خبر خطّة تركيّة لكبح «الكردستاني»: «تنظيف» قنديل وعزل أوجلان

الساعة 05:18 ص|02 يوليو 2010

خطّة تركيّة لكبح «الكردستاني»: «تنظيف» قنديل وعزل أوجلان

فلسطين اليوم-وكالات

تطوّر أمني كبير سيطرأ على الساحة الكردية في تركيا والعراق قريباً. هذا ما توحي به أجواء عسكر تركيا وساستها الذين يبدو أنهم نالوا ضوءاً أخضر أميركياً «لتنظيف» منطقة جبال قنديل الحدودية مع العراق، إثر فشل أكراد هذا البلد والاستخبارات الأميركية في الوصول إلى هذا الهدف بموجب التنسيق الاستخباري الجاري بين الثلاثي الأميركي والعراقي والتركي منذ عام 2007. ولأنّ أنقرة تدرك تمام الإدراك أنّ حزب «العمال الكردستاني» وعبد الله أوجلان لا يزالان يعنيان أمراً واحداً تقريباً، فقد فهمت أنه لا يمكن لجم عمليات «الكردستاني» إلا بلجم زعيمه «آبو»، من خلال منعه من إيصال تعليماته إلى قيادات حزبه من معتقله في جزيرة إمرلي، عبر محاميه الذين يلتقون به أسبوعياً.

خلاصات كشفت عنها صحيفة «توداي زمان» المقرّبة من حكومة رجب طيب أردوغان، جازمة بأنها ستكون خطة طريق أمنية ستُطبّق لوقف عمليات الأكراد، ليصبح ممكناً في ما بعد العمل على الخطط السلمية والاستخبارية والثقافية والسياسية للحكومة.

وأوضحت الصحيفة التركية أنّه صدر قرار تطبيق هذه الخطة المزدوجة بعد العمليات الكردية التي نفّذها «العمال» الشهر الماضي، إذ قُتل في حزيران وحده نحو 50 جندياً تركياً. وبحسب مصادر «توداي زمان»، فإنّ الرئيس باراك أوباما أعطى موافقته لأردوغان، خلال لقائهما في مدينة تورونتو الكندية على هامش مشاركتهما في قمة العشرين قبل أيام، على شنّ عملية عسكرية واسعة النطاق في المنطقة المحيطة بجبال قنديل الحدودية بين العراق وتركيا. قرار اتخذه مجلس الأمن القومي التركي بعد يوم واحد من عملية الكردستاني التي أودت بحياة 11 جندياً في محافظة هكاري.

وفي الاجتماع ذاته، نُقل عن أوباما قوله لأردوغان إنّ واشنطن «تدعم أنقرة بكل ما تراه مناسباً لمحاربة الإرهاب». ووفق الصحيفة نفسها، استطاع أردوغان إقناع أوباما بضرورة «تنظيف» منطقة قنديل «كي لا تتحول إلى «بقاع» جديد للعمال الكردستاني» (في إشارة إلى ما كانت عليه منطقة البقاع اللبنانية من عقر دار للأكراد بتسهيل سوري قبل عام 1999).

حتى إن أوباما وافق على أن يقوم الجيش التركي باجتياح واسع النطاق لمنطقة قنديل قبل حلول الخريف، شرط ألّا تُبقي تركيا جنودها وقتاً طويلاً داخل الأراضي العراقية، على أن يكون توقيت الحملة بيد قيادة الجيش التركي وحده. خطوة رأى أردوغان أنه لا بد من القيام بها، لأنّ قيادة إقليم كردستان العراق فشلت في مهمة إخلاء المنطقة من «الإرهابيين».

وفيما طلب أردوغان من دول الاتحاد الأوروبي المزيد من التعاون، على الأقل عبر طرد قادة «الكردستاني» اللاجئين في أراضيها، بدا أنّ تركيا نالت مساعدة سورية قيّمة؛ فقد أفادت وكالة «الأناضول» التركية الحكومية، أمس، بأن قوات الأمن السورية اعتقلت 400 ناشط في خمس مدن سورية، في إطار عملية ضد حزب العمال الكردستاني.

أما على صعيد أوجلان، فقد تقرّر منع الرجل من إيصال المزيد من الرسائل إلى القيادات الميدانية لحزبه من خلال محاميه. وبما أنّ حكام أنقرة واثقون بأنّ أوجلان لا يزال القائد الفعلي وشبه الوحيد للحزب، وصاحب القرار الأول بشأن استراتيجيته، فقد أمرت وزارة العدل بالحدّ من زيارات محاميه التي كانت أسبوعية، على أن تزوّد المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بكل الإثباتات على أن «آبو» يستغل لقاءات محاميه لقيادة «العمال الكردستاني».