خبر في ظل الحديث عن شاليط.. هل يتذكر أحد الأسرى القدامى؟

الساعة 07:02 م|29 يونيو 2010

في ظل الحديث عن شاليط.. هل يتذكر أحد الأسرى القدامى؟

فلسطين اليوم – غزة

الخامس والعشرين من يونيو للعام 2006 كان يوماً مميزاً وفارقاً  في حياة هؤلاء ، الذين امضوا عشرات السنيين ينتظرون هذا اليوم الذي يبعث الأمل في نفوسهم، بالتحرر ولقاء الأهل والأحبة دون قضبان أو حواجز، او سجان يقف خلفهم ليقول لهم الزيارة انتهت .

 

أنهم مئات الأسرى القدامى الذين لا يأتي على ذكرهم احد، بينما يضج العالم بذكر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ، وخاصة هذه الأيام معه دخوله عامه الخامس ، وتصعيد الفعاليات المساندة له من قبل ذويه وأصدقائه ومحبيه ، ومن حقهم أن يفعلوا ذلك بعد ان أدركوا تماما أن الحل بيد حكومتهم وأنها أذا أرادت أعادته حياً سالماً ستعيده بالموافقة على إتمام الصفقة وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ، إذاً هم وضعوا أقدامهم على الطريق الصحيح التي ستؤدى إلى أعاده شاليط إلى أهله ، ونحن نشد على أياديهم في الضغط على نتيناهو لإنهاء تعنته ، وعدم وضع عراقيل في طريق الصفقة .

 

ولكن ماذا عن أسرانا القدامى هل يتذكرهم احد ، في هذا التقرير تسلط اللجنة الوطنية العليا لنصره الأسرى الضوء على الأسرى القدامى الذين يعتبرون  رموز وعناوين النضال الوطني الفلسطيني، وأحد أهم دعائم ومرتكزات الحركة الأسيرة، فهم رغم مرور عشرات السنين على اعتقالهم، لا زالوا يتمتعون بمعنويات عالية ، ولم يبدو لحظة تراجع أو ندم أو أسف على ما قدموه من تضحيات، وينتظرون بصبر وثقة بالله عز وجل أن يطلق سراحهم بعد هذه السنوات الطويلة من النضال والمعاناة، في صفقة مشرفة ترفع رؤوسهم، ويستقبلون فيها استقبال الأبطال والعظماء ، بعد أن تناستهم اتفاقيات اوسلو وتجاوزتهم صفقات حسن النوايا . .

 

قبل أوسلو

 

يقول رياض الأشقر المسئول الإعلامي باللجنة أن مصطلح الأسرى القدامى يطلق على الأسرى الذين اعتقلوا منذ ما قبل اتفاق اسلوا في عام 1994 ولا زالوا معتقلين لحتى الآن ورفض الاحتلال الإفراج عنهم ضمن أى صفقة بحجة أن أياديهم ملطخة بدم اليهود، وقد انخفض عددهم بعد إطلاق سراح بعضهم خلال السنوات الماضية ليصل إلى (310) أسيراً، يشكلون ما نسبته 4.4% من مجموع الأسرى ،البالغ عددهم (7000) أسير فلسطيني، منهم ( 129) أسير من الضفة الغربية وأقدمهم الأسير "نائل صالح البرغوتى" والمعتقل منذ 4/4/1978 ، (120) أسير من قطاع غزة ، أقدمهم الأسير "سليم على الكيال " والمعتقل منذ 30/5/1983, وهو متزوج ، و(41) أسير من القدس وأقدمهم الأسير فؤاد قاسم عرفات الرازم ( 50 عاماً ) أعزب ومعتقل منذ 30-1-1980،و(20) أسير من المناطق الفلسطينية التي احتلت عام 1948، وأقدمهم الأسير (سامي خالد يونس) ، وهو متزوج ومعتقل منذ 5-1-1983 وقد تجاوز الثمانيين عاماً من عمره ، ويعتبر اكبر الأسرى سناً .

