خبر إعلان هام..قريباً افتتاح متنزه توراتي ليلي في محيط الأقصى

الساعة 09:20 ص|01 يوليو 2010

إعلان هام..قريباً افتتاح متنزه توراتي ليلي في محيط المسجد الأقصى

فلسطين اليوم- القدس المحتلة (خاص)

في المنطقة الواقعة خلف الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك والتي تعرف بالقصور الأموية، سيتم افتتاح منتزه توراتي "صهيوني" ليلي سيجذب الآلاف من السياح الصهاينة، وسيغير المعالم الأثرية التاريخية الإسلامية.

 

كيان العدو الصهيوني يسارع بشكل متواصل في حفرياته في هذه المنطقة، لتحويلها إلى متنزه توراتي سياحي ببرامج مكثفة في ساعات الليل، حيث تجري هذه الحفريات، بغطاء بلاستيكي أسود، يخفي مجرياتها في حين تجري حفريات أخرى في طبقات تحت الأرض، في ممرات ومناطق مقوسة.

 

لم يكن هذا مجرد إعلان سياحي، بل هي جريمة قديمة جديدة تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها بصمت مطبق في المسجد الأقصى المبارك ومحيطه، وهذا ما كشفته مؤسسة الأقصى للوقف والتراث والتي أكدت تحليلاتها أن المؤسسة الصهيونية تخطط لتحويل منطقة القصور الأموية إلى متنزه توراتي سياحي.

 

فما الذي يشجع الاحتلال الصهيوني على الاستمرار في مثل هذه الحفريات، وهل نفعل ما يجب من أجل إنقاذ مايمكن إنقاذه مما تبقى من محيط الأقصى، هذا ماحاولت "فلسطين اليوم الإخبارية" معرفته.

 

تآمر عالمي

الدكتور أحمد أبو حلبية مقرر لجنة القدس والأقصى في المجلس التشريعي الفلسطيني بغزة في حديث لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أكد أن العدو الصهيوني يستغل كل ظرف في تحقيق أهداف رسمها لنفسه مسبقاً تمثلت في تهويد القدس وتغيير معالمها جغرافياً وديمغرافياً.

 

وأضاف أن الاحتلال يسعى باستمرار لتهويد القدس وطمس الهوية العربية الإسلامية، وتدنيس المسجد الأقصى المبارك، وعزله عن المحيط العربي الإسلامي، واستبداله بتاريخ يهودي مزيف يحاول فرضه على أرض الواقع. 

 

وانتقد الدكتور أبو حلبية، الصمت العربي والإسلامي الذي يشجع الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ مخططاته الإجرامية في محيط المسجد الأقصى المبارك، فضلاً عن التآمر العالمي على الشعب الفلسطيني وقضاياه الوطنية.

 

ووصف مقرر لجنة القدس والأقصى هذه المخططات الصهيونية بالخطيرة والرهيبة، والتي تسعى لتطهير عرقي لمواطني المنطقة، خاصةً في ظل استمرار هدم المنازل خصوصاً في منطقة سلوان التي تعد منطقة مرشحة لاستبدالها بحي يهودي جديد.

 

رسائل من نار

وعن دور اللجنة في مواجهة هذه المخططات، أوضح الدكتور أبو حلبية، أن اللجنة أرسلت عدة رسائل للأمين العام للأم المتحدة، وكافة برلمانات العالم، وزعماء العرب للوقوف على مسؤولياتهم حيال المسجد الأقصى المبارك، فضلاً عن استثمار الوفود العربية والدولية التي تزور غزة لشرح واقع القدس المر، وإمداده بالوثائق والتقارير اللازمة فيما يتعلق بانتهاكات قوات الاحتلال.

 

يُذكر، أن عدة وفود برلمانية وغير برلمانية من الدول العربية والإسلامية والغربية تواصل على زيارة قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من أربعة سنوات للإطلاع عن كثب على معاناة المواطنين والانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل قوات الاحتلال.

 

وفي ذات السياق، أشار الدكتور أبو حلبية، إلى أن اللجنة تقوم بعقد مؤتمر صحفي شهري لفضح الجرائم الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى ومحيطه، فضلاً عن العمل لسن مشروع قانون الصندوق الوطني لدعم القدس.

 

غير لائق

وعن مدى التجاوب مع هذه الرسائل، شدد مقرر لجنة القدس والأقصى، على أنه ليس هناك أي تحرك جدي يليق بحجم قضية القدس والمسجد الأقصى، معبراً عن أمله في إتاحة الفرص للزيارات الدولية من نواب فلسطينيين لعرض قضية القدس على المحافل الدولية، كأمر قد يكون مجدياً وفاعلاً في الدفاع عن المدينة المقدسة.

 

يُشار، إلى أن نواب المجلس التشريعي بغزة يواجهون مشكلة في السفر للخارج بسبب إغلاق معبر رفح البري جنوب قطاع غزة، حيث تم فتحه بشكل جزئي، وهذا ما أكده الدكتور أبو حلبية.

 

مأساة.. انهزام

أما الشيخ أبو طارق المدلل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين فاعتبر في حديث خاص لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن مايجري في المسجد الأقصى من مأساة يعبر عن الانهزام الحقيقي للأمة الإسلامية حيث يرون ما يفعله الصهاينة من تهويد وتدمير وتدنيس للحقوق الإسلامية ويبقون صامتون.

 

كما وجه دعوة للرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن ينفض يده من المفاوضات مع إسرائيل، طالما كان هناك تهويد وتهجير لأبناء شعبنا، والاستمرار في بناء المستوطنات، وبناء أكثر من 1400 وحدة سكنية استيطانية حول المسجد الأقصى.

