خبر واشنطن لن تمارس ضغوطاً على نتنياهو ولكنها لن تتنازل عن مطالبها

الساعة 05:39 ص|06 يوليو 2010

 

واشنطن لن تمارس ضغوطاً على نتنياهو ولكنها لن تتنازل عن مطالبها

فلسطين اليوم-وكالات

كشف وزير الحرب الإسرائيلي، إيهود باراك، أمس، أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يحمل «بعض الأفكار الجديدة» في زيارته إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي، باراك أوباما، التي تهدف إلى دفع عملية السلام إلى الأمام.

وقال باراك، خلال تقريره السياسي الأمني أمام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، إن لقاء نتنياهو أوباما بالغ الأهمية، لأنه يأتي في وقت عصيب بالنسبة لإسرائيل، فهي تعاني من عزلة دولية نتيجة للتهجم عليها من أوساط معادية ونتيجة لـ«أسطول الحرية» ولشعور دول العالم بأنها لا تتجاوب مع مسيرة السلام. واللقاء المذكور سيكون خطوة مهمة لتجاوز هذه الأزمة.

ورفض باراك التعليق على امتناع نتنياهو عن التجاوب مع الطلب الأميركي المتعلق بأن يرافقه في هذه الزيارة، وقال إن المهم هو مضمون الزيارة.

ولكنه أبدى تحفظا ما من نتائج لقاء القمة هذا، قائلا: «الأمور ستوضح خلال الشهور القادمة، إن كنا نسير في الطريق الصحيح في العملية السلمية أم لا. فأنا أضع تصوراتي أمامكم ولا أضمن كيف يتصرف الآخرون».

وأضاف أن تصوره يكمن في أن على إسرائيل طرح مبادرة سياسية جريئة في هذا الوقت تحديدا لأربعة أهداف حيوية لا مجال للاستغناء عنها هي:

أولا: كسر العزلة الدولية حولها، فمع هذه العزلة، سيكون من الصعب على إسرائيل أن تدير مصالحها السياسية والأمنية والاستراتيجية في المنطقة والعالم.

ثانيا: الحرص على تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة. فهذه دولة حليفة وصديقة ولا غنى عن العلاقات المتينة معها.

ثالثا: هناك أهمية بالغة للعلاقات مع قوى الاعتدال في العالم العربي. فهذه القوى تريد السلام مع إسرائيل.. تريد سلاما حقيقيا.. السلام بالنسبة إليها مصلحة استراتيجية. وهي تؤدي دورا كبيرا في هذا الاتجاه في العالم العربي. والمصلحة الإسرائيلية تقتضي التجاوب معها وتشجيعها لا إحراجها مع شعوبها. وكل مساس بها يقوي فقط أنصار تيار العداء لإسرائيل والعداء للحضارة في العالم.

رابعا: إلى جانب كل هذا، هناك مصلحة لنا في إنجاح مسيرة السلام، «فنحن انتخبنا لكي نصنع السلام. هذه رغبة الغالبية الساحقة جدا من الإسرائيليين. وهناك فرصة للسلام، علينا أن لا نضيعها».

وكان نتنياهو قد سافر إلى واشنطن، أمس، ومساعدوه يبثون روحا إيجابية حول لقائه مع أوباما. وحسب مصدر سياسي كبير في ديوانه، فإن اللقاء سيستغرق ساعتين، وسيتناول مجموعة مواضيع، منها: موضوع التسلح النووي الإسرائيلي والطلب الأميركي بوضعه تحت المراقبة الدولية، والطلب الإسرائيلي القاضي عدم تزويد السعودية بطائرات أميركية مقاتلة من النوع المتطور، وقضية العقوبات على إيران وضمان نجاعتها، وملف المفاوضات مع سورية، وكيفية وقف التدهور في العلاقات الإسرائيلية - التركية. ولكن الموضوع الفلسطيني سيكون مركزيا، وعليه يقوم نجاح اللقاء أو فشله.

إلى ذلك، أشاد مصدر في وزارة الخارجية الأميركية أمس بقرار نتنياهو رفع الحظر عن بعض المواد التي ترسل إلى غزة، والتي كانت إسرائيل منعتها منذ 3 سنوات. وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نرحب بكل خطوة نحو تحسين الأوضاع في غزة»، كاشفا عن أن الحكومة الأميركية شاركت في المفاوضات التي أدت إلى الإعلان الإسرائيلي، لكنه رفض تقديم تفاصيل.

وردا على سؤال بشأن ترتيب مراقبة السلطة الفلسطينية لمشاريع الإنشاء في غزة بسبب توتر العلاقات بين المسؤولين الفلسطينيين في غزة، وفي الضفة الغربية، قال المسؤول: «هذه تفاصيل يمكن أن تناقش في وقت لاحق. في الوقت الحاضر، نحن سعداء لأن المفاوضات التي شاركنا فيها أدت إلى هذا التقدم نحو السلام والاستقرار بين الأطراف المتنازعة».

وأمس، أدلى أنتوني كوردسمان، الخبير في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية (سي إس آي إس) في واشنطن، بتصريحات إلى صحيفة «غارديان» البريطانية، قال فيها: «جاء وقت تعترف فيه إسرائيل بأنها تتحمل مسؤوليات نحو الولايات المتحدة مثلما تتحمل الولايات المتحدة مسؤوليات نحو إسرائيل. جاء وقت تكون فيه إسرائيل حذرة في التأكد من حدود صبر الولايات المتحدة. وأن تكون حذرة في استغلال تأييد يهود أميركا».

وأضاف كوردسمان أن الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة كان «من إشارات تخطي إسرائيل لحدود مسؤولياتها نحو الولايات المتحدة».

وأمس، قال ديفيد فروم، الذي كان مساعدا للرئيس السابق بوش (الابن): «بينما يستعد نتنياهو لمقابلة الرئيس أوباما مرة أخرى، رفض البيت الأبيض تجديد التزام الرئيس السابق بوش لإسرائيل بأن الولايات المتحدة ستحترم الحدود التي تعلنها إسرائيل».

ومع زيارة نتنياهو، تقود ليزا تشيني، كريمة ديك تشيني، حملة إرسال عريضة إلى الرئيس أوباما تنتقد ما تسميه «ضغوطا وإدانات» ضد إسرائيل منذ أن فاز بالرئاسة، وتدعوه إلى مواجهة ما سمته العريضة «السياسات الخطيرة التي، إذا لم تصحح، تشكل خطرا على أمن إسرائيل، وعلى قدرة أميركا لحماية مصالحها في المنطقة».