 

وبينهم أسير عربي واحد وهو الأسير صدقي سليمان المقت ( 41 عاماً ) والمعتقل منذ 23-8-1985 ، وهو  من سكان هضبة الجولان السورية المحتلة.

 

من بين الأسرى القدامى( 193 ) أسير امضوا أكثر من16 عاماً وأقل من 20 عاماً ،و (97) أسيراً امضوا أكثر من (20) عاماً واقل من 25عام، بينما هناك (16) أسيرا امضوا أكثر من 25عام واقل من 30عام ، وثلاثة امضوا أكثر من 30 عاماً داخل السجون ،وهم عميد الأسرى الفلسطينيين" نائل صالح البرغوتى" من رام الله والمعتقل منذ 4/4/1978 ، يعتبر عميد الأسرى الفلسطينيين وأقدم أسير على وجه الأرض ، فيما يليه الأسير " فخري عصفور البرغوثى" من رام الله  وهو معتقل منذ 23-6-1978 ، والأسير"أكرم عبد العزيز منصور" من قلقيلية ومعتقل منذ 2/8/1979 .

 

الأسرى الذين امضوا أكثر من 25 عاماً ولا زالوا في السجون

 

1- نائل صالح عبد الله برغوثي من رام الله ومعتقل منذ 4/4/1978، أعزب ومن ومواليد 1957 .

2- فخري عصفور عبد الله البرغوثي من رام الله ومعتقل منذ 23/6/1978, متزوج ومن مواليد 1954 .

 

3- أكرم عبد العزيز سعيد منصور من قلقيلية ومعتقل منذ 2/8/1979، أعزب ومن مواليد 1962 .

 

4- فؤاد قاسم عرفات الرازم من القدس ومعتقل منذ 30/1/1981، أعزب ومن مواليد 1958.

 

5- إبراهيم فضل نمر جابر من الخليل ومعتقل منذ 8/1/1982، متزوج ومن مواليد 1954 .

 

6- حسن علي نمر سلمة من رام الله ومعتقل منذ 8/8/1982، متزوج ومن مواليد 1958  .

7- عثمان علي حمدان مصلح من نابلس ومعتقل منذ 15/10/1982، متزوج ومن مواليد 1952 .

 

8- سامي خالد سلامة يونس  من قرية عارة داخل المناطق التي احتلت عام 48 ومعتقل منذ 5/1/1983, متزوج ومن مواليد1932.

9- كريم يوسف فضل يونس من المناطق التي احتلت عام 48 من قرية عارة ومعتقل منذ 6/1/1983, أعزب ومن مواليد 1958 .

10- ماهر عبد اللطيف عبد القادر يونس من قرية عارة داخل أراضي 48 ومعتقل منذ 20/1/1983, أعزب ومن مواليد 1957 .

11- سليم علي إبراهيم الكيال من غزة ومعتقل منذ 30/5/1983, متزوج ومن مواليد 1952.

12- حافظ نمر محمد قندس من المناطق التي احتلت عام 48 من مدينة يافا ومعتقل منذ 15/5/1984, أعزب ومن مواليد 1958.

13- عيسى نمر جبريل عبد ربه من مخيم الدهيشة ومعتقل منذ 21 / 10 / 1984, أعزب ومن مواليد 1963 .

 

14- احمد فريد شحاده  مخيم قلنديا رام الله ومعتقل منذ  26/2/1985 .

 

15- محمد إبراهيم محمد نصر من رام الله، 55 عاماً  متزوج والمعتقل منذ 11-5-1985.

 

16- رافع فرهود محمد كراجه من رام الله،49 عاماً  معتقل منذ 20/5/1985، من مواليد 1961  .

 

17- طلال يوسف احمد ابوالكباش" من الخليل، 55عاماً معتقل منذ 23/6/1985.

