خبر فراغ في وزارة الخارجية..هآرتس

الساعة 09:17 ص|02 يوليو 2010

بقلم: أسرة التحرير

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "نسي" اطلاع وزير الخارجية افيغدور ليبرمان على اللقاء الذي عقد أول امس بين وزير الصناعة والتجارة بنيامين بن اليعيزر ووزير الخارجية التركي في بروكسل. ورد ليبرمان بيان غاضب، اتهم فيه نتنياهو "بالمس بكل معايير الادارة السليمة".

        وحاول نتنياهو تقزيم الخلاف مع شريكه السياسي وعرضه كخلل في التبليغ، ولكن هذه محاولة لادعاء البراءة. فليس صدفة ان سافر وزير الصناعة والتجارة، وليس وزير الخارجية لتخفيف حدة الازمة الخطيرة في العلاقات الاسرائيلية – التركية. فكبار المسؤولين في أنقرة يقاطعون ليبرمان، الذي أجرى نائبه داني ايالون طقس اهانة علني للسفير التركي. واضح أن وزير الخارجية، الذي ساهم في تصعيد الازمة، لا يمكنه أن يكون الرجل الذي يهدئها.

        في الاسبوع الماضي زار واشنطن الاسبوع الماضي وزير الدفاع ايهود باراك الى محادثات مع كبار رجالات الادارة، بحث معهم فيها ايضا في تقدم المسيرة السياسية. وزير الخارجية لم يشعر بالاهانة في حينه: ليبرمان يعارض المسيرة السياسية مع الفلسطينيين ويحرض ضدها، بدعوى أن "لا شريك" ولا أمل في دولة فلسطينية في السنوات القادمة. وعليه، فانه لا يهمه ان يدير وزير الدفاع، وليس هو، عمليا مداميك مركزية في العلاقات الخارجية.

        قبل ذلك الغت دول اوروبية مؤتمرا لوزراء الخارجية من دول البحر الابيض المتوسط بسبب رفض المندوبون العرب المشاركة في الحدث بحضور ليبرمان. وزير الخارجية الاسرائيلية مقاطع عمليا في الدول العربية، والعلاقات معها تدار في قنوات اخرى.

        الوضع المتواصل، الذي يؤدي فيه وزير الخارجية دوره كمحلل انتقادي لسياسة الحكومة وكناطق يعنى بالمناكفة العلنية مع دول وزعماء اجانب – مثل رئيس الوزراء التركي ورئيس السلطة الفلسطينية – وليس كدبلوماسي كبير لاسرائيل، هو المس بمعايير الادارة السليمة.  وزير الخارجية الذي يقطع نفسه او رئيس الوزراء الذي يخفي الامور عنه، عن الانشغال بالعلاقات مع دول اساس مثل الولايات المتحدة، تركيا، مصر والاردن، وعن المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين هو وزير خارجية معطل الفعالية.

        خطأ نتنياهو ليس خللا فنيا في التبليغ بين المكتبين، بل خللا جوهريا بتعيين ليبرمان وزيرا للخارجية. يحتمل ان يكون نتنياهو يعتقد ان هكذا سيقزم مكانة خصمه السياسي المحتمل ويمكنه أن يدير السياسة الخارجية مباشرة من مكتب رئيس الوزراء، في ظل تجاوز وزير الخارجية ووزارته. ولكن محظور أن تمس اعتبارات سياسية كهذه بالمصالح السياسية والاستراتيجية لاسرائيل، وبالتأكيد ليس في الوقت الذي تعيش فيه الدولة عزلة متعاظمة في الاسرة الدولية، التي يحذر نتنياهو هو ايضا منها. وبالذات في مثل هذه الساعة فان اسرائيل تحتاج حاجة ماسة لوزير الخارجية الافضل الذي يمكنه أن يرفعه للوقوف في "بوابة الامم".

        وبدلا من الاعتذار والبحث عن طرق لمصالحة ليبرمان، على نتنياهو أن يقول الحقيقة: زعيم اسرائيل بيتنا لا يمكنه أن يكون على رأس وزارة الخارجية ولهذا فانه يستخدم بدلا منه وزراء يعتبرون في العالم كمعتدلين. وبدلا من التمسك بالشراكة السياسية الضارة مع ليبرمان، على نتنياهو أن يدخل كديما الى الائتلاف. طالما بقيت الحكومة في تركيبتها الحالية، فان احدا في الاسرة الدولية لن يصدق تصريحات نتنياهو عن رغبته في التسوية مع الفلسطينيين.