خبر فروانة: الاحتلال ينكر وجود أعداد كبيرة من المفقودين في سجونها

الساعة 12:59 م|23 يونيو 2010

فروانة: الاحتلال ينكر وجود أعداد كبيرة من المفقودين في سجونها

فلسطين اليوم: غزة

قال باحث متخصّص في قضايا الأسرى، إن عدداً كبيراً من الأسرى الفلسطينيين والعرب اختفوا في سجون الاحتلال دون أن تعترف سلطات الاحتلال باحتجازهم لديها.

 

وأكد الباحث عبد الناصر فروانة، وهو ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى لوكالة وفا اليوم، أن دولة الاحتلال تنكر وجود المئات من المفقودين في سجونها، رغم وجود شواهد تشير إلى أن هؤلاء المفقودين هم في سجون الاحتلال.

 

وأشار إلى أن سجن "عتليت" كان يضم أكثر من 130 أسيراً عربياً وفلسطينياً لا يعلم أحد بوجودهم في السجن، ولا يزورهم أحد، وأن هناك العديد من الأسرى الفلسطينيين والعرب الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً حتى اليوم، ولعل الأسرى عماد زقزوق ومحمد عطية فريج ويحيى سكاف، خير مثال على ذلك.

 

وأضاف، أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية تحدثت قبل أسبوع عن أسرى إكس "x" في السجون الإسرائيلية، الذين يحتجزون بشكل سري وفي ظروف غامضة، يجري التكتم عليها بشدة.

 

وقال: رغم أن الصحيفة تحدثت عن سجناء إسرائيليين، إلا أن الكشف عن سجون سرية وظروف اعتقال سرية، يؤكد صحة اعتقادنا باختفاء أعداد كبيرة من أسرانا في سجون الاحتلال، في ظروف سرية.

 

وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فإن السجون الإسرائيلية تضم سجناء تطلق عليهم تسمية أسرى إكس "X"، وهم مواطنون اختفوا في وضح النهار، ولا يعرف الجمهور ما هي التهم الموجهة لهم، وأين يتم احتجازهم، كما لا يتم إبلاغ ذويهم باعتقالهم، إلا بعد فترة طويلة من مكوثهم خلف القضبان.

 

وتابعت الصحيفة، أن محاكمات تجري سنوياً في دولة الاحتلال لا يعلم الجمهور بها، ولا يعلم أحد ما يحصل في المداولات، ومن هم المتهمون، وما هي التهم الموجهة لهم، وأي دفاع يحصلون عليه، وتعقد هذه المحاكمات السرية تحت غطاء أوامر سرية أيضاً.

 

وأضافت الصحيفة أن الجمهور لا يعلم أيضاً من يقف وراء هذه الأوامر السرية، بسبب منع النشر، بادعاء أن كشف أية تفاصيل عن هذه القوانين من الممكن أن يسبب أضراراً للدولة، وفقط عدد قليل من الأشخاص يعلمون بوجود أولئك المعتقلين 'أسرى إكس'.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما توجد نية بفرض السرية على أمر اعتقال مشتبه به، فإنه يجري إحضاره أمام قاض، وعادة ما يتم ذلك داخل منزل القاضي، وليس في قاعة المحكمة، وفي حال تعذر ذلك يتم إحضار الأسير "X" إلى المحكمة في ساعات المساء، عندما لا يكون أحد في قاعة المحكمة، وأحياناً يتم وضع حارس أمام أبواب المحكمة المغلقة، في حين أن وثائق الاعتقال يتم تخزينها في خزينة خاصة.

 

ويحظى الأسير "إكس" بتمثيل قضائي، إلا أنه يتم اختيار محامي دفاع له من بين عدد مقلص جداً من المحامين، ذوي التصنيف الأمني العالي، والذين تمت المصادقة عليهم من قبل جهاز الأمن العام "الشاباك"، والموساد أو المسؤول عن الأمن في ماتسمى وزارة الأمن.

 

ويلزم هؤلاء المحامون بتركيب خزنة خاصة في مكاتبهم، تبقى تحت مراقبة الشاباك، ويتم الاحتفاظ بداخلها بالوثائق القضائية السرية. وفي أحيان كثيرة يمنع المحامون من أخذ الوثائق إلى مكاتبهم، ويطلب منهم مراجعتها في مكاتب النيابة العامة.

 

وعندما يصل ملف سري من هذا النوع إلى المحكمة، لا يتم تسجيله في قائمة المداولات العادية، وهي القائمة التي يستطيع أي مواطن الإطّلاع عليها ومعرفة أية محاكمة تجري وفي أي قاعة، كما لا يصل هذا الملف السري الحساس إلى سكرتاريا الجنائيات العادية، وإنما إلى أحد رؤساء الأقسام في السكرتاريا، والذين لا صلة لهم بالملفات الجنائية العادية.

