خبر « المية تروي العطشان ».. إلا في غـزة !!

الساعة 08:46 ص|28 يونيو 2010

"المية تروي العطشان".. إلا في غـزة!!

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

بات جلياً أن قطاع غزة مثخن بجراحه وهمومه وقضاياه العالقة التي أصبحت ترهق كائل المواطنين، فالحصار الإسرائيلي مازال يضيق خناقه عليهم، فيما تحاصرهم الظلمة من جميع الجهات، حتى نقطة المياه أصبحت منالاً يصعب الحصول عليه بسهولة بسبب انقطاعها المتكرر عن المواطنين تجاوزت الـ5 أيام في بعض المناطق.

 

فالمواطن أبو خالد ثابت من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، لا يكف عن شراء المياه النقية من أحد موزعيها في المنطقة بصورة مستمرة ليست فقط لحاجة الشرب والطهي إنما تعداها لسد احتياجات المنزل من كافة النواحي بعد انقطاع المياه المتكرر في منزله.

 

صيف حار.. مياه شحيحة

فقد أشار ثابت في حديث لمراسلة "فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن معاناته من انقطاع المياه المتكرر تفاقمت بشكل كبير، أثر على قدرة عائلته على القيام بالأعمال المنزلية الهامة التي لا يمكن أن تستغني عن المياه، خاصةً في ظل الصيف الحار واستمرار الحاجة لكميات كبيرة من المياه.

 

فيما أوضحت زوجته، أنه في حال وصول المياه للمنزل لا يمكن استخدامها بشكل كبير بسبب شدة ملوحتها، وعدم قدرتها على استخدامها في الطهي والشرب وقضاء حاجيات أطفالها الصغار.

 

ويضطر ثابت الذي يعمل في أحد المزارع بدخل محدود، لصرف مبلغ من المال لشراء مياه نقية للاستعمال المنزلي، حيث يكلفه ذلك 10 شيكل للتر الواحد كانت تكفيه لنصف شهر للشرب والطهي فقط، فيما أصبح ينفق 40 شيكلاً بمعدل لتر أسبوعياً لاستخدامها في كافة احتياجات المنزل، على الرغم أن زوجته أكدت أنها تحاول التقنين من استخدام المياه لتوفيرها.

 

حل مؤقت

أما المواطن سعيد عابد، فقد أكد أنه اضطر لشراء موتور كهربائي يمكنه من الحصول على المياه، فيما عبر عن حزنه وأسفه لأنه اصطدم بأزمة انقطاع التيار الكهربائي التي تقلل من فرص استخدام التيار الكهربائي، مشيراً إلى أنه اضطر لشراء الموتور الذي كلفه 200 شيكلاً في وقت يعاني من ضيق مالي لسد حاجة عائلته من أزمة المياه.

 

وبين عابد، أن المواطن الفلسطيني لم يعد يملك شيئاً يعينه على الحياة حتى أن نقطة المياه أصبحت عزيزة عليه ويعاني من أجل الحصول عليها، مطالباً بحل مشكلة المياه والحصار المطبق على قطاع غزة، ليتمكن الفلسطينيون من العيش بهناء.

 

أزمة خانقة

ويعاني قطاع غزة منذ سنوات، من أزمة في مياه الشرب الصحية، حيث تقل مصادرها وكمياتها اللازمة لسد احتياجات المواطنين البالغ عدد مايقارب المليون ونصف، فيما ترتفع فيها نسبة الملوحة والتلوث التي تسببان أمراض عدة ومختلفة، في ظل حصار مشدد وتنامي سكاني واستهلاك متزايد.

 

بدوره، أوضح المهندس منذر شبلاق مدير مصلحة مياه الساحل في قطاع غزة في حديث خاص لمراسلة "فلسطين اليوم الإخبارية"، أن مشكلة المياه في فلسطين، هي جزء من أزمة تعاني منها منطقة الشرق الأوسط في المياه، أما على صعيد قطاع غزة فالكهرباء سبب رئيسي فيها وشح المصادر المائية، وعدم وجود مشغل مائي للحصول على كميات وافرة من المياه.

 

وبين المهندس شبلاق، أن مايقارب من 180-190 بئر مياه تديره البلديات ومصلحة البلديات، وهي كميات لا تفي الاحتياجات اللازمة، حيث يتم تعويض النقص من البحر التي تشكل 70 مليون متر مكعب، الأمر الذي يؤدي إلى ملوحة المياه.

 

الكلورايد والنترات

وعن أسباب ملوحة المياه، عزا ذلك إلى وجود مادة الكلورايد في مياه البحر، والنترات التي لا يشعر فيها المواطن، وبسبب السحب الكبير والمتزايد من المياه الجوفية التي تصل إلى مياه البحر الأمر الذي يؤدي إلى ملوحة في المياه.

 

وأضاف المهندس شبلاق، أن المحطات الثلاث المتواجدة في قطاع غزة، بحاجة إلى تيار كهربائي لمدة 14 يوم متواصل لكي تتمكن من معالجة المياه، وهذا الأمر يصعب حصوله خصوصاً مع انقطاع التيار الكهربائي المتواصل على قطاع غزة، حيث لا يتم معالجة المياه بطريقة مكتملة.

 

وأشار المهندس شبلاق، إلى أن هناك بعض المشاريع الطارئة التي قامت بتمويلها عدد من المؤسسات الدولية، لمعالجة مشكلة المياه والصرف الصحي، الأمر الذي من شأنه أن يقلل مشكلة المياه والصرف الصحفي في غزة.

 

واستدرك المهندس شبلاق، أن هذه المشاريع تصطدم بالحصار الإسرائيلي المشدد الذي يمنع من وصول المستلزمات الفنية.

 

حلول لازمة

ورأى المهندس شبلاق أن الحل في أزمة المياه هو فتح كامل للمعابر لدخول المشاريع واللوازم الفنية، ورفع الحصار المشدد على قطاع غزة، وعودة التيار الكهربائي بالكامل للقطاع.

 

كما نصح المواطنين بالتقنين الشديد من استخدام المياه، واستخدام خزانات أرضية لرفع المياه، معتبراً أن الحصول على موتور كهربائي لرفع المياه هو عبئ إضافي يمكن أن يواجهه المواطنين.

 

مخاطر صحية

وحول خطر ملوحة المياه على المواطنين، أوضح الدكتور مصطفى العيلة أخصائي الأطفال في مستشفى عبد العزيز الرنتيسي في غزة في حديث لمراسلة "فلسطين اليوم الإخبارية"، أن أثر ملوحة المياه يظهر على المستوى البعيد، حيث تحدث ضرراً في تكوين حصى تسبب التهابات تؤدي إلى تلف في نسيج الكلى الأمر الذي قد يؤدي إلى الفشل الكلوي.

 

وبين الدكتور العيلة، أن كافة الفئات العمرية تتأثر من هذه الملوحة ولكن الأطفال بشكل خاص نظراً لأن 70%-80% من الكلى لديهم تنمو في أول سنتين من عمرهم، وبالتالي من الضرورة عدم تعرضهم لأي ملوحة قد تؤثر على صحتهم.

 

وقد نصح الدكتور العيلة، بضرورة استخدام المياه المفلترة على الرغم أنه أكد أن هذا الأمر غير كافياً، مشدداً على أهمية استخدام المياه المعدنية الصالحة للشرب.