خبر اوباما في مواجهة الزمن- هآرتس

الساعة 10:49 ص|27 يونيو 2010

 

اوباما في مواجهة الزمن- هآرتس

بقلم: أمير اورن

(المضمون: عزل اوباما للجنرال الامريكي ماكريستال عن القيادة في افغانستان والاتيان بباتريوس وتأثير ذلك في مكانة اوباما في الرأي العام - المصدر).

        إن عزل الجنرال ستانلي مكريستال عن قيادة القوات الامريكية في افغانستان، كما أبلغت أول من أمس صحيفة "واشنطن بوست"، وقف هبوط الرئيس براك اوباما في استطلاعات الرأي العام. لا تشهد النتيجة بالضرورة على السبب، لكن قرار اوباما سيؤثر في مصير رئاسته وفي اتجاهات العمل في الموضوعين المركزيين لاسرائيل – المسيرة السياسية والذرة الايرانية.

        انتخب اوباما شخصيا رئيسا للذراع التنفيذية، لكنه اذا عانى حزبه الديمقراطي، بسببه أيضا، انتخابات منتصف الولاية في تشرين الثاني، فسيصعب على الرئيس أداء عمله في النصف الثاني من ولايته. سيكون واجبا عليه في غضون سنة وشيء من السنة أن يضع حدا لحيرته، هل ينافس في الرئاسة مرة أخرى في 2012. سيطلب الحزب منه جوابا موثوقا به في أقرب وقت، من أجل الصراع الداخلي في الترشيح.

        قدم مثل جيد لتفوق الحزب على الشخص، لكن بحسب نهج حكم آخر، في الاسبوع الماضي في استراليا. فرئيس الحكومة كوين راد الذي أخطأ في حساب علاقات القوى في حزب العمال، وجه ضربة رادعة سريعة الى نائبته جوليا جيلارد. وقد اضطرت الى الاختيار بين التسليم بأن تدفع الى الهامش وبين المواجهة المباشرة. إن الطريقة الاسترالية تمكن من اثارة تحدي الزعيم – فمن يطلب التاج يقترب منه، ويربت بخفة على كتفه ويدعوه الى النزال في مؤسسات الحزب في غضون يوم. قفزت جيلارد الى الهاوية من غير أن تعلم هل تنتصر، برغم أن خوف الحزب من اخفاق في الانتخابات المقبلة بث فيها الأمل. هذه هي السياسة مثل رياضة تحد.

        إن النهاية الخاطفة لراد أشبهت نهاية مارغريت تاتشر في 1990، عندما ضاق كبار الحزب المحافظ ذرعا بسلطتها وأرادوا التأليف بين انقاذ الحزب وتقدمهم الشخصي. على حسب النهج البريطاني، ليس رئيس الحكومة هو الرئيس الفائز في الانتخابات بل رئيس الحزب الذي فاز في الانتخابات. هذا فرق صغير وذو شأن؛ وهذا في الحاصل ما حاول شمعون بيرس ان يبينه لاسحاق رابين، عندما كان يربت كل يوم على كتفه طوال سنين.

        إن اوباما هو طالب يجل ابراهام لينكولن، رئيس الحرب الاهلية ومحرر العبيد. لم يكن لينكولن فقط مبشرا بالشقاق في الحركة الجماعية، بعد 90 سنة، عندما رأس الولايات المتحدة الموحدة، والحلف الشمالي، في مواجهة الولايات المتحدة الموحدة، وحلف الجنوب بل كان أيضا قدوة لقائد مدني في الحرب. خيب القائد الأول لقواته، الجنرال جورج مكليلان أمله، وعزل ونافسه في الانتخابات التالية. وقد شعر بالارتياح فقط لآخر القادة الجنرال يوليسس جرانت. في الانتخابات الاولى بعد نهاية الحرب ومقتل لينكولن انتخب جرانت للرئاسة. لقب مكليلان "ليتل ماك"، قبل الـ "بغ ماك"  لماكدونالز بكثير، وقبل سلسلة الجنرالات الذين يحملون سابقة مشابهة – دوغلاس ماك ارثر الذي استعمل الوقاحة مع الرئيس ترومان، وديفيد ماكيرنر الذي عزل في افغانستان، وماكريستال ايضا الان. كل ذلك بعد سنة ونصف فقط من فوز اوباما على ماك آخر وهو المرشح الجمهوري جون ماكين.

        كانت مراوغة الزعامة بابعاد ماكريستال هي مقامرة اوباما الاولى. وهناك مقامرة أكبر هي تعيين الجنرال ديفيد باتريوس قائدا في افغانستان. سيكون باتريوس سيد نفسه ومنيعا من العزل؛ فبعد ماكين وماك، سينسب اخفاقه الى المسؤول عن التعيينات الثلاثة. واذا نجح، على رغم الظروف الابتدائية الصعبة وعلى أثر صورته أنه منتصر في العراق، يستطيع أن يتخطى ذلك مباشرة للمنافسة في الترشيح الجمهوري للرئاسة. عندما أقال ترومان ماك آرثر في حرب كوريا، كان التهديد السياسي الحقيقي له هو من جهة جنرال آخر هو قائد حلف شمال الاطلسي دوات ايزنهاور، الذي أتى مباشرة تقريبا من غرفة العمليات العسكرية الى البيت الابيض؛ وتخلى ترومان عن المنافسة.

        يخسر جهاز الأمن الاسرائيلي بابعاد باتريوس عن قيادة المركز صديقا، يستطيع في ظروف ملائمة أن يلعب دورا مهما في اقناع اوباما بأنه لم يعد مناص من عملية عسكرية على ايران؛ وأن يقدم في الآن نفسه بنشاط تسويات اسرائيلية مع السوريين والفلسطينيين. لكن في أزمة ماكريستال نجم من جديد كولن باول، الذي لولاه، اذ كان رئيس مقار العمل في البنتاغون ووزير الخارجية، لما خرج الرئيسان بوش الاب والابن لحربي الخليج. إن باول الذي ساعد اوباما على ماكين، هو ايضا مربيه في مجال الحرب. إن مشورته قد ترجح كفة الميزان عندما يعذب اوباما سؤال الحرب مع ايران. وها هنا تحد لصديق باول القديم ايهود باراك.