 

وعلاوة على ذلك، فإن محضر جلسة المحاكمة، والذي يشرف عليه قاض كبير، لا تتم طباعته من قبل موظفة عادية، وإنما من قبل إحدى موظفات مكتب رئيس المحكمة، وتقوم بطباعته على حاسوب متنقل ' لاب توب' غير مرتبط بنظام الحواسيب المركزية للمحكمة.

 

وفي حال تسربت القضية، رغم وسائل الحذر والتكتم، إلى خارج جدران المحكمة، فإن الرقابة العسكرية تبذل جل جهودها من أجل منع النشر عن ذلك في وسائل الإعلام.

 

وتابعت الصحيفة أنه بين الحين والآخر تسمع ادعاءات بأن الأجهزة الأمنية تستغل أوامر منع النشر هذه من أجل إخفاء أشخاص ومنع نشر أية تفاصيل بشأنهم، ولعل أكبر مثال بارز على ذلك هو 'ماركوس كلينبيرغ'، الذي قضى وراء القضبان مدة عشر سنوات تحت اسم مزيف، بدون أن يعلم الجمهور عن 'جريمته ومحاكمته ومكان احتجازه'.

 

أما الإسرائيلي الأول الذي حظي بلقب الأسير 'إكس' فهو، حسب الصحيفة، 'مردخاي كيدار'، عميل المخابرات، الذي اشتبه بأنه قتل رجل الاتصال معه في الأرجنتين، وتم احتجازه في مصنع في 'بيتاح تكفا' بدون أن يعلم أحد بذلك، ونقل لاحقاً إلى سجن الرملة، حيث قبع مدة ستة شهور في الاعتقال الإداري، وكانت قد أشارت تقارير إعلامية إسرائيلية في وقت سابق إلى أن الأسير إكس قضى وراء القضبان ما يقارب سبعة عشر عاماً، بدون أن يعرف أحد هويته الشخصية، في حين أبلغ أفراد عائلته أنه لقي مصرعه في إحدى العمليات.

 

وكذلك عالم الذرة 'مردخاي فعنونو'، الذي تم اختطافه بدون أن يعرف أحد عن ذلك، وفقط بعد 40 يوماً، علم بذلك بعد إحضاره إلى المحكمة لتمديد اعتقاله، عندما عرض كفة يده أمام الكاميرات، وقد كتب عليها أنه تم اختطافه في روما.

 

كما أشارت الصحيفة إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون أسرى 'إكس' قد نفذوا مخالفات أمنية.

 

في كانون الثاني/ يناير من العام 2004، قالت الصحيفة، تم اعتقال 'يشاي فنونو'، بتهمة التورط في محاولة قتل زئيف رونشطاين، ولم يبلغ أحد بأمر اعتقاله، وحصلت الشرطة على أمر بمنع النشر عن الاعتقال، ومن أجل هذا الهدف فقد استخدمت الشرطة البند 36 من قانون الاعتقالات، الذي يتيح للشرطة في حالات خاصة اعتقال شخص دون إبلاغ أي أحد بذلك، لمدة أسبوع، ومنعه من التقاء محامي الدفاع عنه.

 

وكانت الشرطة في البداية أخفت أمر الاعتقال عن أبناء عائلته، وعندما توجهت العائلة للشرطة وأبلغت عن اختفاء فنونو، وجه قسم المفقودين في الشرطة نداء إلى الجمهور لتقديم المساعدة في العثور عليه، بالرغم من أنه كان وراء القضبان في تلك الفترة، وفقط في الثاني عشر من كانون الثاني/ يناير، وبعد ستة أيام من التحقيق، تم إطلاق سراحه من المعتقل.

 

تجدر الإشارة إلى أن عملية الإخفاء والتكتم على الأسرى لم تكن مقصورة على السجناء الإسرائيليين، رغم أن الصحيفة ركزت عليهم دون غيرهم.

 

وتفيد التقارير أن سجن 'عتليت' كان يضم أكثر من (130) أسيراً عربياً وفلسطينياً لا يعلم أحد بوجودهم في السجن، ولا يزورهم أحد.

 

كما أن هناك العديد من الأسرى الفلسطينيين والعرب والذي لا يزال مصيرهم مجهولاً حتى اليوم، ولعل الأسرى عماد زقزوق ومحمد عطية فريج ويحيى سكاف، خير مثال على ذلك.

 

ويؤكد ذوو مفقودين فلسطينيين أن معلومات وردت إليهم بوجود المفقودين في سجون إسرائيلية سرية، لكن عند متابعة ذلك لدى سلطات الاحتلال، تنفي ذلك جملة وتفصيلاً، وتنكر احتجاز هؤلاء المفقودين لديها.