خبر الضفة اليسارية- هآرتس

الساعة 09:03 ص|06 يوليو 2010

الضفة اليسارية- هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: شارك نشطاء مركزيون من الليكود حتى المدة الأخيرة في مؤتمرات "مبادرة جنيف" بلا عائق. لكن في المؤتمر الأخير للمبادرة ألغت عضو الكنيست تسيبي حوتوبلي مشاركتها وتم عزل رئيس فرع الحزب في كفار سابا - المصدر).

        استقبلت لافتة كبيرة في رأسها الشعار الأزرق الأبيض وفي مركزه "نعم" كبيرة لـ "اتفاق"، القادمين الى بيت قديم جدا في مركز كفار سابا – البيت الثقافي المسمى باسم ريزل في نهاية آيار. المدعوون: أعضاء فرع الليكود في المدينة. والمبادرون: رئيس الفرع وعضو أمانة سر الحركة شلومو مدمون، وهيئة عمل مبادرة جنيف التي تقدم اتفاقا بين اسرائيل والفلسطينيين. وضيف الشرف: رئيس البلدية يهودا بن حاما. وقد وعد البرنامج بمحاضرة للعقيد (احتياط) شاؤول اريئيلي، ونقاش بمشاركة الثلاثة ضيوف: رئيس المبادة الدكتور يوسي بيلين، وعضو الكنيست تسيبي حوتوبلي من الليكود والدكتور سفيان ابو زايدة من كبار مسؤولي فتح وكان في الماضي وزير شؤون الأسرى في السلطة. كانت هذه آخر مرة استضاف فيها مدمون حفلا من قبل الليكود الذي هو حزبه منذ أربعين سنة.

        احتسى 50 الى 60 رجلا وامرأة، اكثرهم غير شاب، العصير وأكلوا "البوريكس" ودخلوا القاعة. انجذبت العيون الى لوح العرض المطور لاريئيلي. قبل عشر سنين كان يرأس مديرية السلام في حكومة ايهود باراك، الذي عاد في تموز 2000 بيدين فارغتين من قمة كامب ديفيد مع ياسر عرفات. منذ سرح اريئيلي من الجيش الاسرائيلي جند لخدمة نشيطة في سرية الدعاية لمبادرة جنيف. وقد أعاد مستمعيه بصبر لا ينفد الى بدء أيام الصهيونية وعرض التاريخ بمساعدة خرائط جغرافية وموازين سكانية. قطعه معتمر قبعة كبير السن في احد الصفوف الامامية من آن لآخر بصيحات عالية. وطلبوا من الصفوف الأخيرة قائلين "دعنا نسمع، إنه يقول كلاما مهما".

        استعرض مدمون، وهو رجل خفيف الظل جدا في الرابعة والستين الجمهور بابتسامة واسعة. "يا دكتور سفيان"، توجه الى أبي زايدة الذي جلس الى جنبه، "الليكود قام بتنازلات كثيرة. قلنا ضفتان للأردن وبقينا مع ضفتين لليركون. تهاوت فكرة أرض اسرائيل الكاملة. عندما أتى شمعون بيرس باتفاق لندن رفضنا اعادة الضفة الى الاردن، وبيبي نتنياهو تحدث الان عن دولتين بل لم يتظاهر حتى بيغن ويعلون عليه". نقل مدمون نظره الى بيلين: "حصل مناحيم بيغن على 48 نائبا وخرج من سيناء. وكان لاريئيل شارون 37 نائبا وخرج من غزة. أعطوا الليكود 50 نائبا وسيعيد بيبي المناطق كلها".

        كان أبو زايدة وبيلين أيضا، رئيس ميرتس السابق متشككين في هذا الامكان. "سيكون السلام فقط عندما يكف اليهود عن الحديث عن أنفسهم ويبدأون النظر في أنفسهم"، قال أبو زايدة. أصغى أكثر الجمهور أكثر الوقت بصبر لكلام الضيوف. يصعب أن نصدق أن يعطوا أصواتهم في الانتخابات المقبلة لميرتس، لكن لغة الرأس والجسم قالت ان كثيرين من اولئك الذين أتوا اللقاء مع أسئلة عادوا مع أسئلة.

