خبر رحلة شليت الى القدس -يديعوت

الساعة 09:02 ص|24 يونيو 2010

رحلة شليت الى القدس -يديعوت

بقلم: ارييلا رينغل هوفمان

صحيح أن هذا صعب، ولعله صعب جدا في الظروف الحالية، الا أن القرار باقرار الاتفاق مع حماس والعمل على تحرير جلعاد شليت يمكن ان تتخذه انت فقط. ووحدك. حتى لو خيل لك، للحظات، بان الى جانبك، امامك او وراءك يوجد من يجرون هذا الملف معك. بعد لحظة من الامر سيختفون. الحقيقة والحقيقة، عن حق. هذا قرار رئيس الوزراء، والان انت رئيس الوزراء.

        صحيح أن هذا محزن، بل محزن جدا، بل وربما ايضا غير نزيه حقا، في أن من ينبغي أن يتخذ هذا القرار قبلك، رئيس الوزراء ايهود اولمرت، لم يفعل ذلك. في البداية اعلن – بغرور وغباء لم يكن لهما ما يستندا اليه في ضوء التجربة الماضية – اننا لن ندير مفاوضات مع الخاطفين، وكأنه يوجد على الاطلاق كائن كهذا. وبعد ذلك جرّ وسحب وراوح وطمس كل الامر، الى أن ترك لك كل الموضوع على الطاولة، لتقرر أنت ما لم يرغب هو في القرار فيه. والى ذلك، وهو مؤسف أكثر، ترك جلعاد شليت في المكان الذي يوجد فيه. الزمن منذئذ، وكيف يمكن لي أن اقول ذلك برقة، لم يعمل في صالحنا. مطالب حماس لم تتقلص وقدرتنا على المساومة لم تتعزز. هذا لم يحصل في سنة ونصف منذ أن انسحب اولمرت، وهذا ايضا لن يحصل اذا قررت أنتَ نقل هذا الملف لمن سيأتي بعدك.

        صحيح ان لديك مشكلة صورة. ان حقيقة أن الناس يدعون ضدك بانك قابل للضغط لا تجعل لك الحياة لطيفة، وبالتأكيد بالتأكيد لا تسهل عليك في اتخاذ القرارات في المواضيع موضع الخلاف. ولكن ما العمل، فانت لست فقط اخترت ان تكون رئيس وزراء، بل صارعت بشدة كي تصل الى هذا المكان. ولما كان هذا هو الحال، فغير محفوظ لك الحق في التملص من ذلك. وبالتأكيد بالتأكيد ليس في هذا القرار، الذي لا يشبه، لنفترض، قضية عمانويل – وان كانت هي ايضا خطيرة جدا. وبالتأكيد بالتأكيد ليس الان، حين ينفد الوقت، وحين يحل يوم السنة الرابعة لمكوث الجندي جلعاد شليت قيد الاسر.

        صحيح أن هذا قد لا يبدو هكذا هذه اللحظة، ولكن هذه الرحلة الى القدس ستؤدي الى تحرير جلعاد شليت. لان الجماهير الذين قرروا الانطلاق على الدرب اجروا الاختيار، وهذا الاختيار، بعد أن اجتاز حافة الكتلة الحرجة، يقتلع الجبال. إفحص الامر باثر رجعي. هذا مسجل في الكتب. إذ بعد أربع سنوات بات الجميع يعرفون ما هي المخاطر. يعرفون، حتى، ان المخاطر هي حقيقية، ولكن يعرفون ايضا ما معنى القرار في ابقاء شليت هناك. يعرفون أن هذه صفقة مركبة، مع اثار واسعة شديدة، من شأنها ان تعيد الى الشارع مئات النشطاء، الذين على الاقل بضع عشرات منهم سينخرطون فورا في النشاط ضد اسرائيل. وانها من شأنها ان تخلق دافعا لمواصلة محاولات الاختطاف، وفي ظل ذلك ايضا المس بقدرة الردع الاسرائيلية. وهي، ربما، ستضرب فتح ايضا وتضعضع مكانة ابو مازن. ولكن في الحساب النهائي، فان قسما كبيرا من مواطني هذه الدولة قد قرروا ايضا بانه يجب دفع الثمن، وان اعادة جلعاد شليت هي جزء من فكرة دولة اسرائيل، ربما واحدة من الحلقات الاخيرة في ما كان ذات مرة فكرة مؤسسة في حياة الامة. ناجٍ ولاجىء لسلم القيم الذي تشوش تماما في اطار بيع التصفية العامة، وباء الخصخصة، اللامبالاة والملل.

     صحيح انك ربما لا تراه، ولكن العنوان على الحائط. العنوان يقول انه انتهى لك الزمن في هذا الموضوع. انك يمكنك الان، وفقط الان، ان تختار اذا كنت تقود هذه الخطوة أم تسير مقودا وراء الحجاج الى القدس. لن تنجح، وكم مؤسف، هنا وهناك ايضا. واذا اردنا أن ننهي بنبرة ايجابية، يحتمل أن يكون الحال يكمن في القول بانه في هذه الحالة الخضوع للضغط العام يمكنه أن يكون حلوا جدا. حلوا ومحقا.