خبر ربع مليون غزاوي توجهوا بالأمس إلى معبر ايرز دعماً للأسرى

الساعة 12:13 م|03 يوليو 2010

ربع مليون غزاوي توجهوا بالأمس إلى معبر ايرز دعماً للأسرى

كتب – عبد الناصر فروانة

انطلقت بالأمس ( الجمعة ) من قطاع غزة مسيرة راجلة هي الأضخم منذ سنوات ، وضمت ربع مليون مواطن فلسطيني ، وتوجهت إلى معبر بيت حانون ( ايرز ) شمالاً ، وذلك دعماً للأسرى ، ووفاءً لتضحياتهم ونضالاتهم ، وتقديراً لعذاباتهم وتفهماً لمعاناتهم ، وتأكيداً على حقهم بالحرية والمطالبة باتمام صفقة التبادل وفقاً للشروط والمعايير الفلسطينية .

 

ربع مليون فلسطيني .. انطلقوا من شوارع وأزقة مخيمات ومدن القطاع ، من رفح جنوباً وحتى بيت حانون شمالاً ،  أطفال وشبان وفتية ، رجال وشيوخ ، نساء وفتيات ، أمهات وزوجات ، ورموز قادة العمل الوطني والإسلامي ، وممثلي مؤسسات المجتمع المدني ورموز القطاع الخاص ، وأبرز الناشطين والمدافعين عن قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية وحقوق الأسرى .

 

علم فلسطين ويافطات موحدة وصور للجميع

 

ويضيف فروانة في مقالته : ربع مليون فلسطيني توحدوا خلف قضية الأسرى في مشهد لم نًره منذ " الانقسام " المرير ، والكل يهتف لحرية الأسرى ، ويدعم مطالب الفصائل الآسرة لـ " شاليط " ، والأيادي كافة تحمل علم فلسطين و( لا ) شيء سواه ، فيما أيادي الأمهات والأطفال تحمل صور أبنائهم وآبائهم القابعين في سجون الاحتلال منذ سنوات طويلة .

 

والأروع أن مسيرة الربع مليون زُينت بيافطات وشعارات تحمل توقيع غزة – فلسطين دون ذكر الفصائل واللجان والمؤسسات ، وزُينت أيضاً بصور ضخمة جداً لرموز الأسرى القدامى ومن كافة المناطق تأكيداً على أن قضية الأسرى واحدة وموحدة ، وأن ( لا ) صفقة دون عودة هؤلاء لبيوتهم ، فوجدنا صورة كبيرة لعميد أسرى القطاع الأسير سليم الكيال ، وأخرى لعميد أسرى القدس فؤاد الرازم وثالثة لأقدم أسرى الداخل سامي يونس ورابعة لأقدم أسرى الضفة والأسرى عموماً نائل وفخري ونائل البرغوثي وأكرم منصور ، ولم تنسَ الجماهير الغزية الغفيرة أقدم الأسرى العرب فرفعت صورة الأسير العربي السوري صدقي المقت .. وغيرهم العشرات من صور القدامى أمثال يحيى السنوار ومحمد الحسني ونافذ حرز ، وعلى المسلماني وحسن سلمة ، وعلاء البازيان ، ووليد دقة .

 

كما ورفعت الجماهير الوفية صور كبيرة لرموز المقاومة والانتفاضة فشاهدنا صور القادة أحمد سعدات ، ومروان البرغوثي ، وعبدالله البرغوثي ، وثائر حماد ، وابراهيم حامد ، وعلام كعبي ، وعاهد أبو غلمة ، وعبد الناصر عيسى ، وناصر عويص ، وأحمد البرغوثي ، وحمدي قرعان .

 

ويضيف فروانة في مقالته : ربع مليون فلسطيني .. أكدوا على أن قضية الأسرى ، كانت وستبقى تقف على سلم الأولويات الفلسطينية ، وأن قطاع غزة ورغم الحصار والدمار لم ولن يفقد البوصلة وسيبقى وفياً لأسراه ، وأن سكانه لم ولن يقبلوا عودة لـ " شاليط " دون تلبية مطالب آسريه .

 

ربع مليون فلسطيني .. اثبتوا بأن الفصائل الوطنية والإسلامية لم تحشد فقط هذا الكم لإحياء مناسباتها وذكرى انطلاقتها فحسب، بل هي قادرة على حشد هذا الكم وأكثر من ذلك للمناسبات الوطنية العامة وفي مقدمتها قضية الأسرى.

 

توحدت الإذاعات والفضائيات الفلسطينية

 

ربع مليون غزاوي .. وحدوا لغة الإذاعات المحلية بمختلف أطيافها وتبعيتها ، ووحدوا بث الفضائيات الفلسطينية ، وسيطروا على أحاديث الشارع الفلسطيني ، وأعادوا بقضية الأسرى إلى مكانتها الطبيعية على أجندة السياسيين ، لتشكل أساساً ومدخلاً لإنهاء الانقسام وعودة الوحدة لشطري الوطن وللنسيج الاجتماعي الفلسطيني .

 

( لا ) عودة لشاليط دون عودة اسرانا

 

ربع مليون غزاوي .. بوحدتهم وبصوت واحد يقولون لعائلة شاليط وأصدقائه ولكل من شارك وسيشارك في المسيرة المتوجهة للقدس ، باننا ندعم رغبتكم ، وندعوكم للضغط على حكومتكم باعتبارها المعيق الأساسي في إتمام الصفقة وعليها التخلي عن معاييرها الظالمة إذا أردتم عودة " شاليط " سالماً لكم .. وتذكروا بأن لدينا قرابة سبعة آلاف أسير يقبعون في سجون حكومتكم وسلطاتكم في ظروف قاسية جداً .. بعضهم مضى على اعتقاله أكثر من ثلاثين عاماً ، وأن لهؤلاء أمهات وأبناء وأصدقاء ينتظرون عودتهم بفارغ الصبر .. .

 

حدث ضخم فرض نفسه على الإعلام

 

وكثيراً ما انتقدنا وسائل الإعلام وقصوره في تسليط الضوء على معاناة أسرانا وابراز قضيتهم ، وكثيراً ما انتقدنا فضائية الجزيرة ، لكنني بالأمس وجدت عشرات الفضائيات المحلية والعربية والدولية تغطي الحدث الأبرز ، فمسيرة بهذا الحشد الضخم فرضت نفسها على كافة وسائل الإعلام ، والكل ينقل مباشر وغير مباشر ويجري اللقاءات ، والجزيرة مباشر نقلت المسيرة من بدايتها ولا زالت تنقل من مكان الحدث .

 

فالمشاركون في المسيرة رفضوا إنهاء مسيرتهم والعودة إلى بيوتهم ، مع غروب الشمس ، وفضلوا البقاء في " ايرز " حتى تصل مسيرة الإسرائيليين إلى بيت " نتانياهو " في القدس ، وهي خير وسيلة لتسليط الضوء على معاناة أسرانا وقضاياهم العادلة وحقهم في الحرية ، وهي خير رد على كل الجهات والمؤسسات الدولية التي تطالب بالإفراج عن " شاليط " وتتجاهل آلاف الأسرى الفلسطينيين .

 

وفي صباح هذا اليوم جاء طفلي وأيقظني من نومي ، فصرخت في وجهه ، كنت أتمنى أن أبقى أعيش مع تلك المشاهد الرائعة التي لم أرها إلا في منامي وهي جزء من أحلامي .. فهل ستتحقق وتتحول إلى حقيقة على أرض الواقع ؟.