        اصغاء وفهم

        ليست هذه أول مرة يشارك فيها نشطاء من الليكود في مؤتمرات مبادرة جنيف. فقد شارك اكثر من 4 آلاف شخص في ستين لقاء عقدتها المنظمة في السنة الاخيرة في انحاء البلاد. وقد شارك في كثير منها نشطاء من الليكود أيضا. وقد أقامت المنظمة أيضا دورة تعليمية لصحفيين اسرائيليين وفلسطينيين في تركيا، ودورة لمساعدين برلمانيين اسرائيليين وفلسطينيين في الأردن، وهذه قائمة جزئية.

        لخص ايتان باخر، وهو نشيط من الليكود من باتيا شارك لاول مرة في اللقاء مع شبان فلسطينيين، لخص انطباعاته بقوله: "ليس جميع الاسرائيليين كارهين للعرب، ولا كل العرب مخربين. ليتنا نعلم أن نجد نقطة التوازن، والطريق للوصول الى تفاهم واصغاء وقبول".

        يقول المدير العام لمبادرة جنيف، غادي بلتيانسكي ان الساسة في احيان كثيرة ينزعون الاقنعة في اللقاءات التي تتم بعيدا عن نظر وسائل الاعلام، ويقولون ما يعتقدونه حقا. مثلا، الوزير (بلا حقيبة) ميخائيل ايتان من الليكود قال في مؤتمر في ديمونا في شهر شباط انه لا فروق كبيرة بين مواقفه ومبادىء مبادرة جنيف.

        لكنه كان هذه المرة ثمن للمشاركة في المؤتمر: فبعد مرور اسبوعين، في الثالث عشر من حزيران، عزل مجلس فرع الليكود في كفار سابا مدمون عن توليه رئاسة الفرع، وهذا عمل شغله مدة سبع سنين. وخرج حوتوبلي بلا اصابة ربما لانها الغت مشاركتها في اللقاء او بعبارة مدمون "طوت ذيلها". بينت حوتوبلي، وهي النجمة الصارخة في "مجلس الحكماء" في القناة العاشرة، بينت لصحيفة "هآرتس" ما يلي: "منذ نشر المنظمون المعروف بأنهم أناس من الليكود رسالة تأييد لمبادرة جنيف، أخذت الحادثة زاوية اشكالية في الساحة الداخلية الليكودية"، أسعدها أن تشارك في مناسبات تتناول قضايا سياسية مهمة لدولة اسرائيل، قالت، "بشرط أن توجد جميع المعطيات على المائدة في زمن سابق وبغير دعوات تناقض برنامج الليكود".

        كانت "رسالة تأييد مبادرة جنيف"، التي صدت حوتوبلي في واقع الأمر اعلان تأييد لزعيمها وزعيمهم. الحديث عن اعلان نشر في شهر نيسان قبل زمن طويل من الغاء حوتوبلي مشاركتها في الحفل. تحت عنوان "بيبي، قل نعم للسلام"، كتب مدمون ورفاقه لنتنياهو: "نشد على يديك في طموح الى احراز سلام وأمن لاسرائيل. نحن نؤمن بأن أفضل طريق لضمان مستقبل اسرائيل، كدولة يهودية وديمقراطية، والقدس اليهودية كعاصمة اسرائيل الأبدية والأمن الذي نستحقه جميعا، تمر بالتفاوض، واتفاق دائم وحدود دائمة ومعترف بها وآمنة مع جيراننا".

        ظهر على الاعلان أسماء رؤساء فروع الليكود من حيفا ورعنانا وايفن يهودا ودالية الكرمل وشفاعمرو، وأعضاء مركز من حيفا، وديمونا وقرية زيتون، ورئيس المنتدى الموجه "أخبار الليكود – نتحدث من الميدان". وكتب في حاشية الاعلان أنه نشره وأنفق عليه مبادرة جنيف.

        إن كلام حوتوبلي على "زاوية اشكالية في الساحة الداخلية الليكودية"، وصف مغسول كما ينبغي للجو الذي هيمن على الحزب الحاكم. إن تكمش عضو كنيست من الفرع الصقري للحركة وعزل مدمون قد يدلان على ما ينتظر نتنياهو، اذا عاد في الأسبوع الآتي من واشنطن مع قرار على اطالة تجميد البناء في المستوطنات.

