خبر الدكتور الهندي: المصالحة مرتبطة بتحرُّرها من « الرباعية »

الساعة 09:09 ص|24 يونيو 2010

الهندي: المصالحة مرتبطة بتحرُّرها من "الرباعية"

فلسطين اليوم- غزة

أكد عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي الدكتور محمد الهندي، أن الفصائل الفلسطينية تتعامل مع المصالحة الوطنية بـ"عدم جدية" لارتباطها بـ"مسيرة التسوية" التي تطالب أطراف المصالحة وخاصة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالاعتراف بشروط الرباعية الدولية.

 

وأوضح الهندي في حديث خاص بصحيفة "فلسطين" أن أي تحركات تأتي في إطار مجتزأ لن تسفر في النهاية عن أي ثمار حقيقية في موضوع المصالحة، مبيناً أن نجاحها مرتبط بتحررها من شروط "الرباعية".

 

وقال: "يجب أن تحدد الورقة المصرية ماذا تريد؟ فإذا كانت تستهدف إنهاء الخلاف بين فتح وحماس فإن هذا يتطلب معالجة داخلية في العلاقة بين الطرفين وما يتعلق ببرنامج الحكومة مثلاً والانتخابات والأجهزة الأمنية وغيرها".

 

وأشار إلى وجود نوايا جدية وحقيقية للاعتراف بأن مسيرة التسوية وصلت إلى طريق مسدود وأن البيت الفلسطيني يحتاج إلى ترتيب أوضاعه الداخلية، بعيداً عن الإملاءات الخارجية.

 

وأضاف: "إن الموضوع السياسي يتطلب توافقاً فلسطينياً شاملاً، إذ لا يجوز لأحد أن يفرض رؤيته وبرنامجه، كما أن موضوع منظمة التحرير يجب أن يعالج بطريقة تضمن أن تكون المنظمة مرجعية شاملة ومظلة للكل الفلسطيني وإنهاء حالة احتكارها على النحو الراهن".

 

اختلاف البرامج

وحول موقف الجهاد الإسلامي من منظمة التحرير؛ أكد الهندي أن الحركة أعلنت موقفها في اتفاق القاهرة 2005 الذي وقعت عليه الفصائل والقاضي بضرورة إعادة بناء المنظمة لتصبح مرجعية وطنية يتم الاحتكام إليها في حال اختلفت البرامج السياسية لهذه الفصائل.

 

وأوضح أن الفصائل الفلسطينية مختلفة ولديها برامج سياسية متعددة، متسائلاً: "كيف يمكن أن تلتقي الفصائل في ظل هذا التباين الواضح في المواقف والبرامج؟ لذلك طالبنا بإعادة إصلاح المنظمة، ما يتطلب توافقاً من الجميع على الأسس التي سيعاد بناء المنظمة وفقها".

 

من جانب آخر؛ انتقد موقف سلطة رام الله بالعودة إلى طاولة المفاوضات سواء المباشرة أو غير المباشرة، مؤكداً أنها إعادة لتسويق الوهم وتضليل الرأي العام، داعياً السلطة إلى الاعتراف بأن المفاوضات وصلت لطريق مسدود.

 

وأكد أن الخطر الكامن في استئناف المفاوضات هو إنقاذ الاحتلال الإسرائيلي من عزلته السياسية وتبرئته من الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني ومنحه غطاءً للاستمرار في سياسات التهويد والاستيطان الممنهجة في القدس المحتلة.

 

وأوضح أن مطلب الإدارة الأمريكية والجانب الإسرائيلي من المفاوضات يتمثل في إيحاء العالم أجمع بأن هناك "مسيرة سياسية من أجل تلطيف الأجواء في منطقة ساخنة واستغلال القضية الفلسطينية لتحقيق مصالح أمريكية في المنطقة".

 

وشكك بوجود مسيرة سياسية حقيقية أو بإمكانية التوصل إلى اتفاق يرضي الجانب الفلسطيني ويعيد إليه جزءاً من حقوقه المسلوبة، مشيراً إلى وجود تضارب في القرارات الإسرائيلية والأمريكية وفي نهاية المطاف تطبق الأولى منها.

 

تخفيف الصراع

ولفت النظر إلى أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما فشل في سياساته الخارجية وعجز عن تحقيق مشروع حل الدولتين، مبيناً أن اوباما "خفف" الصراع ولم يعمل على حله بشكل مستقبلي وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الفلسطينية.

 

وفيما يتعلق بالمبادرة العربية؛ أكد الهندي أن هذه المبادرة لا قيمة لها وشكلت مدخلا لاستخفاف (إسرائيل) بالنظام العربي، من خلال ردها على هذه المبادرة بمزيد من الإيغال في الدماء الفلسطينية وتدمير كل ما هو عربي وفلسطيني على هذه الأرض المباركة.

 

ودعا الدول العربية لسحب المبادرة العربية فوراً من أجل حفظ ماء وجوههم، لأن هذه المبادرة لم تجلب سوى الدمار والهلاك للشعب الفلسطيني، مؤكداً أن "كل ما تعرض له مدينة القدس ناتج عن الغطاء الممنوح من المفاوضات والمبادرة العربية".

 

وأضاف: "في حال سحب العرب المبادرة وربطوا المفاوضات بوقف كامل للاستيطان، حينها سيأخذ الاحتلال والإدارة الأمريكية بموقفهم"، مبيناً أن بقاء العرب والسلطة مرتهنين للمبادرة وللمفاوضات يمنح الاحتلال أفضل الفرص لمواصلة سياساته ضد الشعب الفلسطيني.

 

وحول الدور التركي من القضية الفلسطينية، رحب الهندي بهذا الدور، وأكد أن تركيا دولة حقيقية لها رؤية ومصالح، مشيراً إلى أن أهم قضية ممكن أن تعيد لتركيا موقفها ومكانتها في المنطقة العربية والإسلامية هي القضية الفلسطينية.

 

ولفت النظر إلى أن تركيا استغلت الغياب العربي في الساحة الفلسطينية وملأت الفراغ الناتج عن تخليهم عن هذه القضية، متوقعاً في الوقت ذاته أن يكون لتركيا دور كبير في المستقبل تجاه قضية الشعب الفلسطيني. ودعا العرب إلى الحذو حذو تركيا.

 

 - صحيفة فلسطين