خبر التمييز سيبقى لكن جدر الفصل ستمحى- هآرتس

الساعة 09:37 ص|29 يونيو 2010

 

التمييز سيبقى لكن جدر الفصل ستمحى- هآرتس

بقلم: يئير أتنغر

 (المضمون: الخلافات في الوسط الحريدي ستظل كما هي برغم المصالحات التي حدثت في ظاهر الأمر  - المصدر).

يتحدث الجميع عن السلام، ويتحدثون أيضا عن الوحدة، وعن تقارب القلوب وعن حب اسرائيل – كلام جميل – ظهر في صيغة التسوية التي اتخذت أمس في المحكمة العليا. يتحدث الجميع عن السلام وفي الآن نفسه يعلنون بأنهم أخضعوا الطرف المقابل، وربما اقتطعوا أرباحا سياسية ايضا. أكثر المشاركين في قضية عمانوئيل يتحدثون عن نصر، لكن اولئك الاشخاص يستحقون الشعور بأنهم موحدون أيضا حول الطعم المر للهزيمة، وذلك من غير أن نقول كلمة واحدة عن الكراهية التي ما تزال متقدة في عمانوئيل، وعن العلاقات بين الحريديين ومحكمة العدل العليا، وبين الحريديين وغيرهم من سواهم.

        لكن قبل كل شيء، اليكم اقتراحا لصورة واحدة تذكارية من قضية عمانوئيل: إن نحوا من 200 شخص ازدحموا أمس ظهرا في كنيس الحاخام عوفاديا يوسيف في حي هار نوف وأكثرهم من الاشكناز في اللباس الحسيدي . جلس في مركز القاعة الـ 33 أسيرا محررا الذين "قدسوا اسم الرب" بأن أطاعوا حاخاماتهم لا قضاة المحكمة العليا. كانت محطتهم الاولى خارج السجن، بعد الانغماس في حوض الطهارة بيت زعيم اليهود الشرقيين.

        ليس مهما ما كان موقف الحاخام عوفاديا على طول الأزمة ولنترك للحظة حقيقة أنه اختار استقبال آباء التوجه الحسيدي لا مؤيديه من عمانوئيل. لم يكن أكثر الحاضرين ها هنا قط، وما كانوا ليأتوا لولا قضية عمانوئيل، لكن عندما دخل الحاخام القاعة، أنشدوا بحناجر مبحوحة "لتنضاف أيام الى أيام الملك"، وعندما كلمهم بكلام التوراة والاخلاق، جلسوا مجتمعين مصغين، بعضهم بعيون مطبقة، وبعضهم يهتز وكأن ذلك كلام الله من فم مرشدهم الديني.

        واليكم أيضا تقديرا نكتبه بحذر. بغير ما صلة بمسألة أكانت قضية عمانوئيل عنصرية خالصة أم عنصرية جزئية، أم كانت قضية دينية كما يزعم الآباء – فسيكون لهذه القضية تأثير في الشأن الطائفي في الوسط الحريدي في الأمد البعيد. ليس أن التمييز سيختفي – فهو لن يختفي سريعا من الوسط العام – لكن مظاهره المتطرفة والبارزة كالجدر والحواجز والمداخل المستقلة للطالبات – ستكون الان غير ممكنة. قد يكون الرجل البغيض في القضية هو يوآف للوم، لكن الحريديين قد يشكرون له قضية عمانوئيل.

        إن للوم هو واحد فقط من اولئك المشاركين في القضية، الذين يستطيعون ان يروا انفسهم رابحين بضمان محدود. ملأ آريه درعي، رئيس شاس سابقا، الفراغ الذي نشأ بعقب صمت شاس الطويل في القضية. إنه يشارك في دوامة في شاس حثت آخر الأمر ايلي يشاي خاصة على أخذ الزمام بيديه. وعند خط النهاية، أخفق مسار تقرير وجهات النظر الذي سار فيه درعي، وتم تبني محكمة العدل العليا لتوجه ايلي يشاي و "حسيدوت سلونيم". فاز يشاي لكنه سيضطر الى مواجهة الشعور بالمرارة في الشارع الحريدي – الشرقي منه. وخسر درعي لكنه ذكر الجمهور بأنه ما يزال ذا شأن وأنه ينتظر العودة الى القيادة.

        وكسبت ايضا يهدوت هتوراة، في الأمد القصير، فقد أنست حقيقة أنها كتلة متنازعة منقسمة، ونجحت في جلب الشارع الحريدي – الاشكنازي على اختلاف تيارته وفصائله الى وحدة لم يكن لها مثيل هنا منذ سنين، على محكمة العدل العليا، والى تظاهرة ديمقراطية لم تكن هنا منذ سنين. جمع عضو الكنيست مئير باروش نقطا بسبب المسيرة الجماهيرية التي نظمها في القدس، وكان مشاركا في المصالحة التي أحرزت. إن الوحيدين الذين يستطيعون أن يسجلوا لأنفسهم فوزا كاملا هم والدو الطالبات من التوجه الحسيدي في عمانوئيل. فهؤلاء يعتبرون سجناء ضمير، وابطال اليوم في الشارع الحريدي في اسرائيل وخارجها، و"مقدسو اسم الرب" من الاشكناز والسفرديم بينهم. بعد ان تمر الايام الثلاثة القريبة – من شبه المحقق أن بناتهم لن يرين مرة أخرى مدرسة "بيت يعقوب" من الداخل. فهم يطلبون انشاء "مؤسسة معفاة" في عمانوئيل.

        الوحيدات اللاتي يستطعن أن يسجلن لانفسهن خسارة كاملة هن الطالبات من "الاتجاه العام" وأبناء عائلاتهن. يبدو انهم سيظللن في السنة القادمة يتعلمن وحدهن كما كان الحال في السنين الثلاث الاخيرة. كان يفترض أمس ان يلتقي أبناء العائلات مع كتلة شاس، ووعد هؤلاء بأن يمنحوهم الدعم بعد أن جرى التنديد بهم فترة طويلة بأنهم "مدنسون للسبت". لم يتحدث احد أمس عن هؤلاء البنات من "الاتجاه العام" واستقبل الرجل الذي يراه اكثر العائلات زعيمها الروحي، اي الحاخام عوفاديا يوسيف، استقبل في بيته ناس المعسكر الثاني بخاصة، ووهب لهم احترام المنتصرين.