خبر الكوارث لا تسترجع .. معاريف

الساعة 08:53 ص|28 يونيو 2010

بقلم: شلوم يروشالمي

إن حرب لبنان الثانية، التي اضطر رئيس الاركان دان حالوتس بسببها الى الاستقالة، هي من وجهة نظره ضربة صغيرة فقط في جناح طائرته الخاصة التي تطير نحو السياسة الاسرائيلية. هذه الحرب المملوءة بالاخفاق لن تمنع حالوتس من أن يقترح خدماته من جديد على الجمهور الاسرائيلي، برغم أنه مرت سنتان ونصف سنة فقط منذ نشر التقرير النهائي للجنة فينوغراد.

"ليس السؤال هل أنضم الى الحياة السياسية بل متى"، قال حالوتس بلغته الصلفة في حفل ثقافي في حولون، وكأن الدولة تعد معه الايام التي سيأتي بعدها ويخلصنا من "عدم فعل الحكومة الحالية وتسويفها"، كما قال. وهذا موضع أن نقول له: سيدي المحترم، انتظر على مسار الاقلاع، ليس معك اذن بالاقلاع، ونشك أن يكون لك ذات مرة. إن اسرائيل لا  تستطيع ان تسمح لنفسها باسترجاع الكوارث.

وفي الحقيقة، يصعب ألا نشعر بحرق أعضاء لجنة فينوغراد أسنانهم عندما انصرفوا الى كتابة فصل الاستنتاجات في التقرير الذي نشروه. فقد كتبوا عن حالوتس: "لم يكن رئيس الاركان مستعدا جاهزا للحدث المتوقع". "عندما حدث الاختطاف (للجنديين ريغف وغولدفاسر) عمل على نحو انفعالي. ولم يقف المستوى السياسي على تعقيد الحلبة، ولم يعرض عليه معلومات وتقديرات وخططا".

"لم يعرض رئيس الاركان الوضع الهابط لاستعداد الجيش وجاهزيته لتنفيذ عمل بري"، يضيف أعضاء اللجنة، ويفصلون بعد ذلك السلوك الذي هو قريب جدا من الخداع. "مسؤولية رئيس الاركان عظيمة بسبب حقيقة أنه علم بأن رئيس الحكومة اولمرت ووزير الدفاع بيرتس كانا بلا علم وخبرة كافيين بالموضوعات ذات الصلة. وقد أحدث عندهما انطباع أن الجيش جاهز مستعد وأن عنده خطط عمل لهذا الوضع".

في التقرير نفسه يرسم اعضاء اللجنة صورة الجيش تحت قيادة دان حالوتس: الاستخبارات التي لم تؤد عمله، والاختلالات وعدم التدريبات، والقدرة العملياتية المنخفضة، والمعدات الناقصة، ولن نتحدث عن ادارة الحرب، ومسار المعارك واستعدادات الجبهة الداخلية. "فشل رئيس الاركان في أداء عمله كقائد أعلى للجيش وكعنصر حاسم في القيادة السياسية – الأمنية وكشف عن عدم خبرة ومسؤولية وتقدير"، لخص أعضاء اللجنة. إن هذه المقولات الشديدة على أشخاص رؤساء وجدناها فقط في محاضر جلسات لجان التحقيق بعد حرب يوم الغفران وقضية الشاباك ومقتل رابين.  يحاول حالوتس الان باستعمال بطاقة الزيارة هذه أن يعود الى قلب الجمهور. وفي الطريق الينا نشر كتابا عنوانه "على مستوى النظر" يعترف فيه بالاخطاء التي قام بها. يصدق حالوتس أكثر استنتاجات لجنة فينوغراد. ويعترف حالوتس أيضا بأنه اخطأ عندما باع اسهما في اليوم الذي نشبت فيه الحرب في 12 تموز 2007، وانه أخطأ عندما تكلم على قائد الفرقة تال هيرش، وأخطأ وأخطأ وأخطأ. هذه المرافعة الشجاعة لم يسبق لها مثيل لكنها لا تستطيع أخذ حالوتس الى امتحان ثان.

حاول حالوتس أن يقنع اولمرت وبيرتس بأن الجيش جاهز ومستعد. كلفتنا هذه الفضيحة عشرات كثيرة من القتلى والجرحى. ويحاول الان أن يقنعنا بأنه جاهز ومستعدة لقيادتنا مرة أخرى. عندنا هذه المرة ما لم يكن عند اولمرت وبيرتس أي التجربة المرة. أنا أسمع مقربي حالوتس يقولون انه يستطيع الاندماج في الليكود او في كاديما او في العمل، وهذا قول مشكل في حد ذاته. سيكون من المثير أن نرى أي حزب سيضمه اليه ولماذا.

في الولايات المتحدة، يمضي الجنرال مكريستال الى منزله في منتصف حياته العسكرية لانه سمى الرئيس اوباما "لينا" فقط. وفي اسرائيل يريد من فشل في ادارة حرب كاملة أن يصنع من ذلك حياته المهنية. وهو الى ذلك يظن انه يتفضل علينا.