خبر اللجنة العليا:« تعذيب الاحتلال للأسرى بتصريح يعكس إرهاب كيان العدو الرسمي »

الساعة 06:20 ص|27 يونيو 2010

اللجنة العليا:"تعذيب الاحتلال للأسرى بتصريح يعكس إرهاب كيان العدو الرسمي"

فلسطين اليوم- غزة

لا يزال الأسير لؤى ساطي الأشقر من طولكرم شاهداً على إجرام هذا المحتل وانتهاكه لكل المواثيق التي تحرم التعذيب وتجرم من يمارسه ، حيث أصيب بالشلل جراء قيام محققي مركز توقيف الجلمة بكسر إحدى فقرات العمود الفقري له نتيجة الضرب الشديد، وأصبح يستخدم الكرسي المتحرك للتنقل والحركة .

 

 وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت الأشقر (33 عاماً) عدة مرات حيث أمضى مدة عام في  2003,ثم أعاد الاحتلال اعتقاله فى 2005 وحكم عليه في حينه بالسجن لمدة عامين, وفى هذا الاعتقال أصيب بالشلل جراء التحقيق القاسي الذي مورس بحقه، وأطلق سراحه بعد قضاء فترة محكوميته، ليعيد الاحتلال اعتقاله رغم معاناته من الشلل عام 2008، حكم عليه بالسجن لمدة عام، وعند الانتهاء من محكوميته تم تحويله للاعتقال الإداري لمدة 6 شهور، وجدد له الادارى مرتين ، لا يزال إلى الان يقبع في سجون الاحتلال ، وهو أب لطفل يبلغ من العمر عامين إسمه (عرين).

 

100 شكل للتعذيب

وأفادت اللجنة الوطنية العليا لنصره الأسرى في تقرير لها بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب الذي يصادف السادس والعشرين من يونيو أن الاحتلال لا يتورع عن استخدام التعذيب ضد الأسرى الفلسطينيين في سجونه ،وان التعذيب يبدأ منذ لحظة الاعتقال التي تتم في وسط جو من الإرهاب وإطلاق النار ، ثم تقييد الأسير ووضع رباط على عينيه وإلقاءه في الجيب العسكري والاعتداء عليه بالضرب والتهديد والشتم ، وحين وصوله إلى إحدى مراكز التحقيق والتوقيف ، يتعرض الأسير إلى اشد أنواع التعذيب  والاهانة لانتزاع اعترافات منه بالقوة .

 

وأوضحت اللجنة بان الاحتلال يستخدم أكثر من 100 أسلوب للتحقيق والتعذيب،أدت إلى استشهاد (70) أسيراً في سجون الاحتلال ،من أصل (199) هم شهداء الحركة الأسيرة ، وقد أكدت " اللجنة العامة لمكافحة التعذيب " وهى منظمة إسرائيلية النقاب عن استخدام التعذيب ضد المعتقلين الفلسطينيين فور توقيفهم أو عند نقلهم إلى مراكز الاعتقال أو بعد السجن ، وان هؤلاء الأسرى كانوا مقيدين بشكل عنيف ومؤلم ولا يشكلون أى خطر، ومن بينهم قاصرين يفترض أن يتمتعوا بالحماية حسب القانون الدولي والقانون الاسرائيلى نفسه ، وذلك بعلم السلطات القضائية والتشريعية في إسرائيل التي لم تتخذ ضدهم اى إجراءات عقابية ،ووثقت اللجنة فى حينه أكثر من 600 حالة لأسرى تعرضوا للتعذيب العنيف بكل اشكاله .

 

وأشار رياض الأشقر المدير الاعلامى باللجنة بان التعذيب في سجون الاحتلال لم يقتصر على السجان أو المحقق بل امتد ليشمل من يسمى نفسه بالطبيب أو الممرض الذي أساس مهنته إنسانية بحته ، حيث كشفت جمعية "أطباء من أجل حقوق الإنسان" الإسرائيلية عن قيام الأطباء في السجون بممارسه التعذيب ضد الأسرى وحرمانهم من العلاج لإجبارهم على الاعتراف ، وكذلك تعمد تجاهل الأمراض التي يعانى منها الأسرى حين الكشف الأولى فور وصولهم إلى السجون ،ويكتبون تقريراً مزوراً بان الأسير بصحة جيدة ولا يعانى من اى مرض ، وهذا يشكل تصريحاً طبياً بمواصلة تعذيبه ،حيث يدفع بالمحققين لممارسه ضغط بدني ونفسي اكبر على الأسير ، مما يجعلهم متواطئين في " تعذيب السجناء".

 

مخالفة للقوانين

وكشف الأشقر أن حكومة الاحتلال  تعطى الضوء الأخضر لطواق التحقيق من أجل ممارسة التعذيب بحق الأسرى الفلسطينيين والعرب ، حيث إن القضاء في إسرائيل شرع استخدام العنف ضد الأسرى دون احترام لآدمية الإنسان ، مخالفة بذلك كل المواثيق والمعاهدات التي تحرم استخدام التعذيب ضد الأسرى غير مبالية لمثل هذه القرارات التي تعتبرها حبراً على ورق .

