خبر الشعب الكردي: لا لإرهاب الانفصاليين .. إسماعيل ياشا

الساعة 09:03 ص|02 يوليو 2010

الشعب الكردي: لا لإرهاب الانفصاليين .. إسماعيل ياشا

إسماعيل ياشا – كاتب ومحلل سياسي تركي

لا تخدع القارئ العربي ما يدعيه حزب العمال الكردستاني بأنه يقاتل لأجل الشعب الكردي وحقوقه المسلوبة، لأن ما قام به منذ انطلاقه يدحض هذا الادعاء، بل يدل على أنه جلب للشعب الكردي كثيرا من المصائب والويلات وأصبح وبالا عليه.

يرى كثير من المراقبين أن وكالة الاستخبارات الوطنية التركية (MIT) شاركت في تأسيس حزب العمال الكردستاني يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1978 كحزب سياسي كردي ذي توجهات يسارية ماركسية لنينية، لتصفية حركات كردية أخرى، ثم تحول في بداية الثمانينيات إلى منظمة مسلحة تدعو إلى إنشاء دولة مستقلة للأكراد وخرج عن السيطرة.

وبعد سقوط الشيوعية في الاتحاد السوفياتي وأوروبا الشرقية في ثمانينيات القرن الماضي، بدأ حزب العمال الكردستاني يتخلى عن مرجعيته اليسارية، وتحول في نهاية المطاف إلى منظمة مرتزقة تتحرك وفق أجندة الولايات المتحدة التي تستخدمها كورقة للتضييق على إيران من جهة، ولابتزاز تركيا من جهة أخرى.

تزوج زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجالان في العام 1978، العام الذي أسس فيه حزبه، من "كسيرة يلديريم" ابنة العميل لوكالة الاستخبارات الوطنية التركية المعروف بلقب "الطيار نجاتي" وانتقلت كسيرة مع أوجلان إلى سهل البقاع بلبنان.

وقال الزعيم الكردي إبراهيم غوتشلو في تصريحاته لصحيفة "آيدينليك" التركية إنه لاحظ أثناء زيارته البقاع في العام 1980 أن كسيرة كان لها دور فعال أكثر من أوجلان نفسه في اتخاذ القرارات أو تغييرها.

وقد اعترف أوجلان فيما بعد بأن زوجته الأولى "كسيرة" كانت تعمل لحساب وكالة الاستخبارات الوطنية التركية ولكنه نأى بنفسه قائلا بأن الاستخبارات التركية كانت تحاول اختراق حزب العمال الكردستاني. وبعد نشوب خلافات حادة بينها وبين عبد الله أوجلان، هربت كسيرة عام 1988 إلى أوروبا عبر قبرص خوفا على حياتها.

وفي مقابلة نشرتها صحيفة زمان التركية يوم الجمعة الماضي، كشف المحامي الكردي حسين يلدريم النقاب عن حقيقة عبد الله أوجالان الذي يعرفه جيدا وقال إن أوجالان مرتبط بشبكة "أرغينيكون" الإجرامية واتهمه بأنه -يعني أوجالان- لا يشعر بأي حب تجاه الشعب الكردي ولا القضية الكردية، وأن شبكة "أرغينيكون" هي التي توجهه، مستدلا على ذلك بالصداقة الحميمة بين زعيم حزب العمال الكردستاني وقادة لشبكة "أرغينيكون"  مثل زعيم حزب العمال التركي "دوغو برينتشيك" الذي يتم حاليا محاكمته في قضية محاولة الانقلاب على حكومة حزب العدالة والتنمية وتأسيس شبكة إجرامية لهذا الغرض باسم "أرغينيكون".

 

صحيح أن الشعب الكردي يعاني من سوء المعاملة عدم الاعتراف بحقوقه كاملة، إلا أنه بدأ يدرك اليوم أن حزب العمال الكردستاني ما هو إلا شريك للقوى الانقلابية التي تمارس ضده التمييز. وها هو اليوم يقوم بهجمات دموية لأجل إضعاف حكومة أردوغان وإسقاطها، مع أن هذه الحكومة تبدي رغبة صادقة بشهادة كثير من الشخصيات الكردية المستقلة في حل المشكلة الكردية في إطار تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وإدراكا لهذه الحقيقة، خرجت يوم الاثنين الماضي 99 منظمة للمجتمع المدني في مدينة دياربكر ذات الأغلبية الكردية لتقول باسم الشعب الكردي الذي تمثله "لا لإرهاب الانفصاليين" وتبعتها 45 منظمة أخرى في مدينة ماردين جنوب البلاد وخرجت في اليوم التالي لمناشدة الانفصاليين لإلقاء السلاح واستخدام السبل الديمقراطية في الدفاع عن الحقوق.

هناك مسلسل تركي اسمه "الأرض الطيبة" ويتم عرضه حاليا على قناة أم بي سي الأولى، أدعو المشاهد العربي لمتابعة هذا المسلسل الذي يتحدث عن حقيقة ما يجري في المناطق الكردية، بدلا من متابعة المسلسلات التركية الساقطة التي لا تعكس ثقافة الشعب التركي المسلم ولا تتوافق مع ثقافات الشعوب العربية.