خبر مطلوب: وزير خارجية حقيقي -اسرائيل اليوم

الساعة 09:05 ص|06 يوليو 2010

مطلوب: وزير خارجية حقيقي -اسرائيل اليوم

بقلم: يوسي بيلين

(المضمون: وزير الخارجية هو من يبدي العالم الاستعداد للانصات له والاخذ بمشورته. يوجد في الحكومة مثل هذا ومن يرغب في مصلحة اسرائيل ملزم بأن يعينه على عجل ليضع حدا للوضع القائم -المصدر)

فجأة يتبين بأن وزير الخارجية ليس فقط من يلبس بدلة رسمية ويقول أمورا باعثة على التثاؤب في الحفلات، قبل أن يهجم الجميع على السلمون المدخن. وزير الخارجية هو من يعرف شيئا عن العالم، يعرف مشاكل الاخرين، قادر على ان يمثل بلاده ليس فقط في المناكفة التي لا تنتهي "نحن محقون والعرب مخطئون، وفورا سأريكم الدليل"، بل وايضا في المؤتمرات في مواضع البيئة واللاجئين، النووي وحقوق الانسان.

*  *  *

وزير الخارجية هو من يبدي العالم الاستعداد للانصات له في كل موضوع يتحدث فيه، ويطلبون مشورته. احد ما عندما يمثل اسرائيل في خلاف دولي يعرفون بأنه ليس محامي دولته، بل الزبون نفسه. ومع أنه ذاتي إلا أنه لا يخادع ولا "يطمس" بل يطرح الحقائق بالطريقة التي يراها، ومن خلالها يسعى الى اقناع مستمعيه. وهو لن يطرح أبدا عرضا "اسود ابيض" لـ "لعبة مبلغها الصفر"، ودوما يعترف بالاخطاء (اذا ما وقعت كهذه)، دوما يحاول ان يفهم الغير ايضا ودوما يقترح حلولا يمكن للجميع ان يستمتع بها.

وزير الخارجية هو احد ما قادر على الاتصال، حتى في اللحظة غير العادية، مع الاشخاص الاكثر سموا في العالم، وان يعرض عليهم مشكلة عاجلة، وان يطلب منهم حلها بطريقة معينة وهو يعرف بأنهم سيستمعون اليه دوما، وانهم سيردون عليه دوما بل وليس مرة او مرتين ايضا سيستجيبون لطلبه انطلاقا من معرفة واضحة في انه لن يدخلهم ابدا في شرك.

وزير الخارجية هو احد ما يرى دوما بعدا آخر ويمكنه ان يقترح حلولا تتضمن جوانب اخرى، عناصر خارجة عن المعادلة، عناصر ادخالها الى المعادلة كفيل بأن يسهل الحل وان يعوض عن الثمن الذي يتعين لاحد ما ان يدفعه. احد ما مستعد لان يتخلى عن الحظوة وان يقود خطوات ليست علانية، تؤدي الى انجازات هامة لاسرائيل او لانقاذها من ازمات عسيرة، نتيجة كشف عمليات سرية لاجهزة الامن.

وزير الخارجية هو من يعرف كيف يطلب المعذرة، وان يضمن أن يكون حدث ما لمرة واحدة وأن "ينظف المنطقة" دون ازمة دبلوماسية ودون طرد ممثلين اسرائيليين من اراضي الدولة التي وقع فيها الفشل.

وزير الخارجية هو احد ما يمكنه ان يحرر اسرائيليا من السجن، قبل أن يعلم أحد حتى بأمر حبسه في وسائل الاعلام المحلية، فقط لانه هو نفسه تكبد عناء الاتصال بالرئيس او برئيس الوزراء في تلك الدولة، وقال له "افعل هذا من اجلي".

وزير الخارجية هو احد ما قادر على ان يعرض في جلسة الحكومة او في المجلس الوزاري الجوانب الدولية والجوانب اليهودية العالمية لخطوة عسكرية او سياسية مخطط لها، وان يقنع الحكومة بتغيير الخطوة كنتيجة لمراعاة هذه المعطيات. احد ما زملاؤه يسكتون في اللحظة التي يتحدث فيها، يكفون عن تمرير البطاقات الواحدة للاخر، يعودون الى قاعة الجلسات من زاوية القهوة ويستمعون اليه لانهم يعرفون بانه لن يتحدث انطلاقا من هذا الجمود او غيره، بل انطلاقا من رؤيته للمصلحة الوطنية في منظورها الاوسع، ودوما سيصب ضوءا على زاوية لم يروها.

هناك أناس كهؤلاء. حتى داخل الحكومة. من يريد مصلحة اسرائيل ملزم بأن يعين احدا منهم وان يضع حدا على عجل للوضع القائم.