 

وقال بأن استصدار مثل هذه التشريعات من المحاكم تتناقض تماماً مع مبادئ حقوق الإنسان وما ورد في اتفاقية جنيف الرابعة وملحقاتها ، حيث ّمت القوانين الدولية التعذيب بشكل قاطع ولم تسمح بأي مبرر لحدوثه، و أفردت اتفاقية خاصة بمناهضة التعذيب، إضافة إلى العديد من المواد والمبادئ التي تضمنتها معاهدات واتفاقيات دولية أخرى. منها على سبيل المثال، المادة (7) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، إضافة إلى المبدأ السادس من مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن.

 

إرهاب كيان العدو

واستغرب الأشقر صمت المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية وفى مقدمتها الصليب الأحمر الدولى على ممارسة الاحتلال للتعذيب علانية، ورغم صدور العشرات من التقارير المختصة التي تؤكد ذلك إلا أن المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة لم تحرك ساكناً باتجاه أدانه الاحتلال بارتكاب جرائم حرب ضد الإسير الفلسطيني ، والأخطر بان الجهاز  القضائي لإسرائيلي أضفى شرعية قانونية على التعذيب ، وسمح به دون أن يتعرض من يقوم به للمسائلة أو العقوبة ، مما يعكس إرهاب الدولة الرسمي التي تنتهجه دولة الاحتلال التي لا تلتزم بأى اتفاقية دولية ،ولكنها في نفس الوقت تطالب بتطبيقها على وضع جنديها جلعاد شاليط المأسور في غزة لدى الفصائل الفلسطينية.

 

أساليب مختلفة

 وأوضح التقرير ان الاحتلال يستخدم العشرات من أساليب التعذيب المحرمة الجسدية والنفسية ، ونادراً أن لا يتعرض معتقل فلسطيني لأحد أشكال التعذيب ، وغالباً ما يتعرض المعتقل لأكثر من أسلوب من أساليب التعذيب التي فاق عددها عن 100 أسلوب للتعذيب ، حيث أكدت الإحصائيات بان 98% من الأسرى الذين تعتقلهم سلطات الاحتلال تعرضوا للتعذيب فى أقبية التحقيق التابعة لأجهزة الأمن الإسرائيلية ومراكز الاعتقال المختلفة ، ومن أشهر أساليب التعذيب الشبح لفترات طويلة ، ووضع المعتقل في ثلاجة ، كذلك الهز العنيف الذي يؤدى إلى كسر إضلاع الصدر، بالإضافة إلى الربط في أوضاع مؤلمة، كربط الساقين وشدها إلى الخلف من تحت كرسي، ثم الدفع بجسم الأسير نحو الخلف، واستخدام الموسيقى الصاخبة ، وتغطيه الرأس والوجه بغطاء قذر رائحته عفنة ، و تسليط ضوء قوى على عيون المعتقل بشكل مباشر ، وبطح الأسير على ظهره ويداه مكبلتان من الخلف بهدف إحداث آلام فظيعة في اليدين عبر ضغط الجسد على اليدين، وثقل جسد المحقق للضغط على أعلى صدر الأسير، وكذلك إجبار المعتقل على الوقوف لفترات طويلة .

 

و آثار التعذيب لا تقتصر على فترة التحقيق والاعتقال فقط بل تمتد  لما بعد الاعتقال، نتيجة لإصابة عدد كبير من الأسرى بإعاقات دائمة نتيجة تعرضهم للتعذيب المستمر ، حيث توفى العشرات منهم نتيجة لأثار التعذيب .

 

التعذيب النفسي

ولا يقتصر التعذيب على تلك الوسائل بل تتعمد سلطات الاحتلال تعذيب الأسرى بنوع اقسي من الإيذاء الجسدي وهو الإيذاء النفس من خلال العزل الانفرادي ،والذي قد يجعل الأسير مريض نفسياً لفترات طويلة ، أو قد يصاب بالجنوب وفقدان الأهلية كما حدث للأسير "عويضه كلاب" من غزة .

 

ويعتبر العزل قتل بطئ وممنهج للأسير ، حيث يترك لوحدة لعدة شهور أو سنوات فى زنزانة صغيرة ومقفلة بإحكام ، وأشعة الشمس لا تعرف لها طريقاً، دون أن يرى احد أو يتحدث مع بقية الأسرى ، ويحرم من كافة وسائل الاتصال بالعالم الخارجي ،حتى من الزيارة ، ويتعمد السجان تفتيش غرفته بشكل يومي إمعاناً في التضييق عليه ، ويحرم من العلاج أن تعرض لوعكة صحية ، ويتم الاعتداء عليه بالضرب والاهانة، ويوضع في أقسام الأسرى الجنائيين ، وكانت هذه الظروف قد أدت إلى استشهاد الأسير "رائد ابوحماد" في عزل سجن ايشل قبل نحو شهرين .

 

ودعت اللجنة العليا منظمة "هيومن رايتس ووتش " والتي طالبت حماس مؤخراً بالسماح للصليب بزيارة شاليط أن تطالب الاحتلال بوقف التعذيب الممنهج ضد الأسرى، وتشكيل وفود لزيارة السجون للكشف عن وسائل التعذيب المحرمة التي يستخدمها الاحتلال ضد الأسرى ، والضغط على الاحتلال لكي يعيد برنامج زيارات اسري قطاع غزة المتوقف منذ أكثر من 3 سنوات متواصلة .