خبر أتذكرون عنتيبة..يديعوت

الساعة 08:56 ص|30 يونيو 2010

بقلم: أ. ب يهوشع

بين جملة المبررات على لسان المعارضين لصفقة شليت، قد يكون هناك مبرر واحد له مفعول اخلاقي. ليست المبررات المرتبطة بصورة قوة اسرائيل، إذ في حروب اسرائيل سبق أن تبادلنا المئات ان لم يكن الاف الاسرى للعدو مقابل اسرى اسرائيليين قلائل، وهذه التبادلات، برأيي، عززت فقط كرامتنا وقيمتنا في نظر أنفسنا وفي نظر الاخرين ايضا.

ليست المبررات بشأن تعزيز مكانة حماس – هزيمتها الكبرى في حملة "رصاص مصبوب" تضع في الظل بعض المكانة التي ستكسبها قيادة حماس من صفقة تبادل الاسرى والسجناء. ليس المس بالمكانة المتينة، الوطنية والدولية، للسلطة الفلسطينية، التي تنجح منذ عدة سنوات في استقرار وضع الامن في الضفة، وتطوير بنية تحتية اقتصادية متينة وفرض النظام الداخلي، المستند الى ملابسات ايديولوجية وسياسية عديدة ترتبط بحياة الفلسطينيين وبمصالح الفلسطينيين ولن تنهار بسبب عدة مئات من مخربي حماس مكثوا سنوات عديدة في السجن وسيتحررون الى بيوتهم. اذا كانت اسرائيل تسعى الى لقاء السلطة الفلسطينية في محادثات سلام مباشرة، فانها تفعل ذلك مع علمها بانه توجد هناك بنية تحتية مصداقة، يمكن الوصول معها الى اتفاق على "دولتين للشعبين" ذاك الذي يتطلع اليه، على حد قوله، رئيس الوزراء.

المبرر الاخلاق الوحيد الممكن لمعارضة صفقة شليت يرتبط بانه حسب تجربة الماضي فمن شأن بعض المحررين ان ينفذوا العمليات مجددا، وبالتالي ليس صحيحا تحرير جندي أسير واحد مقابل خطر قد يكلف حياة اسرائيليين آخرين. مع انه في الوضع الحالي أقل معقولية وصف امكانية موجة عمليات بسبب صفقة شليت. فالتجربة المريرة لصفقة جبريل، وحتى صفقة تننباوم، وقعت في ظروف سياسية وعسكرية مغايرة تماما. صفقة جبريل جاءت عشية اندلاع الانتفاضة الاولى، وصفقة تننباوم جاءت قبل فك الارتباط عن قطاع غزة. وبينما هنا يدور الحديث عن وضع سيعود فيه بعض من المحررين الى غزة، وهناك هم مقيدون للغاية من حيث الضرر الذي يمكنهم ان يلحقوه باسرائيل، واولئك الذين سيرسلون الى الضفة سيتعين عليهم أن يصطدموا بتعاون مثير للانطباع وجذري بين اجهزة الامن الاسرائيلية وأجهزة الامن الاسرائيلية والتي لا بد تستطيع فرض الرقابة المتشددة على تحركاتهم.

الا انه لا يزال، ولا ينبغي التملص من هذه الفرضية، هناك خطر في أن يحاول بعض السجناء المحررين تنفيذ عمليات. ومن هنا ينبع، برأيي، المبرر الاخلاقي الذي يرفض المخاطرة بحياة اسرائيليين في المستقبل مقابل تحرير جندي اسير واحد.

مقابل كل هذا، بودي أن استعيد ذكرى عملية عنتيبة، التي يتباهى بها كل الاسرائيليون حتى يومنا هذا. فمن أجل تحرير مسافرين كانوا في الاسر لاقل من اسبوعين، وكان هناك احتمال معقول بتحريرهم في المفاوضات من خلال محافل دولية، كانت اسرائيل مستعدة لان تخاطر بل وخاطرت عمليا بحياة مسافرين وجنود كثيرين. ثلاثة اسرائيليين، مسافران وضابط (يوني نتنياهو) قتلوا في هذه العملية الخطيرة، التي بمعجزة فقط لم تنتهي بنتائج اكثر خطورة بكثير.

ولا يزال، اخذ الخطر الجسيم بهذا القدر يعرض حتى اليومن كمثال يحتذى، وحسب رأيي عن حق، على الجرأة الاخلاقية.

وعليه، اذا كانت اسرائيل لم تتردد في المخاطرة، بل وخاطرت عمليا بحياة اسرائيليين كثيرين من أجل تحرير مخطوفين، فلا يوجد أي سبب، في وضعية ليس فيها أي خيار عسكري، الا تأخذ على نفسها مخاطرة هي حاليا نظرية فقط، كي تحرر جندي اسير يوجد في السجن منذ أربع سنوات، واذا لم يحرر فمن شأنه ان يقضي هناك حياته.