        قالت متحدثة الليكود، نوغا ربابورت ردا على ذلك أنه "لم يتم أي نشاط من قبل رئيس الحكومة أو مكتبه أو من قبل مؤسسات الليكود الرسمية في مواجهة مبادرة جنيف. كل نشاط يذكر في الاعلان، اذا تم، كان مبادرة شخصية وبرأي من النشطاء أنفسهم".

        استقبال

        كان ايهود اولمرت وتسيبي لفني يستطيعان أن يتلوا مبادرة جنيف عن ظهر قلب، وهي التي يقترح مخططها حل الدولتين، وتبادل أراض، ونظاما خاصا في المدينة القديمة في القدس وإعادة لاجئين بحسب حصة متفق عليها. يصعب أن نصدق أن نتنياهو لا يعلم أن الخطوط الهيكلية لمبدأ تقسيم البلاد بين الدولتين متطابقة على التقريب مع وثيقة جنيف. اذا كان ينوي أن يحقق ما قاله قبل سنة في مؤتمر بار ايلان، فان مدمون ورفاقه في الاعلان يستطيعون أن يقولوا له أي استقبال سينتظره في "ساحة" الليكود.

        اليكم مختارات مقتبسة من موقع الانترنت "لكوندنك": "عجبت لرؤية وزير النقل العام اسرائيل كاتس موجودا في بيت الموقع على مبادرة جنيف مع موقعين آخرين يعارضون نتنياهو... أنا أومن بأن مساعديه أفشلوه ودخل جحر الثعبان بسذاجة... هذا العمل من الوزير كاتس يجعل نشطاء كثيرين يفكرون هل قرر الوزير هو أيضا أن يؤيد مبادرة جنيف وينضم الى نشطاء خونة وأن يخون هو ايضا في الحقيقة بيبي نتنياهو وجميع نشطاء الليكود!!!".

        وآخر: "أتصدقون حقا أن لمدمون أناسا؟ رأينا بالضبط كم من الأشخاص له ولشركائه الخونة... في حالة مدمون ستنفجر النفاخة ويدرك الجميع مبلغ تأثيره المدمر في الليكود، وكم هو خائن مهين لا يساوي جنيها ولا يوجد وراءه أناس البتة! امض مدمون الى بيلين فلربما يتفضل عليك... مدمون، وهرتسيل عكو (رئيس الفرع في حيفا)، وآفي هراري (رئيس الفرع في اور يهودا)، وأهرون غوزلان (رئيس منتجى "نتحدث من الميدان" التابع لليكود) وآفي بن زكري (عضو مركز الليكود من ديمونا) – جميعكم منبوذ! أنتم مقاطعون ونحن ندعو الى اخراجكم من الليكود".

        كما قلنا آنفا، كانت خطيئة اولئك "الخونة" كلها أنهم شاركوا في جولات وفي أيام دراسية من قبل المنظمة (التي تحرض على ان تدعوا اليها متحدثين من اليمين ايضا)، ونشروا اعلان تأييد لنتنياهو. يقول بلتيانسكي أن مساعدين برلمانيين من كتلة الليكود تحدثوا عن ضغوط نشطاء لالغاء مشاركتهم في الدورة التعليمية من قبل المبادرة. وقال انه يوجد في شاس أيضا من يطلبون المشاركة في النشاطات لكن يحظر عليهم من "أعلى" أن يوقعوا على إعلان تأييد كهذا نشره أناس من الليكود. يقول أريئيلي إن الصدود يشهد على ضعف النهج في الحزبين.

        يزعم مدمون أن أمر عزله عن رئاسة الفرع أتى من أعلى النوافذ في متسودات زئيف. وقال إنهم ركبوا أمواج التطرف التي تغرق الليكود، لمعاقبته لأنه اجترأ على أن يعارض مطلب نتنياهو في الشهر الماضي، تأجيل اجتماع الحزب (ينكر ديوان رئيس الحكومة كل صلة بالعزل). "ليست هذه حركة الليكود التي عرفتها"، كتب مدمون الى اعضاء مركز الليكود من غد عزله. "ليست هذه هي الحركة التي أدمجت عالمي السياسي في نهجها واستطعت أن اعبر فيها عن رأي مخالف".