 

18- مصطفى عامر محمد اغنيمات 45 عاماً  أعزب ، ومعتقل منذ 27-6-1985 ،

 

19-  زياد محمود محمد اغنيمات 46عاماً  أعزب ومعتقل منذ 27-6-1985 ،

 

أصبح لهم أحفاد

 

سنوات السجن الطويلة التي أمضاها الأسرى القدامى في السجون، تغيرت خلالها أموراً كثيرة ،وفقد الأسرى الكثير من الأحبة والأعزاء على قلوبهم قبل أن ينعموا بلقائهم خارج جدران الأسر ، فمنهم من فقد ابنه شهيداً ،ومنهم من فقد زوجته أو والديه أو احدهما ، وهذا يسبب لهم أذى نفسي كبير ، حين يعجز الإنسان عن إلقاء نظر الوداع على الأحبة واقرب المقربين ، فالأسير فخري البرغوتى ثاني أقدم أسير فقد والده ووالدته وأخيه وهو لا يزال في السجن،كذلك التقى بولديه داخل السجن بعد ان كبروا وانضموا إلى صفوف المقاومة واعتقلوا ، ولا يزال لابنه هادى بجواره  في السجن بعد ان حكم عليه الاحتلال بالسجن لمدة 28 عام ، وكثير من أبناء وبنات هؤلاء الأسرى القدامى كبروا وتزوجوا وأنجبوا أبناء ، بحيث أصبح لهؤلاء الأسرى الذين تركوا أبنائهم أطفالا عدد من الأحفاد  .

 

هذا هو حال الأسرى القدامى في سجون الاحتلال حيث تمضى الحياة في الخارج مسرعة ،وتتغير الدنيا ، ويكبر الجيل ،وهم على حالهم في السجون ،يشعرون بان الدنيا توقفت عند اليوم الذي اعتقلوا فيه .

 

ظروف قاسية

 

أوضاع الأسرى القدامى لا تختلف في شيئ عن أوضاع الأسرى بشكل عام ، فلا اعتبار لكبر سنهم أو عدد السنين الذي أمضوها ،فهم يعيشون أوضاعاً سيئة لغاية ، حيث تحرمهم إدارة السجون من الكثير من حقوقهم وتمارس بحقهم بشكل متعمد كل أساليب التضييق والاضطهاد ،وخاصة عمليات التنقل المستمرة بين الأقسام والسجون لمضاعفة معاناتهم ، وخلق حالة من عدم الاستقرار والمعاناة النفسية للأسير ولزيادة معاناة الأهل إثناء زيارتهم، وعملية النقل شاقة عليهم وخاصة أنهم من كبار السن ،ويرافقها  إجراءات عدوانية في البوسطة من تقييد أيديهم وأقدامهم والتوقف والانتظار أمام كل سجن لنقل الأسرى الآخرين ، كما يعانون أثناء النقل من سياسة التفتيش العاري والمعاملة السيئة .

 

 كذلك يتعرضون لحملات التفتيش والمداهمة الليلية ،ومصادرة أغراضهم الشخصية وصور أبنائهم ، وتقوم إدارة السجون  بعقابهم بالعزل ومنع الزيارة ،كما حدث مع الأسير " يحيى السنوار" من خانيونس الذي لا يزال معزولاً إلى الآن منذ 3 شهور

 

منهم من قضى نحبه

 

معظم الأسرى القدامى هم من كبار السن نظراً للفترات الطويلة التي أمضوها في السجون، لذلك فمعظمهم يعانى من الأمراض المختلفة، حيث آثرت سنوات السجن الطويلة على أوضاعهم الصحية، حيث ظروف السجون التي لا تناسب حياة البشر، وتفتقرا إلى وسائل الرعاية الصحية، وخاصة في سنوات السبعينات والثمانينات حيث كانت السجون لا تختلف عن المقابر بشيء ،وكانت في تلك الفترات إدارة السجن تعامل الأسرى معاملة المحارب في ساحة القتال ، وميزها التعامل العنيف مع الأسرى وحرمانهم من كل حقوقهم الأساسية، حتى ممارسة النشاطات الثقافية  .

