خبر بعد سنوات الرخاء: مالكو الأنفاق بالكاد يغطون تكاليف التشغيل

الساعة 05:16 ص|04 يوليو 2010

بعد سنوات الرخاء: مالكو الأنفاق بالكاد يغطون تكاليف التشغيل

فلسطين اليوم- عن الأيام المحلية- كتب محمد الجمل

 لم تعد أنفاق رفح مصدراً لكسب الكثير من المال في وقت قصير كما كانت، كما لم تعد مصدراً لجذب المستثمرين الباحثين عن الثراء السريع.

فقد توقفت عمليات حفر الأنفاق الجديدة بصورة كلية، بينما أُغلق الكثير من الأنفاق الجاهزة وعرضها مالكوها للبيع دون أن تجد من يشتريها، فيما زادت نسبة الخلافات بين الشركاء.

وبحسب ما أكده "أبو أحمد" أحد مالكي الأنفاق في رفح فإن الفترة الذهبية للأنفاق التي استمرت عدة سنوات انتهت، موضحاً أن أقل من 10% من مجموع أنفاق رفح تعمل حالياً ومعظمها تخصص في نقل وتهريب الأسمنت والحديد ومواد البناء، لتلبية احتياجات السوق التي ما زالت متعطشة لهذه السلع خاصة بعد حركة البناء المتزايدة التي يشهدها القطاع.

وأشار "أبو أحمد" إلى أن مالكي الأنفاق يلجأون لتهريب كميات كبيرة من مواد البناء بصورة يومية في محاولة لتغطية أجور العمال والمصاريف التشغيلية الأخرى، في حين يقسم صافي الربح بين مالك النفق وشريكه المصري.

وأوضح "أبو أحمد" أن صافي الربح اليومي لا يتجاوز دولارات معدودة أو ربما بضع مئات من الشواكل، لافتاً إلى أن الكثير من مالكي الأنفاق يفضلون أن تعمل أنفاقهم وتحقق هامش ربح بسيط على أن تبقى مغلقة.

وبين أن الأنفاق التي تقوم بتهريب الوقود ومعظمها ما زال يعمل لم تسلم من الوضع الراهن.

وأوضح أن ثمن اللتر الواحد من وقود البنزين يباع بحوالي شيكل ونصف بعد إضافة قيمة الضريبة التي تفرضها حكومة غزة بعد أن كان يباع بأكثر من خمسة شواكل قبل حوالي عام.

وقال إن وفاة أو إصابة أي من العمال داخل النفق يعني كارثة للمالك الذي سيضطر لدفع آلاف الدولارات كتعويض لأسرته.

وأشار "أبو أحمد" إلى أن الوضع الراهن وتراجع الأرباح والعائدات المادية أدى إلى تزايد الخلافات بين مالكي الأنفاق خاصة تلك التي يشترك فيها أكثر من شخص.

وأوضح أن "لجنة الأنفاق" تتلقى يومياً عشرات الشكاوى ويجتهد العاملون فيها للفصل في الكثير من النزاعات والخلافات المالية.

أما "أبو حسن" أحد العاملين في مجال الأنفاق والتهريب فأكد أن الوضع الراهن وتناقص العائدات المادية التي كان يتلقاها الشريك المصري أدى إلى شيوع ظاهرة الاحتيال والسرقة بشكل كبير.

وأوضح أن الكثير من مالكي الأنفاق والتجار كانوا ضحايا لأشخاص استدرجوهم وحصلوا على أموالهم بعد وعود بإرسال بضائع إلى القطاع إلا أن الوسيط المصري يغلق هاتفه النقال ولا يظهر له أثر.

وأشار "أبو حسن" إلى أن الكثيرين من مالكي الأنفاق تعرضوا لخسائر فادحة فيما يكابد آخرون لتعويض خسائرهم في وقت وصفه بـ"بدل الضائع".

وعزا الوضع الحالي للأنفاق لعدة أسباب أبرزها غياب الوعي وقلة الخبرة التجارية، إذ أغرقت الأنفاق الأسواق بكميات هائلة من مختلف أنواع السلع والبضائع دون دراسة مسبقة لحجم السوق ومدى استيعابها، ما تسبب في زيادة كبيرة في البضائع المعروضة على حساب الطلب وهذا تسبب في انخفاض الأسعار.

ولفت إلى أن كثرة الأنفاق ودخول عشرات الراغبين في الاستثمار في تلك المهنة تسبب في حالة من الكساد، موضحاً أن آخر الأسباب وأهمها التسهيلات الصهيونية الأخيرة ودخول أصناف جديدة من السلع من خلال المعابر التجارية خاصة الأخشاب والمواد الغذائية والحلوى التي كانت الأنفاق تكثر من تهريبها.

يذكر أن منطقة الشريط الحدودي الواقعة جنوب محافظة رفح والبالغ طولها نحو 13 كيلومتراً تعتبر مسرحاً للأنفاق التي يقدر عددها بأكثر من 3000.