خبر وصمة الاستيطان- يديعوت

الساعة 08:55 ص|01 يوليو 2010

وصمة الاستيطان- يديعوت

بقلم: جادي طؤوف

لا يفهم الاسرائيليون دائما معنى الاستيطان في نظر العالم: فمن الخارج، ليس الاستمرار على الاستيطان أقل من برهان ساطع على أن الدولة اليهودية لا تنتمي في الحقيقة الى العالم المستنير. لأن اولئك الذين يروننا من الخارج يعتقدون أن حكومة اسرائيل تتحدث  عن دولتين، لكنها تفعل كل ما تستطيع لتأبيد صورة حكم في المناطق، يكون فيها لليهود حق تصويت ولا يكون للعرب. مثل جنوب افريقية في زمانها.

        نحن دولة مع وصمة في جبينها، والاستيطان هو هذه الوصمة. يحل أن نخمن أننا ما ظللنا نبدو كذلك، فسنتحول من كوننا مشتبها فيهم الى مقاطعين ومن مقاطعين الى معزولين. لن تقاطعنا الفرق والجامعات فقط بل الشركات الاقتصادية أيضا، والحكومات آخر الأمر.

        يقول لنا المستوطنون ومؤيدوهم انه لا علاقة بين المقاطعات وبين الاستيطان. فهم دائما كرهونا والآن، والمحرقة تبتعد الى الماضي، عادت هذه الكراهية فرفعت رأسها. ويقولون لنا إنه من الحقائق أننا أخلينا غزة فما الذي حصلنا عليه عوض ذلك؟ تقرير غولدستون.

        يوجد في هذا الوصف عدة حقائق صحيحة لكن ما يحذفه يجعله مضللا. صحيح أنهم يكرهوننا لكن ليس الجميع وليس دائما. وصحيح أن ذكرى الكارثة تبتعد، لكن تأييد عدالة الصهيونية لم ينبع من المحرقة فقط. فالعالم ليس معاديا للسامية فقط. يوجد في الديمقراطيات أيضا جمهور كبير يرى أن نظام الفصل العنصري لا يطاق من جهة أخلاقية وأن الحق في تقرير المصير قيمة عليا.

        عندما كنا نرى دولة تحقق حق المصير (لليهود)، أيدنا العالم الديمقراطي في الجزء الأكبر منه. وعندما صرنا نرى دولة تسلب (الفلسطينيين) حقهم في تقرير المصير، أصبح العالم نفسه يكرهنا.

        هذا هو الروح الذي أسقط الفصل العنصري في جنوبي افريقيا، وليس هو روحا معاديا للسامية. سينتهي الاستيطان – وهو البرهان الوحيد في نظر العالم على أننا نتجه الى فصل عنصري يهودي في ارض اسرائيل – الى أن يقفنا في المكان الذي وقفت فيه جنوب افريقية في الثمانينيات ومطلع التسعينيات اذ كانت دولة معزولة منفية انتهت الى الانهيار.

        كذلك ترتيب الامور التي يصفها المستوطنون مضلل. فقد افضى الانفصال الى تحسن عظيم للرأي العام عن اسرائيل، التي أصبحت ترى تخطو نحو القضاء على مشروعها الاستعماري. لم يأت تقرير غولدستون بعد الانفصال. فقد أتى بعد أن تبين أن اسرائيل لا تنوي انهاء ما بدأته. إن توقع أن يغير الانفصال وحده مكانتنا، يشبه تقريبا توقع أن تبقى جنوب افريقية اذا ألغت الفصل العنصري في كيبتاون، لكنها أبقته في جوهانسبورع. وهكذا نحن نرى: أننا ألغينا النظام الحكم العسكري في غزة لكننا مصممون على ابقائه في يهودا والسامرة والبرهان على ذلك هو الاستيطان.

        اذن حتى لو خرجنا من يهودا والسامرة، مع اتفاق او بغيره، فلن تكف كراهية اسرائيل. لكن لن يكون عند كارهينا وسائل لاقناع العالم الديمقراطي كله بأننا الطرف السيء والاستعماري والعنصري والمضطهد في الصراع. وما بقينا على الاستيطان، فسيهزم كارهونا اصدقاءنا في الجدل الدولي في مكانة اسرائيل. لان هذه هي الحقيقة عن تقرير غولدستون وهي انه لولا اننا أصبحنا نرى الجانب الاستعماري، الوحيد في العالم الغربي الذي يسمح لنفسه بأن يبقي شعبا تحت حكم عسكري لما أمكن أن تسوق في العالم الوصمة المخزية الموجهة الى عملية دفاعية مشروعة. عندما تكون جنوب افريقية، يتهمونك أيضا بما لست آثما فيه.