خبر حرب لبنان الثالثة -هآرتس

الساعة 10:12 ص|04 يوليو 2010

حرب لبنان الثالثة -هآرتس

بقلم: اري شفيت

(المضمون: سواء هجمت اسرائيل أم أصبحت ايران نووية، فان النتيجة ستكون حرب صواريخ في الشمال - المصدر).

        كيف ستبدو حرب لبنان الثالثة؟ على هذا النحو الى هذا الحد او ذاك: على مدى ثلاثة – اربعة ايام سيمطر على اسرائيل نحو الفي – ثلاثة الاف مقذوفة صاروخية. معظمها ستكون مقذوفات صاروخية للمدى القصير ستضرب المنطقة من حيفا شمالا. بعضها ستكون مقذوفات صاروخية ذات مدى متوسط تضرب المنطقة من هرتسيليا شمالا. البعض القليل منها ستكون مقذوفات صاروخية بعيدة المدى ستضرب تل أبيب، الوسط وشمالي النقب.

        من أصل 160 قرية شيعية في جنوب لبنان، والتي أصبحت قواعد لاطلاق الصواريخ، ستتعرض الجبهة الداخلية المدنية والعسكرية الى الهجوم مثلما لم يسبق أن تعرضت له ابدا. الرد الاسرائيلي على الهجوم سيكون ساحقا. سلاح الجو سيبيد ايضا اهداف حزب الله اياها المقامة بمحاذاة المستشفيات والمدارس. القوات البرية ستبيد اهداف حزب الله حتى من خلال التوغل البري الذي ينطوي على خسائر جسيمة. وكنتيجة للهجوم المضاد من الجيش الاسرائيلي، فان النار الصاروخية ستتضاءل. وبعد وقت ما ستشل. في لبنان سيدفن الالاف، بينهم مدنيون كثيرون. في اسرائيل سيدفن مئات الجنود، النساء والاطفال. حرب لبنان الثالثة ستكون صيغة معظمة جدا لحرب لبنان الثانية، والتي آثارها كآثار حرب يوم الغفران.

        في الاسابيع الاخيرة انتشرت في البلاد موجة شائعات: الحرب ستندلع هذا الصيف. الشائعات كانت مبالغا فيها وسابقة لاوانها. وصحيح حتى الان، فان الحدود الشمالية هادئة. سوريا وحزب الله مردوعان. الاسد ونصرالله على حد سواء يفهمان ما ينتظرهما اذا ما هاجما وعليه فانهما غير معنيين باشتعال فوري. وبالذات لانه واضح للجميع بان الحرب القادمة ستكون حربا فظيعة، فان احدا لا يسارع الى الشروع فيها. احد لا يخاطر بحدث عنيف محدود من شأنه ان يؤدي في اعقابه الى معركة شاملة وغير مسبوقة. وعليه فيمكن لنا أن نواصل مشاهدة المونديال. يمكن أن نواصل  اللعب على الشاطىء بالمضارب. حرب لبنان الثانية لن تندلع غدا، ولكن من شأنها أن تندلع بعد غد.

        سيناريوهان من شأنهما ان يشعلا الحرب بعد غد. السيناريو الاول هو هجوم اسرائيلي في ايران. لا ريب أنه اذا ما ضربت اسرائيل احمدي نجاد فان احمدي نجاد سيضرب اسرائيل من خلال القوات المتقدمة التي نشرها جنوبي الليطاني.

        السيناريو الثاني هو التحول النووي لايران. بعد وقت قصير من اقتناء ايران قدرة غير تقليدية، فانها ستشعر حرة في أن تبادر الى حرب تقليدية تدفع اسرائيل الى النزف والضعف. وسواء هجمت اسرائيل أم أصبحت ايران نووية، فان النتيجة ستكون حرب صواريخ في الشمال.

        في الاسبوع القادم سيلتقي الرئيس براك اوباما ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في البيت الابيض. وسيتحدث اوباما عن فلسطين، اما نتنياهو فسيتحدث عن ايران. ولكن، ما يتوجب على الزعيمين أن يتحدثا فيه هو حرب لبنان الثالثة. الحرب التي قد تنشب في اثناء ولايتيهما لتحملا اسميهما. الحرب التي ملزم اوباما ونتنياهو ان يمنعاها.

        لمنع حرب لبنان الثالثة على اوباما أن يفعل شيئين: ان يكف عن دفع اسرائيل نحو الزاوية وان يبدي زعامة اقليمية. حتى الان فعل اوباما العكس. فهو يعالج التحدي الايراني بشكل متردد. يبث الى الشرق الاوسط برسالة انعدام التصميم. دون أن يقصد ذلك، فان رئيس السلام من شأنه ان يحصل على الحرب القادمة.

        لمنع حرب لبنان الثالثة على نتنياهو ان يفعل شيئين: ان يخرج اسرائيل من الزاوية وان يبدي زعامة مبادرة. حتى الان فعل العكس. ومثلما كان المستشارين العسكريين عشية حرب لبنان الثانية فارغين، فان المستشارين السياسيين فارغين اليوم ايضا. واذا اضطرت اسرائيل الى استخدام القوة للدفاع عن نفسها، فلن يكون هناك من ينصت لها، يفهمها ويقف الى جانبها. وبالذات تحت رئيس وزراء يؤمن بالقوة السياسية، وصلت اسرائيل الى عزلة مطلقة وضعف سياسي خطير يقرب الحرب التالية.

        اوباما ونتنياهو ملزمان بالاستيقاظ. الصفقة هي صفقة معروفة: عمل امريكي حازم حيال ايران مقابل مبادرة اسرائيلية حازمة حيال سوريا وفلسطين. هذه الصفقة يمكنهما ان يعقداها بينهما اثنان فقط، ينظران الواحد في عيني الاخر يوم الثلاثاء القريب القادم في الغرفة البيضاوية. اذا لم يغيرا طريقيهما ولم يتعلما العمل الواحد مع الاخر، فان براك اوباما وبنيامين نتنياهو سيتحملان المسؤولية الشخصية عن حرب لبنان الثالثة.