خبر صفقة الآن- هآرتس

الساعة 10:47 ص|27 يونيو 2010

صفقة الآن- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

أربع سنوات، مرت، منذ اختطاف جلعاد شليت الى قطاع غزة وحكومات اسرائيل تجري مفاوضات مزدوجة في مسألة ماذا وكم جدير بدفعه ثمنا لقاء تحرير الجندي من الاسر. مفاوضات مزدوجة لانها في جزء ما منها تدار حيال حماس، وفي جزئها الاخر حيال الجمهور في اسرائيل.

        في أحد جزئي المفاوضات المزدوجة، ذاك الذي حيال حماس، قدمت اسرائيل حتى الان تنازلات غير سهلة. فقد وافقت ضمن امور اخرى على تحرير اكثر من 30 سجين فلسطيني، من أصل 450 عارضت تحريرهم بحزم قبل ذلك؛ وقد خففت قائمة السجناء المرشحين بالخروج الى المنفى بعد تحريرهم من السجن الاسرائيلي. كما أن حماس ايضا قدمت تنازلات في انها غيرت تركيبة قائمة السجناء وتخلت عن طلبها تحرير سجناء عرب ذوي جنسية اسرائيلية. ويمكن الافتراض من ذلك بانه كلما استمرت المفاوضات فانه يمكن للطرفين ان يحققا تنازلات اخرى.

        مع هذا المنطق تدير حكومة اسرائيل ايضا الجزء الاخر من المفاوضات المزدوجة، حيال الجمهور الاسرائيلي. فهي تسعى الى أن تقنع بان تحرير 45 سجينا ذوي خلفية اجرامية على نحو خاص، واعادتهم الى الضفة الغربية، ستؤدي الى مس حقيقي بأمن الدولة. ومن هنا يأتي الاستنتاج بان كل ضغط جماهيري لتحريرهم مقابل جلعاد شليت يعرض للخطر سلامة مواطني اسرائيل. هذه ايضا حجة لا يجب الاستخفاف بها.

        غير أن الحجتين غير مقنعتين. أربع سنوات تجري فيها المفاوضات مع حماس، ثلاث سنوات يفرض فيها حصار وحشي على مليون ونصف مواطن، وكل هذا، وحتى حملة "رصاص مصبوب" لم يحرك حماس نحو تغيير شروطها بشكل جوهري. لا يوجد أي دليل على أن استمرار المفاوضات لاربع سنوات اخرى ايضا سيحدث نتائج اخرى. العكس هو الصحيح. احداث الاسطول وفتح الاغلاق المدني عن غزة يدلان فقط على أن ليس لاسرائيل حقا سيطرة على الاحداث.

        الجمهور الاسرائيلي ليس أعمى عن الخطر الذي ينطوي عليه تحرير سجناء خطيرين، او عن السياسة الفاشلة لحكومته. صحيح انه لم يُسأل الا انه يبدو انه لا يؤمن بان تحرير 45 سجينا، مهما كانوا خطرين، سيحدث خطرا وجوديا او كبيرا اكثر من الضرر الذي لحق باسرائيل حتى الان. يبدو أنه كلما أخرت اسرائيل تحرير شليت، يتعاظم الضرر الذي يلحق بها. الصفقة يجب استكمالها من اجل تحرير شليت من أسره فورا.