خبر صفقة شليت -يديعوت

الساعة 10:48 ص|27 يونيو 2010

صفقة شليت -يديعوت

بقلم: أفرايم هليفي

رئيس الموساد السابق

ليس صحيحا أو مناسبا أن من ليسوا على علم او معرفة بتفاصيل المفاوضات بين اسرائيل وحماس في موضوع جلعاد شليت، سيزعجون من يقومون بالمهمة الصعبة والمحملة بالجميل هذه. فقط على حجة واحدة ووحيدة بودي أن اركز، وهي تتعلق بالاقوال المتكررة ان تحرير قتلة بالمزايا والعدد الذي تطالب بهم حماس يطرح، ضمن أمور اخرى، تهديدا أمنيا جسيما على دولة اسرائيل.

هذا القول ينطوي على احدى المعاضل التي تتصدى لها دولة اسرائيل لسنوات جيل. امن الدولة وأمن مواطنيها يعتمدان على اساسين معروفين وثابتين – الردع والحسم. على مدى  كل سنوات وجود الدولة حرص جهاز الامن على تعزيز رهبة الردع التي طورتها اسرائيل حيال خصومها. وليس دوما عمل هذا الردع بكل قوته، وكانت حالات تجرأ فيها هذا العدو او ذاك على فحص حدود قدرات اسرائيل في ميادين المعركة واحيانا سجلت في تاريخنا اخفاقات قاسية وأليمة جدا. ولكن سيكون من الصحيح القول اننا في الغالب حققنا نجاحات على مستوى الردع، وهذه كانت نتيجة ليس فقط لقدراتنا الحقيقية بل وايضا لصورتنا في نظر خصومنا.

الحجة في أن تحرير 40 قاتلا كبيرا من السجن في اسرائيل سيطرح امام اسرائيل تهديدا ستجد صعوبة في التصدي له يشرخ صورة التهديد التي نطرحها امام الارهاب الفلسطيني ويرسم صورة اسرائيل ضعيفة لدرجة عدم قدرتها على التصدي لاربعين قاتلا معروفين ومشخصين سيتجولون في ارجاء يهودا والسامرة. قول كهذا معناه ان ليس بوسع الجيش الاسرائيلي وجهاز الامن وباقي محافل الامن معالجة الارهابيين المحررين وليس في يد شركائنا في السلطة الفلسطينية الرغبة او القدرة على تنفيذ مسؤولياتهم في الملاحقة الثابتة والناجعة.

أعتقد انه صحيح تفعل الحكومة اذا ما سحبت هذه الحجة، التي تطلق اشارة ضعف لدرجة التهديد الاستراتيجي على اسرائيل. اذا وصلت الحكومة الى الاستنتاج بانه صحيح تنفيذ صفقة مع حماس، لا ينبغي لها ان ترفض تحرير القتلة لاعتبارات أمنية. يمكنها أن تلقي بالمسؤولية عن شل تواصل نشاطهم على السلطة الفلسطينية، التي تدعي صبح مساء بانها كفؤة على الامن والنظام العام في أرجاء يهودا والسامرة. كما يمكنها ان تقرر بانه اذا كان أي من هؤلاء القتلة سيعود الى عادته القديمة، فستلغى حصانة كل الباقين وسيعودون جميعهم ليكونوا ابناء موت. هناك أكثر من رد واحد على هذا التهديد وهذا ليس تحديا لا تستطيع دولة اسرائيل التصدي له.

لا يوجد في هذه الاقوال ما يلغي مفعول اعتبارات اخرى تطلق ضد التحرير. هناك من سيواصل التفكير بان هناك علة فيمية في تحرير قتلة بحيث أنه يجب تفضيل استمرار مكوث جلعاد شليت في غزة. ثمة من يعتقد بان تعزيز حكم فتح وقمع خصمها – حماس – اهم من ناحية سياسية لدرجة انه يجب المخاطرة بتواصل احتجاز جلعاد شليت دون موعد نهاية ما وان هذا ثمن جدير بهذه الغاية. وهناك من يعتقد بانه لاعتبارات السياسة الاقليمية والدولية لا ينبغي هز التوازن الهزيل والحساس القائم اليوم في المربع اسرائيل – السلطة الفلسطينية – القطاع – مصر، والذي هو ذخر يخدم احتياجاتنا الاستراتيجية. تنفيذ الصفقة مع حماس من شأنه ان يهزه ويحدث رد فعل متسلسل من شأنه أن يخرج عن نطاق السيطرة. وحسب هذا المفهوم، فان انعدام الصفقة "يعزز المعتدلين ويضعف الارهابيين" والنتيجة في شكل استمرار أسر شليت هو ثمن اليم ولكنه مناسب.

كل ما اردت أن اشطبه عن جدول اعمالنا هو رعب التهديد الاستراتيجي، الكامن، زعما، في مجرد تحرير القتلة. برأيي، هذه ليست حجة سارية المفعول على المستوى الرسمي.