خبر أستكون حرب؟- يديعوت

الساعة 10:10 ص|04 يوليو 2010

أستكون حرب؟- يديعوت

ليس هذا الصيف

بقلم: اليكس فيشمان

مرة كل بضعة شهور، في معرض او مسيرة عسكرية، تخيف ايران العالم بدبابة حديثة من انتاج محلي. ولكن من يتابع الصور يلاحظ أن الحديث يدور دوما عن ذات الدبابة منقولة على عربة. لم يرها أحد تسافر أو تطلق النار ومنذ وقت غير بعيد أعلن الرئيس الايراني عن تطوير ايراني أصيل لأجهزة طرد مركزية غاية في التطور، ستضاعف ضعفين وثلاثة أضعاف القدرة على انتاج اليورانيوم المخصب. وقد نزل العالم الى الملاجىء. ولكن تقرير خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية قضى بأنه اذا ما عملت اجهزة الطرد المركزي هذه – فان هذا سيحصل بعد عدة سنوات.

        هذا الاسبوع جاء دور رادار ايراني ضد الطائرات، نصب على الاراضي السورية. من هذه اللحظة فصاعدا، كما بشرت العناوين الرئيسة، سيمتنع سلاح الجو عن العمل في جبهة سورية، لبنان، ايران وما شابه.

        حذار أن نستخف بالعدو لا سمح الله، ولكن يجب الأخذ بالحسبان بأنه الى جانب تعاظمه فانه يمارس استراتيجية كاملة من الارهاب المعنوي. نحن، من جهتنا، نستمتع بتغذية مخاوفنا الوجودية بتهديدات جديدة. وهكذا يطرح مرة أخرى السؤال المحتم: هل ستكون حرب هذا الصيف؟

        في ظروف الشرق الاوسط هذا ليس سؤالا غبيا. تقديرات الوضع في جهاز الأمن تحدثت عن ثلاثة محاور لبناء القوة حيال اسرائيل، ستصل الى النضج هذا العام. في مثل هذا الوضع، كما قال التقديرات، هناك احتمالية عالية جدا لاندلاع مواجهة مبادر اليها من جانب العدو – سوريا، حزب الله، حماس – هذا الصيف. غير أن هذه المحاور الثلاثة لم تصل الى النضج.

        حزب الله في لبنان كان يفترض ان يصل الى كمية حرجة من صواريخ أرض – أرض ام 600، يمكنها ان تهدد بشكل متواصل، على مدى الزمن، غوش دان. ولكنه لم يصل الى هذه الكمية وليس صدفة: اسرائيل هددت والعالم أيضا ضغط على السوريين. أما حماس فلم تستكمل عملية التمترس والتزود التي خططت لها. وكذا الجهاد الاسلامي. وهذا أيضا ليس صدفة: الاغلاق على غزة، ولا سيما من جهة مصر، فعل فعله. من استخف بنجاعة الاغلاق يمكنه اليوم، مع فتحه، ان يبدأ العد التنازلي. بدون اغلاق، فان وتيرة تزود غزة بالسلاح والتكنولوجيا وغيرها ستعود الى مرحلة ما قبل "رصاص مصبوب".

        المحور الثالث، الجيش السوري، لم يستكمل قفزة الدرجة التي خطط لها كجزء من عنصر الردع حيال اسرائيل. معهد واشنطن للدراسات الاستراتيجة والدولية - CSIS- يقضي في تقرير لميدان القوى العسكرية بين اسرائيل والبلدان العربية بأن هناك حتى انخفاضا في النجاعة التقليدية لسوريا. التقارير عن صفقات سلاح كبيرة بين روسيا وسوريا، كما يقول باحثو المعهد، يسمع عنها منذ 20 سنة، بينما الفجوة في ميزان القوى في صالح اسرائيل لم تتغير منذ منتصف الثمانينيات.

        صحيح أنه في مجال النوايا عثر على ضغط ايراني في محاولة لتسخين الجبهات حيال اسرائيل قبيل فرض العقوبات على ايران، الا ان باحثي المعهد يشككون في امكانية أن تتجند سوريا وحزب الله تلقائيا الى حرب ضد اسرائيل كنتيجة لأحبولة ايرانية. وبشكل عام، يقول التقرير، تواصل اسرائيل الحرص حيال أعدائها، بما فيهم ايران، على تفوق بارز في مجالات مثل الصواريخ بعيدة المدى، الذراع الجوي الاستراتيجي بعيد المدى، السلاح النووي ومنظومات مضادة للصواريخ من أنواع مختلفة.

        في السطر الأخير: اسرائيل تتحدث عن تهديد وجودي مستقبلي من ناحية ايران، ولكنها هي نفسها تضع اعداءها في خطر وجودي منذ زمن بعيد، وهذه القدرة تتصاعد بشكل مواظب.

        أي من العناوين "الأمنية" للأسابيع الأخيرة – الأزمة مع تركيا، الاسطول، رفع الاغلاق، جلعاد شليت – لا يبشر بحرب هذا الصيف. رغم انها كبيرة وصاخبة إلا أنها لاتتعلق بالتهديدات الوجودية على اسرائيل، كلها ترتبط بـ "الحرب الأخرى"، تلك التي تقضم في شرعية اسرائيل في العالم وفي مناعة المجتمع الاسرائيلي. هذه الحرب، التي نخسر فيها حاليا، ستستمر هذا الصيف، وبقوة أكبر.