خبر لن نتخلى عن العدو .. هآرتس

الساعة 08:51 ص|28 يونيو 2010

بقلم: عكيفا الدار

يقض الامريكيون مرة أخرى مضاجعنا بـ "مسيرتهم السلمية" وأصبحوا يتحدثون عن الاستمرار على تجميد البناء في  المستوطنات. كان كل شيء سهلا مع "لاءات الخرطوم" في أيلول 1967: لا للسلام مع اسرائيل، ولا للاعتراف بها ولا للتفاوض معها. في الحقيقة أن الكفاح المسلح لمنظمة التحرير الفلسطينية كلفنا ضحايا من النفوس، لكن يجب عدم محادثة الارهابيين في السلام. عندما رفض العرب الاعتراف بنا كان الاستيطان وضم الاراضي والاغتيال أسهل بأضعاف مضاعفة. وعندما رفض العالم العربي مفاوضتنا كان العالم الغربي أكثر ودا.

وهنا، في ذات يوم، في نهاية آذار 2002، وبغير سابق انذار، برهنت قمة الجامعة العربية مرة اخرى على أنه لا يمكن الاعتماد على العرب؛ فقد محى الاعضاء الـ 22 فيها بقسوة اللاءات الثلاث. ولم تكتف بأن تستبدل بها نعم للسلام ونعم للاعتراف ونعم للتفاوض بل اقترحت الجامعة العربية (وعلى أثرها اعضاء منظمة الدول الاسلامية الـ 57) أن تستبدل بعلاقات العداء مع اسرائيل علاقات تطبيع. وفي كل سنة في شهر آذار تصدق المنظمة العليا للدول العربية الصيغة: نهاية الصراع مقابل نهاية الاحتلال.

اذا لم يكن هذا كافيا، فان مبادرة السلام العربية تتخطى قضية الاستيطان، وتترك بذلك منفذا لمصالحة مثل تبادل الأراضي. وللسبب نفسه لا تذكر الحوض المقدس في القدس. لكن يجب ألا نيأس. فالعقل اليهودي يجد دواء لكل مرض سلام: القرار 194 عن الجمعية العامة للأمم المتحدة. زعم اسرائيل هرئيل هنا في الاسبوع الماضي ("الخدعة السعودية"، 23/6) على الاسرائيليين الذين "يحاولون تطهير  المادة التي تتحدث عن حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، على وفق القرار 194". وهو يتهمهم "بالطمس على المطلب الواضح لحق العودة"، الذي ينبع في رأيه من قرار الأمم المتحدة نفسه (الذي يظهر في جملة ما يظهر في  مخطط كلينتون من كانون الاول 2000).

من المحقق أن هرئيل قرأ بتمعن المبادرة العربية. يصعب أن نصدق أنه قد غاب عن ناظره حقيقة، انهم قد كتبوا هناك، ان حل مشكلة اللاجئين يجب أن يكون عادلا ومتفقا عليه أيضا! وكتب هرئيل أيضا أن كاتب هذه السطور كان بين "المشاركين البارزين" في مؤتمر المبادرة، الذي عقد في الاسبوع الماضي في بئر السبع من قبل مركز هريتسوغ في جامعة بن غوريون. أيمكن أن يكون غاب عن ذاكرته أنه تحدث هو نفسه (ومتحدثون آخرون تحفظوا من المبادرة) في المؤتمر نفسه؟ كان الفرق في مبلغ بروزنا، وإنني لم آت لأسمع نفسي فقط ولأستغل الفرصة للعيب على الاكاديمية التي يصدر عنها "رأي جامد" موحد.

لو أنه أجهد نفسه بحضور محاضرة البروفسور ايال بنبنستي لسمع هرئيل خبيرا ذا صيت في القانون الدولي، يقول إن القرار 194 بخاصة سلب اللاجئين حقهم في العودة الى بيوتهم. بين بنبنستي أن القرار قد ترك لاسرائيل تقديرا يتعلق بسؤال هل، ومتى، وكم وأي اللاجئين تقبلهم في أرضها – وهذه تفصيلات سيحددها اتفاق سلام بين أطراف النزاع. لكن هرئيل ورفاقه في اليمين (مثل معمر القذافي أيضا) لن يتخلوا للعرب عن حق العودة. فقد عرفوا أن مبتلعي المستوطنات الكبار يصمتون بازاء هذه الكلمات القوية.

يشكو هرئيل من أن ملك السعودية لا يأتي القدس، ليبيع الاسرائيليين مبادرة السلام العربية. لما لا يفعل حقا؟ فرئيس البلدية سيستقبله بهدم بيوت في سلوان واذا كان حظه حسنا، فسيشرفه وزير الداخلية بافتتاح منطقة جديدة في رمات شلومو. تستطيع "الجزيرة" أن تبلغ بالزيارة على خلفية صور الناس في عوفرا يدقون وتدا آخر في البؤرة الاستيطانية "ميغرون".

أرسل وزيرا خارجية مصر والأردن الى القدس لعرض مبادرة السلام على الجمهور الاسرائيلي. ونشرت السلطة الفلسطينية أنباء  تأييد في الصحف العبرية، وهي تشترط المصالحة مع حماس بأن تتبناها المنظمة راغمة. لكننا لن نتخلى عن لاءات العرب.