 

وطالبه الشيخ المدلل، بالعودة إلى هوية الشعب الفلسطيني الذي يحيا القتل والدمار والتشريد، والالتفاف حول المصالحة الوطنية بشكل جدي، والتي تعتمد على الجهاد والمقاومة، طالما كان هناك كيان صهيوني يدنس المسجد الأقصى المبارك، ومستوطنات تقام على أرضه.

 

ودعا العرب لسحب مبادرة السلام التي اعتبر أنها تعطي الشرعية للكيان الصهيوني في ممارسة إجرامه ضد المسجد الأقصى، وإغلاق سفارات ومراكز الاحتلال المنتشرة في الدول العربية والإسلامية، ورفض استقبال رموز الإجرام في بلادهم.

 

فيما شدد الشيخ المدلل، على أن المسجد الأقصى ليس ملكاً للفلسطينيين وحدهم، بل هو ملك لجميع العرب والمسلمين، وعليهم أن يوجهوا بوصلتهم نحو الأقصى المبارك، وليعملوا من أجل سؤال الأجيال القادمة عما فعلوه للقدس والمقدسات الإسلامية.  

  

وكانت " مؤسسة الأقصى " قد قامت بعدة جولات ميدانية خلال الفترة الأخيرة للإطلاع على آخر المستجدات والتطورات في المنطقة الواقعة خلف الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى، وبالتحديد في المنطقة الواقعة بين الزاوية الجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى المبارك وبين الزاوية الختنية( أسفل محراب الجامع القبلي المسقوف)، وهي المنطقة نفسها الواقعة ملاصقة خلف الجهة الجنوبية للمصلى المرواني وجزء من المسجد الأقصى القديم ، والجامع القبلي المسقوف.

 

وهذه كلها تعتبر جزء من مبنى المسجد الأقصى الكلي، في هذه المنطقة والتي تعرف باسم القصور الأموية، أو جزء منها تنفذ المؤسسة الصهيونية وأذرعها التنفيذية في هذه الأيام حفريات واسعة، وبالمقارنة بين الزيارات السابقة يظهر جليا أن المؤسسة الصهيونية الإحتلالية توسع من دائرة حفرياتها في الموقع المذكور، حيث تجرى أعمال حفريات في نحو تسعة مواقع متوزعة تتنوع طبيعة الحفريات فيها.

 

وكذلك التحضير لأعمال حفريات أخرى حيث غطت مساحات من الحفريات بغطاء بلاستيكي أسود، يخفي مجريات الحفريات، في حين تجري حفريات أخرى في طبقات تحت الأرض ، في ممرات ومناطق مقوسة.

 

وأكدت المؤسسة، أنه تتم أعمال بناء واسعة وشق أرصفة ، يتخللها وضع الحصى وصب الباطون للأرضيات وجوانب الأرصفة.

 

كما أكدت، أنه خلال هذه الأعمال البنائية يتم أولا هدم المعالم الأثرية الإسلامية ومن ثم إقامة الأبنية والأرصفة الجديدة التي تختلف اختلافا كاملا عن الأبنية الأثرية الأصلية ، كل ذلك يترافق باستحداث ساحات بين الموجودات الأثرية في المنطقة إياها.

 

وقالت :" إن أكثر ما يلفت النظر في أعمال البناء والإنشاء التي يقوم به الاحتلال الصهيوني أمرين ، أولهما قيام الاحتلال بصب قوالب مستطيلة الحجم من الباطون توضع في وسطها قطع حديدية ، وهي القوالب التي عادة ما تحمل أعمدة الإضاءة الكهربائية العملاقة أما الأمر الثاني فهو مد شبكة خطوط كهربائية واتصالات واسعة وكثيفة في كل المنطقة ، وهو ما يعززه صب قوالب الباطون الحديدية ".

 

في نفس الوقت فقد لاحظت المؤسسة، من خلال رصدها لمجريات الأوضاع في المنطقة ذاتها أنه في الفترة الأخيرة يتم تسيير قوافل مكثفة من السياح الأجانب من جهة والجماعات اليهودية من جهة أخرى في ساعات النهار وأخرى في ساعات الليل ، وإجراء حلقات دراسية واحتفالات وإقامة شعائر دينية يهودية تلمودية ، خاصة في منطقة المدرج المستحدث الواقع خلف الباب الثلاثي المغلقة في الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى ، وهو المدرج الذي افتتحه رئيس الحكومة الصهيونية السابق أيهود باراك عام 1998 كجزء من مخطط الهيكل المزعوم .وقالت " مؤسسة الأقصى " :" إنه من خلال ما كشفت عنه قبل نحو شهرين من مخطط لتحويل جنوب المسجد الأقصى إلى مسار توراتي، ومن خلال شبكة اللافتات الموضوعة في منطقة القصور الأموية القديمة والحديثة ، ومن خلال واقع أعمال الحفريات والتجهيز لشبكة إنارة ليلية ، ومن خلال تجميع القرائن واستقراء مجموع المخططات الهيكلية الإحتلالية الجديدة لمدينة القدس ، وخاصة في منطقة البلدة القديمة في القدس ومحيطها ، والتي تتحدث عن إقامة مجموعة من الحدائق التوراتية حول المسجد الأقصى.

 

وأكدت المؤسسة،أن الاحتلال الصهيوني يسعى إلى تحويل منطقة جنوب المسجد الأقصى، إلى متنزه توراتي سياحي خاصة في ساعات الليل ، وما مشروعات الإنارة والمهرجانات الليلية ألا وهي مقدمة وجزء من هذا المخطط .