خبر نعم، كهانا حي -هآرتس

الساعة 10:51 ص|27 يونيو 2010

 

نعم، كهانا حي -هآرتس

بقلم: اسحق لئور

(المضمون: التمثيل الواسع للعنصرية في الكنيست ليس سوى نتيجة سياسة رسمية عنصرية، لهجتها فقط كهانية ومضمونها عنصري عميق - المصدر).

        في 29 تموز 1986 رفع مئير كهانا مشروع آخر لحجب الثقة: "رفض الحكومة البحث في تبدد الايديولوجيا الصهينونية الذي يعرض للخطر وجود الدولة اليهودية". وضمن امور اخرى قال: "منذ بداية طريق الصهيونية السياسية تجاهل وتملص مفكرو الحركة من الحقيقة الفظيعة والمخيفة للتناقض الجذري بين الصهيونية وبين الديمقراطية الغربية المتنورة، التي كان كل الزعماء الصهاينة عبدة معجبين بها. هيرتسل، نورداو، سولكوف، وايزمن، بن غوريون – كلهم يمين ويسار، فقط الرأس في الرمال، نعامة واحدة كبيرة. أحد من التقدميين الليبراليين، المتنورين لم يحذر ببوق كبير من الخطر الفظيع الكامن في التضارب الذي بين المفهوم الصهيوني لدولة يهودية وبين الاساس الديمقراطي لحكم الاغلبية".

        وفضلا عن ذلك: "حتى متى تقفزون على البندين؟ اذا كانت صهيونية ودولة يهودية – قولوا وضعوا حدا لجنون الديمقراطية السياسية للعرب والتي ستؤدي بنا الى حرب داخلية والى الانتحار؛ واذا كانت الديمقراطية هي الرب – فسيروا وراءها – ولكن كفوا عن الهذر عن الصهيونية والدولة اليهودية".

        هذا كان حصان كهانا. التضارب. فكيف تصدت للامر الكنيست؟ بالمقاطعة. في كل مرة كان يتحدث فيها كانوا يخرجون من القاعة باستثناء بعض الاصوليين القوميين. شيفح فايس من حزب العمل رد على مشروع حجب الثقة على النحو التالي: "نحن نقترح شطب مشروع حجب الثقة عن جدول الاعمال". هذا كل شيء. كما أن المراسلين البرلمانيين شاركوا في المقاطعة العاجزة. كان مريحا النفور من كهانا. فقد كان يصرخ، يهدد، يلوح بقبضته، يتحدث بلكنة اجنبية، ولكن سياسيا لم يكن هناك فارق بينه وبين رحبعام زئيفي، رغم أن هذا حظي بالجسور وبالشوارع على اسمه لانه كان واحدا "منا" والفلسطينيون هم الذين قتلوه".

        سيكون من الديماغوجية بمكان ان نأخذ خطابات كهانا – الذي رفض حزبه على أي حال بعد سنتين بسبب العنصرية – لنحصي النواب الكهنيين اليوم ونشرح بكثرتهم موقف الدولة من الاقلية العربية، مثلا، على خلفية الهجوم على النائبة حنين الزعبي. الموضوع شبه معاكس. التمثيل الواسع الذي للعنصرية في الكنيست ليس الا استنتاجا يعود الى مدى السنين من السياسة الرسمية، التي لغتها فقط لم تكن كهانية.

        بين الحين والاخر، ولا سيما في اثناء الحملات الانتخابية، يتحدثون بلغة المستقبل عن الغاء التمييز "الماضي"، ولكن الحاضر المستمر هو الواقع الحقيقي للعنصرية، وذلك لانه يتم من خلال الاجهزة الرسمية. هذا هو القاسم المشترك لكل احزاب السلطة: يتحدثون عن المساواة ويغمزون، ويستنفدون معظم الكعكة لليهود. المعركة ضد عنصرية المستوطنين الحسيديين في عمانويل كادت تنجح في ان تغطي على العنصرية الحقيقية، المؤطرة، العميقة ضد الاقلية العربية.

        مثلا، طريق رقم 6 – لا يمكن من خلاله الوصول الى الطيبة؛ ولا يوجد للمدينة مخرج منها اليه. مثلا، وفيات المواليد في الوسط العربي، وحوادث الطرق المرتبطة بالبنية التحتية. لا يوجد مجال ينبغي فيه توزيع الكعكة الوطنية ولا يكون العرب مميز ضدهم فيها. حواسيب ومكيفات هواء لاطفال المدارس؟ وظائف في خدمة الدولة؟ مراكز جماهيرية؟

        الصراع في اوروبا من اجل المقاطعة الاكاديمية على اسرائيل يفوت حجة ناجحة: الجامعات الاسرائيلية تقف في رأس المعسكر المميز ضد العرب. فالعرب هم 20 في المائة من السكان، ولكن اقل من نصف في المائة في الطاقم في كل الجامعات هم عرب. الوضع في جامعة حيفا فضائحي: 20 في المائة من الطلاب هم عرب، ولا واحد في المائة منهم عضو طاقم. هنا بشكل عام تأتي الحجة العنصرية على نحو ظاهر. فهم ليسوا جيدين بما فيه الكفاية. هل كبيرة جدا شهية الطاقم اليهودي (والطاقم الاداري والفني للجامعة؟ بحيث انه حتى ولا نصف في المائة عرب).

        هذا هو المكان الذي تزدهر فيه الكهانية. ليس في الكنس، بل في المكان الذي يؤهل فيه موظفو الاجهزة للمستقبل. يمكن لوزير التعليم وزبولون اورليف ان يقفا على رأس رجال "ان شئتم" الذين يحتجون على حرية البحث: اساس مهمتهم يقوم بها الاخرون، من يسار او يمين، شرقيين او نساء – بحيث لا توزع الكعكة على الاقلية العربية ايضا.

        بالمناسبة، حجة التمييز في جامعاتنا كسبب للمقاطعة الاكاديمية لا يؤخذ بها في اوروبا للسبب البسيط في ان الجامعات هناك ليست افضل من هذه الناحية. ولكنها سيؤخذ بها، ذات يوم في الولايات المتحدة، وليس فقط في الجامعات. مشكوك جدا أن يكون الحماة المتحمسون جدا لاسرائيل هناك بوسعهم ان يعيشوا تحت الدستور الاسرائيلي