خبر الترحيل يصل فلسطينيي الخليل

الساعة 01:34 م|29 يونيو 2010

الترحيل يصل فلسطينيي الخليل

فلسطين اليوم- الجزيرة نت

تجاوز الحاج أبو سمير الشرباتي العقد السابع من عمره، وهو يعيش منذ عام 1967 أشكالا مختلفة من المعاناة، أقلها اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين ورمي منزله بالحجارة والنفايات والزجاجات الفارغة لدفعه للرحيل عنه.

 

يقول أبو سمير إنه ورث منزله -المشيد منذ عهد صلاح الدين- عن آبائه وأجداده، وحوله إلى متحف وأثراه بمكتبة قيمة، لكنه بدأ يتعرض للملاحقة منذ إقامة البؤرة الاستيطانية "أبراهام أبينو" أوائل ثمانينيات القرن الماضي في مدينة الخليل.

 

ويضيف أنه تعرض للابتزاز بهدف بيع منزله ومحل تجاري يملكه بأي مبلغ يريده، لكنه رفض، فبدأت المضايقات واقتحامات الجيش والمستوطنين، حتى تعرض منزله عام 2007 للاقتحام وأحرقت مكتبته ومقتنياته الأثرية، مما أجبره على البحث عن مسكن بديل.

 

لم يستسلم أبو سمير للمأساة، فقرر التوجه للمحاكم الإسرائيلية حتى تعيد منزله إليه، وبالفعل حصل على أربعة قرارات قضائية من المحكمة العليا بترميم المنزل والعودة إليه، وقرار مماثل من وزارة الجيش، لكن القرار لم ينفذ.

 

وبعد كثير من الإلحاح كان الجيش يصطحب الشرباتي إلى المنزل بهدف تنفيذ القرار، وعند دخوله، يَصدر قرار عسكري جديد بمنعه من العودة إليه ثانية، في إشارة إلى تواطؤ الجيش مع المستوطنين في محاولات السيطرة على الممتلكات وترحيل السكان.

 

 

كابوس مستمر

ولا تقل معاناة عائلة أبي نجيب الشرباتي عن تجربة قريبه، فقد تم في نفس الفترة الاستيلاء على منزله المتوارث منذ نحو 800 عام، وتم ترحيل 13 فردا إلى خارج البلدة القديمة.

 

ويقول نجيب الشرباتي، أحد سكان المنزل إن المضايقات بلغت أوجها بعد انتفاضة الأقصى عام 2002 حيث اقتحم مئات المستوطنين المنزل ودمروه وأحرقوه، وحاصروا شقيقه طارق بداخله لأكثر من عشرين ساعة دون أن يفعل الجيش شيئا.

 

ويضيف أنه رغم المأساة التي حلت بهم قرر الحاكم العسكري الإسرائيلي إغلاق المنزل ومنعهم من دخوله، فقرروا التوجه للمحكمة العليا الإسرائيلية، وحصلوا على قرار بالعودة إليه وترميمه.

 

وأوضح أن الجيش سمح –بعد إلحاح- بترميم المنزل وذلك عام 2005، لكنه لم يسمح بالعودة للسكن فيه، وصادر مفاتيحه "لكن مع ذلك لن ننسى البيت وسنواصل مساعينا وجهودنا للعودة إليه، ولن نتخلى عنه".

 

وذكر من اعتداءات المستوطنين على المنزل الرشق بالحجارة والمياه الملوثة وزجاجات الخمور وإطلاق النار، والشتائم والألفاظ النابية مضيفا أن المستوطنين عرضوا عليهم شيكا مفتوحا لكتابة المبلغ الذي يريدونه، لكنهم رفضوا.

 

وتعد تجربة هذين الأخوين، شاهدا على حجم معاناة ومأساة تهدد عشرات العائلات في قلب مدينة الخليل، ومساعي ترحيل وضغوط يمارسها جيش الاحتلال لحماية المستوطنين في المدينة.

 

ويؤكد مسؤولون ومواطنون تحدثوا للجزيرة نت أن جيش الاحتلال يماطل ويرفض تنفيذ قرارات قضائية بإعادة المرحلين، بهدف تأمين تحركات المستوطنين في خمس بؤر استيطانية قريبة.

 

 

تهديد ومعاناة

من جهته، يوضح مدير لجنة إعمار الخليل عماد حمدان أن عشرات البيوت لا تزال مهددة من قبل المستوطنين، مشيرا إلى قرارات عسكرية بإغلاق 512 محلا تجاريا من أصل 1829 محلا في البلدة القديمة من الخليل.

 

وقال إن إجراءات الاحتلال والضغوطات التي تمارس ضد السكان الفلسطينيين تهدف إلى ترحيلهم وتفريغ مساكنهم والاستيلاء عليها للربط بين البؤر الاستيطانية المتناثرة في قلب الخليل، وبالتالي تهويد المنطقة بأكملها.

 

وأضاف أن لجنة الإعمار سعت إلى تثبيت السكان في منازلهم من خلال مشاريع الإعمار، مشيرا إلى إعادة تأهيل حوالي 900 مسكن "مما ساهم في حمايتها من مصير مشابه لمصير منزلي عائلتي الشرباتي".

 

وذكر أن أكثر المنازل تهديدا تلك الواقعة قريبا من بؤر الحسبة والدبوية وأسامة بن المنقذ الاستيطانية، حيث يمنع العمل فيها "مما يهدد عشرات المساكن في مساحة لا تقل عن نصف كيلومتر مربع".