خبر ملك ليوم واحد -هآرتس

الساعة 09:06 ص|08 يوليو 2010

ملك ليوم واحد -هآرتس

بقلم: أري شفيت

(المضمون: أعطى الامريكيون رئيس الحكومة الاسرائيلي واستقبله استقبال الملوك وهم يتوقعون الحصول على ما يريدون في مقابلة ذلك. فعليه لذلك ألا يغتر وأن يعمل في تقديم خطة مفصلة لحل الصراع - المصدر).

        قبل اسبوع فقط كان وضع بنيامين نتنياهو شبه يائس. أصبحت لجنة تيركل لجنة ذات أسنان قد تعض رئيس الحكومة. وبدأ مراقب الدولة، ميخا لندنشتراوس يستعرض قضية القافلة البحرية على نحو قد يصدع رئيس الحكومة. وعاد افيغدور ليبرمان للتهديد، واستمر ايهود باراك على التورط. قدر كثيرون أن الحكومة ستبدأ في الانحلال قبيل ايلول. أدرك الرجل الذي يجري حوارا حميما مع التاريخ، أنه قد يصبح هو نفسه حتى الصيف القادم ملحوظة تاريخية هامشية منسية.

        وجدت مشكلات أخر أيضا. فقد قيل لنتنياهو في الغرف المغلقة إنه محاصر. الجماعة الدولية تحاصره. وقد خسر تركيا، ويخسر اوروبا، وقد يخسر الولايات المتحدة. اذا لم يخرق حلقة الحصار فان مصيره قد حسم. وكان أخطر من ذلك كلام وزير الدفاع. ففي هدوء كبير، ومن غير أن يعلم احد بذلك، وضع باراك مسدسا على الطاولة. بين  الشخص الذي يتعلق به نتنياهو سياسيا واستراتيجيا وعاطفيا أنه لن يبقى معه أياما طويلة. إذا لم يقترح على اوباما اقتراحا حقيقيا فسيبقى وحده في الحصار.

        مر اسبوع ورأينا انقلابا. نتنياهو ملك. يستقبله البيت الابيض بالأزهار والابتسامات وشعور حميم لم يسبق له مثيل. "بلير هاوس"، والغرفة البيضوية، وحفل صحفي. إن من كان بغيضا في آذار يستقبل في تموز باحترام الملوك. بعد فترة طويلة كان فيها رئيس الولايات المتحدة ورئيس حكومة اسرائيل متشاحنين، وقع احدهما على عنق الاخر. وليس الحديث فقط عن الجو ولا عن السلوك والاداب. يخلص نتنياهو من اوباما سلسلة انجازات سياسية. والتزاما لا لبس فيه لحاجات اسرائيل الخاصة. واعترافا بأن اسرائيل يجب أن تدفع عن نفسها الجيرة العنيفة التي تعيش فيها. ووعدا بعدم الاقتطاع من قدرة اسرائيل الأمنية. وعلى نحو ضمني الاعتراف بديمونا. والاعتراف بالتهديد الايراني. والاعتراف بان الطريق الى السلام الاسرائيلي الفلسطيني هي طريق المحادثات المباشرة.

        بعد 18 شهرا ضاعت كان فيها اوباما رئيس الضغط، اصبح رئيس الاحتضان. فأوباما يحتضن دولة اسرائيل ورئيس حكومة اسرائيل.

        ماذا حدث؟ حدث ثلاثة امور. في أحد الصعد، أجرى نتنياهو نضالا. إن السياسي الموصوف بأنه قابل للانضغاط خاصة لم يضغطه الضغط الامريكي في الربيع الاخير فقد رد على الحرب بالحرب. وقد شعر اوباما في شيكاغو بثمن ما فعله بنتنياهو في واشنطن. استعمل الاسرائيلي على الامريكي ضغوطا خفية بينت له جيدا: الى هنا.

        وفي الصعيد الثاني ادرك الامريكيون ان الضغط الأحادي على اسرائيل خطر. فهو يضر بهم ويبعد السلام ويخل باستقرار الشرق الاوسط. وحتى لو كانت اسرائيل تثير الغضب فان اسرائيل مرعية. وحتى لو كان نتنياهو يثير الغضب، فان نتنياهو هو اللاعب الوحيد في المدينة اذا كان سلام في سنوات اوباما، ولن يكون السلام سلام تسيبي لفني ولا سلام يئير لبيد ايضا. سيكون السلام سلام نتنياهو فقط.

        وفي الصعيد الثالث، كان اظهار من اسرائيل للجدية. ففي غضون أشهر طويلة تم حوار عمل متصل عميق بين الادارتين. بين الاسرائيليون للامريكيين انهم جديون. ومن اجل الحصول على دعم سياسي واستراتيجي أودعوا شركاءهم في المحادثات ضمانات. ستكون حاجة في الاشهر المقبلة الى تحقيق هذه الضمانات. إن ما جعل زيارة رئيس الحكومة للبيت الابيض حلوة قد يمر حياته في البيت.

        وهكذا فان الزيارة الملكية لواشنطن ليست نهاية فقرة. أعطى الامريكيون وهم يتوقعون الأخذ. لهذا لا يحل لنتنياهو ان يبلبل. فهو الان ملك ليوم واحد وقد يكون ملكا لصيف واحد. لكنه اذا لم يستغل من الفور السلطة الثمينة التي اعطيها ليخرج بمبادرة سياسية اسرائيلية فسيعود وضعه ليصبح يائسا. فما يزال تيركل ولندنشتراوس هناك. وكذلك ايضا ليبرمان وباراك فضلا عن حماس وحزب الله وايران. ما تزال حلقة حصار تطبق على نتنياهو ويجب عليه خرقها.