خبر اللقاء مع أبناء العائلة -يديعوت

الساعة 09:33 ص|29 يونيو 2010

اللقاء مع أبناء العائلة -يديعوت

بقلم: ايتان هابر

ها هو أمامكم اعتراف من بلاد الاعترافات: الموقع عليه يحسد حسدا شديدا اولئك الذين يتبنون مواقف قاطعة وهم يعرفون، دون ظل من شك، بان تبادل مخربون كبار بجلعاد شليت سيوقع مصيبة على شعب اسرائيل – ومن الجهة الاخرى، اولئك الذين هم مقتنعون بان اعادة جلعاد مقابل القتلة هي الخطوة الحكيمة والاكثر صحة في التاريخ الحديث.

إذن ها هي امامكم خلاصة رأي الموقع اعلاه: القرار في تبادل شليت بقتلة سيء جدا، والقرار بابقائه في الاسر سيء جدا. رئيس الوزراء ووزراؤه يحتاجون الان الى ان يختاروا بين امكانيتين سيئتين جدا. وكذا، وليس فقط، من أجل هذا اخترناه كرئيس وزراء. من تضيء دراجات الشرطة اضواءها امامه وحرس الشرف يؤدي له التحية يجب أن يعرف – وهو يعرف – بان ولاية رئيس وزراء في دولة كاسرائيل هي جزء من "كله مشمول"، بهذا وبذاك ايضا.

غير أن هنا تدخل نبرة شخصية، تلك التي اختبرها حتى الان قلة – وشكرا للرب – فيما كتب وروى عنها كثيرون: اللقاءات الشخصية مع ابناء عائلات المخطوفين، المفقودين، الاسرى والرهائن. وكان هناك من قال: "لماذا ينبغي اللقاء مع ابناء العائلة؟ لماذا ينبغي اخذ الانطباع من دموعهم؟ بل ويبالغون في شهادتهم: ها هم، في الجيش الامريكي، مثلا، لا رئيس الولايات المتحدة، ولا رئيس الاركان، ولا الجنرال يلتقون مع ابناء العائلات هذه. فهم سيتلقون برقية مشاركة في الحزن وامريكا الكبرى لن تحرك اصبعا من أجل تحرير الاسرى والرهائن. وهم سيذوون في السجن وفي معسكرات الاسرى على مدى سنين، اذا ما نجحوا في النجاة. والاستنتاج هو أنه محظور على القادة، اصحاب القرار في دولة اسرائيل، ان يتلقوا وجها لوجه مع افيفا ونوعام شليت وامثالهما وهكذا لن تتفطر قلوبهم امام معاناة ابناء العائلات.

هراء! اولئك الصحفيين وغيرهم ممن يدعون ضد هذه اللقاءات، فليوجهوا اقلامهم ضد رئيس الوزراء ووزرائه ويحصون الايام: نتنياهو لم يلتقي منذ شهر مع عائلة شليت، شهرين، ثلاثة. الجد ينتظر ساعة، ساعتين، بل ثلاث. الله يستر! ولكن اذا ما التقاهم نتنياهو، سيزأرون على الفور: لماذا التقاهم؟ هكذا، الله يستر، ستؤثر الدموع الخاصة لافيفا شليت على قرار يقتاد دولة باكملها الى مصيبتها.

للموقع اعلاه كان الشرف، وربما ليس المتعة، بلقاء عشرات المرات مع عائلات اراد، فينك والشيخ، ساسبورتس وسعدون، باومل، كاتس وفيلدمان وغيرهم. هكذا كانت العادة في عهد اسحق رابين، قبله وبعده. وهكذا سيكون، لا سمح الله، لاحقا ايضا.

وليسمح لي ان اصرف الانتباه للحظة نحو ساحة اخرى، الى ميدان المعركة: الاف العيارات النارية تطلق نحو جنود الجيش الاسرائيلي، الالغام تتفجر، قنابل يدوية، عبوات ناسفة وغيرها من المفرقعات. ما الذي يدفع الجندي الذي يقف في هذا المعمعان أن ينهض، ويخرج من مخبئه – ويهجم؟ ليس حب الوطن. الرفاق، اولئك الذين يستلقون الى جانبه، خلفه، امامه، والخجل الذي سيغطي وجهه ابدا اذا لم يهجم مثلهم – وينتصر.

وشيء آخر: المعرفة الواضحة بان الجيش الاسرائيلي ليس ككل الجيوش، والرفاق الذين هنا والجنود الذين في الجبهة الداخلية، والزعماء، وكل شعب اسرائيل "سيعمل كل شيء" كي ينقذه من أي مكان – هي التي تدفع المقاتلين الى الركض امام وابل العيارات النارية – بل والموت ايضا. مرة واحدة، في يوم الغفران، في القناة، تحطمت هذه الفكرة – وكاد الجيش الاسرائيلي ينكسر.

امام الحسابات المطلعة، هذا الامر ايضا يجب ان يؤخذ بالحسبان. اوباما قد لا يلتقي اهالي المفقودين، ولكن بنيامين نتنياهو وايهود باراك سيلتقياهم مرة، ومرة اخرى. من يريد جدا ان نكون "شعبا مختارا" يجب أن يعرف بان هذا جزء من تميزنا.

ماذا إذن؟ تحرير مخربين؟ ترك جلعاد شليت في حفر مجاري غزة؟ الحمد لله انه لم يجعلني رئيس وزراء يتعين علي ان اقرر في هذا، وقد سبق أن قال في ذلك رئيسة وزراء سابقة، غولدا مائير، مثواها الجنة: "من يريد ان يكون رئيس وزراء في اسرائيل – يستحق ..." .