 

 ويعانى الأسرى القدامى المرضى من الإهمال الطبي المقصود بهدف إنهاك أجسادهم التي أصابها الإنهاك من سنوات السجن الطويلة ، وتحرم إدارة السجون الأسرى من العلاج المناسب لحالاتهم المرضية ، ويضطر الأسير إلى الانتظار لسنوات طويلة حتى يسمح له للخروج إلى إجراء تحاليل طبية أو صور أشعة لكشف الأمراض قبل استفحالها في أجسادهم وصعوبة علاجها فيما بعد ،وكذلك ينتظر الأسير لسنوات للسماح له بإجراء عملية جراحية ، أو العرض على طبيب أخصائي والتي تفتقر إليهم عيادات السجون حيث يُعاني الأسير ( رشدي حمدان أبو مخ)  وهو من اسري المناطق الفلسطينية التي احتلت عام 1948 ،  ومعتقل منذ 24 عاماً من مرض السكر وارتفاع في ضغط الدم وانسداد في شرايين القلب ، وحالته الصحية صعبة وحرجة جدًا

 

وكذلك الأسير ( يحيى السنوار ) ، المعتقل منذ 22 عاماً  الذي أصيب بوعكة صحية صعبة بعد نقله إلى قسم العزل في سجن ريمون   ، وانه بدا يتقياً الدم من فمه ،ورفضت في حينه سلطات مصلحة السجون نقله إلى المستشفى أو تقديم علاج له، لذلك فهو لم يتعافى من هذه الوعكة الصحية التي تعرض لها ، نظراً لعدم تقديم العلاج المناسب له ، كذلك يعانى الأسير "فايز مطاوع  الخور من غزة ومعتقل منذ 29/11/1985، من أزمة نفسية حادة نظراً لعزله لسنوات طويلة ، فيما أصيب الأسير "عويضه كلاب" المعتقل منذ 23 عاماً بحالة فقدان اهلية وأصبح لا يتعرف على أهله او على زملاءه في الأسر ، وحالته صعبة جداً، ولا يقدم له الاحتلال اى مساعدة طبية او نفسية للخروج من تلك الحالة، بينما  يعانى اكبر الأسرى سنا "سامي يونس" من مرض السكر والضغط .

 

ومن الأسرى القدامى من استشهد داخل السجن نتيجة الإهمال الطبي، واستهتار سلطات الاحتلال بحياة الأسرى، ومنهم الأسير (محمد حسن ابوهدوان) من القدس، والذي استشهد في السجون نتيجة صراع مع المرض بعد 20 عاماً قضاها في الاعتقال، وكذلك الأسير (جمعة إسماعيل موسى) من القدس والذي استشهد داخل السجون بعد أن امضي فيها 15 عاماً ،نتيجة الإهمال الطبي .

 

لا صفقة بدون هؤلاء

 

وأكدت اللجنة العليا للأسرى بان اى صفقة تبادل تتجاوز هؤلاء الأسرى القدامى الذين امضوا عشرات السنين داخل السجون هي صفقة فارغة من مضمونها، واستغربت كيف تتباكى العالم على جندي واحد مضى على أسره أربع سنوات فقط ، بينما يتجاهل معاناة 310 أسير أمضى اقلهم 16 عاماً في السجون ، وبعضهم تجاوز الثلاثين عاماً خلف القضبان ، ويطالب بإطلاق سراح شاليط دون ثمن ، ولا يعير مئات الأسرى اهتماماً .

 

وثمنت اللجنة موقف الفصائل الفلسطينية التي تصر على مطالبها بضرورة إطلاق سراح القدامى مقابل إطلاق سراح شاليط، فهو ليس بأفضل من آسرانا ، فلا يجب ان يرى النور حتى يراه أسرانا،  ودعت أهل شاليط وأصدقائه إلى استمرار الفعاليات و الضغط على حكومتهم لكى توافق على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين حتى يعود إليهم جلعاد، فهى من تملك قرار إطلاق سراحه او ان تتحول قضيته إلى رون اراد جديد .