خبر المحادثات مع الفلسطينيين 10 سنوات ضائعة .. هآرتس

الساعة 08:46 ص|05 يوليو 2010

بقلم: عكيفا الدار

بعد عشر سنوات بالضبط من لقاء خلفه، ومع الايام يد يمينه ايهود باراك، بياسر عرفات في كامب ديفيد، فان بنيامين نتنياهو يناشد، بل ويستجدي تقريبا، خلف عرفات، بان يصافحه. بدون موافقة محمود عباس على الشروع في مفاوضات مباشرة، سيكون من الصعب حتى المتعذر لي ذراع ممثلي الائتلاف والليكود، الذين يعارضون استمرار تجميد البناء في المستوطنات. فكيف سيبرر رئيس الوزراء النكث بعهده لازالة القضاء، في الوقت الذي لا يمكن للفلسطينيون استعدادا حتى للحديث معه؟ في 5 حزيران 2000، عندما حل باراك ضيفا لدى بيل كلينتون في كامب ديفيد جرت الامور لدى المستوطنين كالمعتاد. فمن انتبه الى مثل هذه الصغائر، حين كان يلوح وكأنه سرعان ما سيوقع اتفاق دائم، بما في ذلك تقسيم القدس؟

تعلم الفلسطينيون منذئذ بان الاسرائيليين متمسكون بنظرية دافيد بن غوريون: ليس مهما ما يقوله الاغيار – مهم ما يفعله اليهود. هكذا، في ايلول 1993، حين وقع اسحق رابين على اتفاق اوسلو، كان في الضفة 110 الاف مستوطن. في حزيران 2010 باتوا يعدون أكثر من 300 الف نسمة. وعليه، فان عباس (باسناد من الجامعة العربية) لا يسارع الى التنازل للاسرائيليين (وللامريكيين) عن التجميد. ولكن، الرفض الفلسطيني للمفاوضات لا يتركز على مسألة التجميد المؤقت للاستيطان؛ فهو يكمن عميقا في المسائل اللباب للنزاع.

عشر سنوات والاف القتلى والجرحى بعد أن تحدث باراك مع عرفات على الحدود الدائمة، الحرم واللاجئين، فان عباس لا يسمح لنفسه بان يبدأ من نقطة الصفر. بعد ان عرض عليه ايهود اولمرت 98.1 في المائة من الضفة وتقسيم معقول لشرقي القدس، فان عباس، مثلما يقول نتنياهو، سيخرج إمعة، اذا ما وافق على ان يشرح معه في مفاوضات على زيادة المساحة التي تحت سيطرة السلطة من 40 الى 60 في المائة (العقيد احتياط شاؤول ارئيل الذي كان رئيس مديرية السلام لدى باراك، فحص ووجد بان هذا التغيير المتواضع سينطوي على اخلاء اكثر من 50 الف مستوطن.

الموقف الفلسطيني المبدئي لم يتغير بالاجمال في السنوات العشر الاخيرة. عمليا، بقي على حاله منذ قرار المجلس الوطني الفلسطيني منذ 1988 للاكتفاء بدولة مستقلة في الاراضي التي احتلها في حزيران 1967. وتلقى هذا الموقف تعزيزا في 2002 في مبادرة السلام للجامعة العربية، التي اسقطت ايضا العبارة المهددة "حق العودة" واستبدلتها بحل "عادل ومتفق عليه" وفقا لقرار الامم المتحدة 194. مجال المناورة لدى عباس – مثلما هو لدى عرفات – يسمح بتبادل الاراضي على نطاق ضيق وبنسبة 1:1 مع تعديلات طفيفة (استبدال جزء من الارض بممر حر بين غزة والضفة). من ناحية الفلسطينيين فان المفاوضات في مسائل الحدود ترمي الى الاهتمام بالعثور على الاراضي التي سيتم تبادلها وبالترتيبات الخاصة في البلدة القديمة من القدس.

من الصعب المعرفة اذا كان نتنياهو يهرب من البحث في الحدود، لاعتبارات ايديولوجية، ام لدوافع ائتلافية. مهما يكن من أمر، فانه عندما يكون رئيس الوزراء مطالبا بان يتقدم بخريطته للتسوية الدائمة، فانه يحتبىء خلف حائط الامن. نتنياهو يدعي بانه لا يمكن ترسيم حدود قابلة للدفاع قبل الاتفاق على الترتيبات الامنية. وستكون لنتنياهو مشكلة في تكرار ذلك في الحديث مع اوباما وفي المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس: في لقاء اجراه الاسبوع الماضي مع الصحفيين الاسرائيليين، أعلن عباس بانه يوافق مسبقا، دون مفاوضات، على أن يستضيف في فلسطين قوة دولية تحمي سلامة اسرائيل.

عباس وضع أوراقه على الطاولة وكشفها امام كل العالم. ليس لديه توقعات كبيرة في أن يعرض نتنياهو الان مواقفه. الزعيم الفلسطيني وضع (لا يزال) أمله في الرئيس الامريكي. إن لم يكن هذا الاسبوع فلعله في تشرين الثاني. بعد الانتخابات للكونغرس.