود تجرأنا على أن نحتل رمات أفيف ج والشيخ مؤنس (جامعة تل أبيب)، القطمون والطالبية في القدس، كيبوتس مشمار هعميق واقرث وبرعم في الشمال. وبعد ذلك، أم كل الخطايا، انتصرنا ايضا في حرب الايام الستة بل وأقمنا مستوطنات.

         الحل من ناحية منظمات اليسار المتطرف هو طمس الخطايا ومساعدة البؤساء من أبناء دين محمد في الحصول على قطعة أرض. اذا اخطأ اباؤنا، فعلى الاقل ابناء المعتدى عليهم منذئذ لن يهضم حقهم. ولكن ما العمل في أنه من ناحية تاريخية النقب لم يكن مسكونا بكله بالبدو، وما العمل في أنه ليس في كل مكان في الجليل وفي شرقي القدس مكثت عائلات عربية من سليل اليبوسيين؟

        العمل؟ يخترعون. يتخيلون تاريخا عائليا عن استيطان من جيل الى جيل في المكان الذي اقيم قبل بضع سنوات فقط. يأتون بشهود خبراء، يستخدمون الخدمات القانونية لنشطاء حقوق الانسان والرواية تكون قد نشأت من تلقاء ذاتها.

        مؤخرا نظم مركز روبرت هـ. ارنو في جامعة بئر السبع (كما يذكر، تجسيد رؤيا بن غوريون في النقب)، مؤتمرا تحت عنوان "العرب البدو في النقب: الحق في الارض، السكن والخدمات". مؤتمر بريء، غير أن من شارك فيه كان هم ذات "الناس الطيبون" من "عدالة" وجمعية حقوق المواطن. المؤتمر، الذي عني بموضوع السيطرة البدوية على الاراضي في النقب، استمر ليومين. في اليوم الثاني دعا المنظمون الى "بلورة خطط عمل بهدف صياغة استراتيجية دفاعية". وللشرح لاولئك الذين يفضلون صيغا أقل التواءا، سعى المنظمون الى ايجاد السبل لمواجهة الدولة عندما يسيطر البدو على اراض ليست لهم.

        قرأت نائبة عامة نشطة من لواء الجنوب صيغة المؤتمر وطلبت ان تعرض موقف الدولة في الموضوع. هكذا يتم حيثما تكون حرية التعبير الاكاديمي، كما اعتقدت. غير أن المنظمين ابلغوها بان اليوم الثاني الذي يعنى كما أسلفنا بـ "استراتيجية المناكفة" لدولة اسرائيل، مغلق امام الجمهور الغفير، وبالتأكيد امام أسرة النيابة العامة اللوائية لدولة اسرائيل. توجه ايتي بار، النائب العام للواء الجنوب، الى المنظمين بطلب لاشراكها – ولكن دون جدوى. كيف يقال بالليبرالية؟ عندما تكون هناك أجوبة مسبقة فلماذا نحتاج الى اسئلة من الخارج.