خبر أوغلو: سرية اللقاء التركي الاحتلالي جاءت بناء على طلبهم

الساعة 05:53 ص|03 يوليو 2010

أوغلو: سرية اللقاء التركي الاحتلالي جاءت بناء على طلبهم

فلسطين اليوم-وكالات

دافع وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو عن سياسة حكومته تجاه إسرائيل وعن اللقاء الذي عقده سراً في بروكسل مع ما يسمى بوزير التجارة الإحتلالي بنيامين بن اليعازر، مؤكداً أن أنقرة «لم تتراجع عن مطالبها الأساسية» المتمثلة في طلب اعتذار وتعويض أسر الضحايا وتشكيل لجنة تحقيق دولية في الهجوم على سفن «أسطول الحرية» الذي أدى إلى مقتل تسعة أتراك، ورفع الحصار عن غزة.

 

وأشار داود أوغلو في كلمة أمام جلسة للبرلمان التركي، إلى أن «اللقاء جاء بطلب من الجانب الإسرائيلي بعد تطورات مهمة» دفعت أنقرة إلى قبول هذا الطلب الذي تكرر قبل ذلك أكثر من مرة بأشكال مختلفة وعبر قنوات عدة.

وذكرت مصادر تركية مطلعة لـ «الحياة» أن اللقاء الذي تم بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الاميركي باراك أوباما في كندا على هامش قمة العشرين هو الذي مهد للقاء بروكسيل.

 

وأوضحت أن «أوباما قدم تطمينات لتركيا بمحاولة إقناع رئيس الوزراء الإحتلالي بنيامين نتانياهو خلال لقائهما المرتقب الثلثاء المقبل، بتلبية المطالب التركية بما فيها تشكيل لجنة تحقيق دولية»، لكن الرئيس الأميركي «حذر من أن لجنة التحقيق قد توجه اتهاماً أو لوماً إلى بعض أعضاء السفينة مرمرة من أعضاء جمعية الإغاثة الإسلامية التركية المنظمة للرحلة، وأن على تركيا أن تعي أن طلبها هذا قد يكون سلاحاً ذا حدين».

 

وأكدت مصادر ديبلوماسية لـ «الحياة» أن اللقاء بن اليعازر وداود أوغلو «ركز على بعض الاقتراحات الإسرائيلية لوضع آليات لتنفيذ هذه الطلبات، وأشار الوزير الإسرائيلي إلى امكان تقديم اعتذار لبعض أهالي الضحايا وليس كلهم، لأن بعض القتلى كانوا على علاقة مع حركة حماس، وطلب إعطاء لجنة التحقيق الإسرائيلية الداخلية فرصة أو أن يكون تقريرها المنتظر هو المشاركة الإسرائيلية في لجنة التحقيق الدولية بحيث لا تشارك إسرائيل رسمياً في اللجنة ولا تتعامل معها في شكل مباشر».

 

وكشف داود أوغلو أن سرية اللقاء جاءت بناء على طلب من الجانب الإسرائيلي، مشيراً إلى أن «اللقاء تم في السر، ومع ذلك أحدث زلزالاً داخل الحكومة الإسرائيلية، فماذا كان سيحدث إذا أجرينا اللقاء علناً». ودافع عن تصريحات له عن القدس أمام نواب المعارضة في البرلمان، إذ انتقد النائب عن «حزب الشعب الجمهوري» المعارض السفير السابق شكري الكضاغ تصريحاً نسبه إلى داود أوغلو اثناء حفل غداء مع وزراء الخارجية العرب على هامش اجتماع النادي التركي - العربي في اسطنبول بداية الشهر الجاري حين قال في اختام كلمة ألقاها «إن شاء الله سنصلي معاً في القدس».

 

واعتبر النائب أن «هذا لا يليق بوزير خارجية تركيا وليس من شأن الديبلوماسية التركية»، فرد داود أوغلو قائلاً إن «القدس كانت وستظل شأناً يخص تركيا، وهناك لجنة لمتابعة شؤون القدس تم تشكيلها في الأمم المتحدة بعد حرب عام 1948 تشارك فيها تركيا وأميركا وإسرائيل، والقنصل التركي في القدس رفض رفع العلم الإسرائيلي على المسجد الأقصى عام 1967 وهددت تركيا حينها بقطع العلاقات مع تل أبيب».

 

وذكّر بأن «تركيا خفضت مستوى تمثيلها الديبلوماسي لدى إسرائيل عام 1980 احتجاجاً على إعلانها القدس عاصمة موحدة وأبدية، وأنقرة مازالت ترفض هذا القرار ولا تعترف به». وأضاف أن «المسجد الأقصى على أرض القدس الشرقية المحتلة من قبل إسرائيل لم ولن يكون أرضاً إسرائيلية أبداً». واختم قائلاً إنه «ما لم تستقر سمرقند والبوسنة والقدس وحلب وبيشكيك وبغداد، فإن الأناضول لن ينعم بالاستقرار أو الراحة».

 

إلى ذلك، حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس التصالح مع وزير خارجيته اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان الغاضب من عدم استشارته قبل إجراء لقاء بن اليعازر وداود أوغلو. وأفاد مسؤولون إسرائيليون أن الرجلين اتفقا على أنه كان يجب إبلاغ ليبرمان باللقاء.

 

والتقى الرجلان في منزل نتانياهو في القدس للبحث في اللقاء التركي - الإسرائيلي الذي لم يكن ليبرمان يعلم به. ولم ينشر أي بيان عقب اجتماعهما أمس، لكنهما اتفقا على أن تلك الخطوة كانت «خطأ» ووعد نتانياهو بتحسين التنسيق مع وزيره، كما أضافت المصادر. وأعرب ليبرمان في بيان عن استيائه من «الاستخفاف بأصول التصرف المتعارف عليها وتوجيه ضربة قاسية إلى الثقة بين وزير الخارجية ورئيس الوزراء»، فيما عزا الأخير غياب التنسيق مع الخارجية إلى «أسباب تقنية