خبر حكايات المعاناة يبثها الأسرى و ذويهم بحثا عن حلول « ليست بيد السلطة »

الساعة 06:29 م|28 يونيو 2010

حكايات المعاناة يبثها الأسرى و ذويهم بحثا عن حلول "ليست بيد السلطة"

فلسطين اليوم: رام الله

خلال إعلامي لمسائلة وزير الأسرى و شؤون المحررين الفلسطيني عيسى قراقع وقفت سيدة وطلبت الكلام، تحدثت بكلمات قليلة و بسيطة عن أبنائها المحتجزين وراء قضبان السجن ويواجهون سجنا بالمؤبد مدى الحياة.

 

قالت:"سيدي الوزير أنا والدة الأسيرين محمود و احمد براش، في سجن بئر السبع، و منذ سنوات طويلة "13 عاما" و ابني احمد في السجن و يعاني من أمراض عديدة فهو يحتاج لتركيب رجل صناعية بعد بتر ساقه، و زرع قرنيه قبل أن يفقد بصره بالكامل، و ناشدنا الجميع و الوزارة و أنت شخصيا و لكن لا مجيب".

 

السيدة التي تحملت مشقة السفر من بلدتها القريبة إلى رام الله لتلتقي الوزير و تؤكد له شكوى بثتها سابقا، لم تلق جواب يثلج الصدر، قال الوزير :" نحن نحاول ما نستطيع حتى نتمكن من حل جميع القضايا العالقة و خاصة للأسرى المرضى، نحن نتعامل مع أعداء و لا نستطيع وعدكم بالكثير".

 

وكما أم محمود و أحمد كان العديد من أهالي الأسرى الذين قدموا من مناطق متعددة يبثوا هموم و مشاكلهم لوزير الأسرى، وكان الجواب على شكواها هو الجواب على شكوى غيرها.

 

السيدة سهير بدارنة، و هي زوجة أسير يقطن في السجن منذ 20 عاما، و يعاني من أمراض مستعصية، في القلب، طالبت بالضغط على الصليب الأحمر الفلسطيني للسماح بتخصيص أكثر من طبيب للسجن الواحد، ليتمكن من فحص ومعالجة و تقديم العلاج لكل من يحتاج من الأسرى.

 

وزير الأسرى أكد على إشكالية عدم السماح بدخول الأطباء، وقال انه ووزارته يحاولوا الضغط من خلال منظمات إنسانية و طبية دولية و محلية للضغط على إدارة السجون، و التي وافقت مؤخرا فقط على إدخال فريق من أطباء الأسنان فقط.

 

وقال الوزير:" نحن ندرك حجم هذه المشكلة، هناك 1500 أسير مريض وبحاجة  لعلاج في السجون، و نسعى باستمرار للضغط لإدخال أطباء عرب ودوليين بتخصصات مختلفة وخاصة أخصائي القلب و الأورام.

 

و بعد حديث طويل للأمهات و الزوجات طلب الحديث شاب "عمره من عمر اعتقال والده" هكذا عرف نفسه:" أنا هادي ابن فخري البرغوثي ثاني أقدم أسير فلسطيني و عميد الأسرى"، هادي توجه إلى الوزير بعتاب كبير " أين أبي في الإعلام و الصحافة إلا يستحق منكم أن تمنحوه مساحة اكبر من برامجكم".

 

وكانت اشد المداخلات إيلاما و إحراجا للوزير ما قاله الأسير السابق وليد الهودلي، عندما اشتكى معاملة الأسرى المحررين بقسوة في سجون السلطة و اقتيادهم للاعتقال فور خروجهم من سجون الاحتلال:" تميز وزارتكم يجب أن يكتمل بالتعامل مع الألم الكبير الذي يخلفه اعتقالنا نحن المحررين من سجون الاحتلال بسجون السلطة".

 

وليد الهودلي أسير محرر و اعتقل لأكثر من 14 عاما في سجون الاحتلال، وتعرض للاعتقال هو وزوجته و ابنته عائشة التي لم تكن تبلغ من العمر سته أشهر، و مؤخرا تعرض للاعتقال من قبل أجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية.

 

وليد وصف ألم كبير لم يشعر به طوال سنوات اعتقاله الطويلة، عايشه لحظة اعتقاله للمرة الأولى:" شئ صعب ان تهان و ان المناضل الذي قدم كل شئ من عمره و عائلته في سجون الاحتلال، بسياط سجان فلسطينيي".

 

وزير الأسرى لم يجد ما يقوله أمام كلمات وليد سوى:" الوضع معقد وحين التوقيع على المصالحة سنخرج من كل هذه التناقضات".

 

وخلال الجلسة التي كانت مخصصة لأسئلة الصحافيين للوزير، لم يقدم أي من الصحافيين سؤلا أمام سيل الشكاوى من الأهالي و أكتفوا بتسجيل قصصهم و معاناتهم مع الأسر أسرى و أهالي.