خبر ها قد أتى المخلص الدوري -هآرتس

الساعة 09:36 ص|29 يونيو 2010

ها قد أتى المخلص الدوري -هآرتس

بقلم: شلومو افينري

(المضمون: بعض الاحزاب التي تظهر من آن لآخر في السياسة الاسرائيلية مثل داش وشينوي لم تحدث أثرا في الحياة العامة الاسرائيلية وأفضت الى اضعاف اليسار وتولية الليكود او اليمين بعامة الحكم وهذا ما سيحدث اذا رشح يئير لبيد نفسه في الانتخابات المقبلة - المصدر).

        حدث هذا في الماضي، وقد يحدث مرة أخرى قبيل الانتخابات المقبلة. فثمة في البلاد جمهور غير قليل هو في أساسه مثقف وعلماني وغني اقتصاديا ومعتدل في آرائه السياسية، يشعر بعدم ارتياح – هو في جزء منه حق وفي جزء مبالغ فيه – للاحزاب القائمة وقادتها. وفي الانتخابات، ولما كان يصعب عليه ان يصوت لهم – فانه يجد نفسه منجرا كأنما بحبال سحرية، وراء عدد من المخلصين الدوريين: الانقياء، والمعجبين بمظهرهم والواعدين بسياسة جديدة.

        كان هذا ذات مرة حزب "داش" لايغئال يدين، ومرة "شينوي" ليوسف لبيد. بل إن "تسومت" رفائيل ايتان لعب دورا مشابها. بلغت هذه الظاهرة الذروة بالتصويت المهرجاني لحزب المتقاعدين لرافي ايتان.

        يظهر الان يئير لبيد في دور المخلص الدوري.

        لا يمكن أن ننكر: يوجد شيء ما مغر جذاب في التصويت لأناس كهؤلاء. ففي حين يجر كل واحد من قادة الاحزاب الموجودة وراءه طائفة كبيرة من النشاط يمكن انتقادها بسهولة – لا يوجد للمخلص الدوري سجل عمل سياسي. لقد أحرز يغئال يدين سمعته بالحفر الاثري في متسادا وحتسور، انضم اليه ذكرى مطموسة اذا كان رئيس الاركان؛ وكان والد يئير لبيد، يوسف لبيد، صحفيا ومجادلا ذرب اللسان. ولم يكن لهم سجل أعمال حقيقي قط. فلم يسمع أحد عن مصالحات سياسية اضطروا الى فعلها، وعن سياسة معلنة لم تحقق، وعن اخفاقات وفشل، لانهم لم يعملوا قط في المجال السياسي حقا.

        ما كان أحد يستطيع اتهامهم بأنهم باعوا سمعتهم في مزاد علني ائتلافي، أن انهم اضطروا الى تنازلات مؤلمة – وأحيانا قبيحة – للبقاء في الحكم أو ربما لتحقيق رؤيا نبيلة. كانوا أنقياء الايدي حقا لكنهم كانوا فقراء من جهة الفعل.

        كان مقدار خيبة الامل كمقدار الأمل مع انضمام هذه الأحزاب كشريكات صغيرة الى الحكومة. فبازاء الخطابة الآسرة ليدين، أو وعود يوسف لبيد الحماسية بتحطيم قوة الجمهور الحريدي وانشاء مجتمع "حر" – يصعب أن نقيم انجازات ما. فقد بدا يدين عاجزا عن القيادة ولم يحقق أي من الاصلاحات التي وعد بها، وفشل آخر الامر ايضا في قيادة حزبه الذي انتقض تحت يديه. اما لبيد الذي عمل وزيرا للعدل، فلم يترك أي أثر في القانون أو علاقات الدين بالدولة. لماذا؟ لن الواقع السياسي اكثر تعقيدا من خطب الانتخابات، والزعامة تحتاج الى التجربة والخبرة اللتين لا تشتريان بثرثرة حملة انتخابية او ظهور مثير بالتلفاز.

        إن هؤلاء المخلصين الدوريين – كما أتوا من العدم عادوا الى العدم، ولم يهدر قط هذا القدر من الأصوات لمصوتين مثقفين أصحاب نيات خيرة كما في حالة اولئك الذين صوتوا لداش او شينوي.

        ليس صحيحا ان نقول انه لم يكن لهم تأثير سياسي لكنه كان مخالفا للمأمول. في جميع الحالات نجحت هذه الاحزاب – التي أتى اكثر مؤيدها من المركز او من اليسار المعتدل – في ترجيح كفة الميزان السياسي الى اليمين ومساعدة الليكود – بقيادة بيغن او شارون – على الانتصار. هذا ما كان في انقلاب 1977، عندما فاز الليكود لا لأنه زاد قوته زيادة كبيرة بل لأن المعراخ (العمل – مبام) خسر نحوا من ثلث ناخبيه لحزب داش : فقد انخفض المعراخ من 51 عضوا الى 32 – اما الليكود فارتفع من 39 الى 43. إن الاصوات التي خسرها المعراخ لم تصل الليكود بل وصلت داش الذي حصل على 15 نائبا. وقد جعل يدين بيغن يبلغ الحكم.

        حدث شيء مشابه في انتخابات 2003: فقد كان أحد اسباب الخسارة اللاذعة لحزب العمل فوز شينوي بـ 15 نائبا، أتى اكثرهم من مصوتي العمل وميرتس – وهكذا انتخب اريئيل شارون لرئاسة الحكومة. وقد ساعد النواب السبعة من المتقاعدين في 2006 اليمين ايضا.

        لهذا اذا اراد أحد ما أن يصوت في الانتخابات المقبلة لليكود فليفعل ذلك مباشرة. يجب على الباقين ان يتذكروا أنهم اذا صوتوا للمخلص الدوري (لبيد أو شخص آخر)، فانهم يولون الليكود الحكم مرة اخرى بذلك. لا ينبغي أن يكون ثمة أوهام.