خبر تحول لا مأساة- يديعوت

الساعة 09:03 ص|24 يونيو 2010

تحول لا مأساة- يديعوت

بقلم: عاموس كرميل

 (المضمون: برغم التصادم الذي حصل مع الجمهور الحريدي في المدة الأخيرة لا يبدو انه توجد في الافق حرب ثقافية تهدد الاستقرار في اسرائيل - المصدر).

وبعد الضجيج صمت دقيق. بعد ستة أيام من وعدنا – بابتهاج أو خوف – بأنه ستحدث ها هنا حرب ثقافية بسبب ما حدث في "بيت يعقوب" في عمانوئيل، يصعب جدا أن نرى هذه الحرب.

"خسر الجميع"، بين عدد من المحللين. لكن يبدو أن "هذا الجميع" مخطوء ومضلل. خسرت تلك الطالبات غير الغربيات في عمانوئيل اللاتي أعلن بأنهن منحطات الشأن. إن الاهانة على الملأ التي حكم عليهن بها لاعتبارات متطرفة (وطائفية ايضا) خسارة بيقين. وخسرت خزانة الدولة كل المال الذي أنفق على نشاط الشرطة في نهاية الاسبوع الماضي. وقد تكون شاس خسرت جزءا من مصوتيها بعد أن أظهرت نفاقها واستسلامها للمؤسسة الحريدية الاشكنازية (وإن لم يكن أحد يعلم ماذا سيحدث عن الانتخابات القادمة). بقي الاخرون جميعا في المكان الذي كانوا فيه، مع أمواج صغيرة عابرة من الرضا الغريب، هنا وهناك.

        لم تتضرر سلطة محكمة العدل العليا. فأمر الاعتقال الذي صدر على الآباء الذين رفضوا قبول قضائها حقق بلا أي موافقة حاخامية. وقدرة الجمهور الحريدي على اقامة مظاهرة ضخمة قد ثبتت في الماضي لكننا لم نتعلم أي شيء جديد عن قدرته على فعل شيء يتجاوز مظاهرات كهذه. إن شعور أجزاء من هذا الجمهور بالاغتراب عن الدولة الصهيونية لم يقل ولم يزدد بحسب أي صورة قياس. من يستطيع أن يشير الان الى تغييرات في ميل هذه الاجزاء الى الاندماج في الخدمة الوطنية أو تعليم أبنائهم "الدراسات الجوهرية" المشهورة؟ ولن نتحدث عن تغييرات في استعدادهم لاقامة أمر موسى بن ميمون وهو كما يقولون من "عظماء اسرائيل" الذي قال "كل من يشغل نفسه بالتوراة ولا يعمل ويعيش على الصدقة، يخالف عن أوامر الرب".

        من المحقق ان الساسة الحريديين الاشكناز لم يخسروا، وإن يكن ربحهم ايضا غير واضح. فالخلافات المعتادة بينهم لم تنقطع بل حظيت بزيادة الشرعية. الآن، بعد أن سوغوا التمييز الظلامي في عمانوئيل بالحاجة الى الحفاظ على اخلاص أعمى لفصيلة حريدية معينة، من المحقق أنه لن يزيد استعدادهم للتخلي بعضهم لبعض. بل إن اريه درعي بقي بالضبط مع القوة المحتملة التي كانت له. لم تقدم قضية عمانوئيل أي برهان على قدرته على ابتداع صيغ عجيبة قابلة للتطبيق.

        بقي الآباء الثلاثة والثلاثون الذين أرسلوا الى سجن مريح جدا، يشبه مكان استجمام في سجن معسياهو. كان من قال إنه استعمل عليهم "سلاح يوم القيامة" – لا أقل من ذلك. وقد زينوا أنفسهم بشرائط تبشر بكونهم مقدسين لاسم الرب. ولم يحجم زعيمهم الروحي عن تشبيه أزمتهم بفظائع المحرقة، ويوجد بينهم من يتبجح بأن مكانهم في التاريخ مضمون. ربما بسبب كل ذلك لا يهمهم أن مرشدهم الروحي لا يزورهم كل يوم، بل إنه لم ينصب خيمة قرب السجن وترك هذه الساحة لمئير بروش. على أية حال يصعب أن نتأثر بالمظلمة التي وقعت عليهم أو بكبر معاناتهم. فلذتهم بهذا الوضع تعوضهم من السوء الذي يرونه في زنازينهم.

        بقيت بطبيعة الامر حكومة اسرائيل ايضا – او القيادة الوطنية اذا شئتم – التي ما زالت لم تخط، كجميع الحكومات التي سبقتها، الخطوة المطلوبة من تلقاء نفسها. والتي ما زالت لم تقرر أن كل تربية خاصة تجري كلها على حساب الآباء الذين يريدونها. وبقيت الخريطة السياسية وطريقة الحكم، اللتان لا تمكنان من انشاء حكومة مستقرة بغير مدفوعات طائفية معوجة. وبقي شيء من الأمل ايضا: في مواجهة أجزاء من الجمهور الحريدي على قسم الطوارىء في مشفى برزيلاي انتصر العقل العام السديد. مهما يكن الأمر، يوجد في هذه الاثناء تحول لا مأساة ولا توجد حرب ثقافية.