خبر حيلة المحادثة..هآرتس

الساعة 08:24 م|22 يونيو 2010

بقلم: نيفا لنير

إن طلب ايهود باراك الى بنيامين نتنياهو أن يعرض خطة سياسية وأن يضم تسيبي لفني الى الحكومة، يدور مثل دولاب: عشية سفره الى واشنطن، وبين رحلة بحرية وانشاء لجنة تحقيق، وبين زيارات جورج ميتشل ولقاء مع توني بلير، وبين أحداث مهمة مثل انتخاب رئيس للكيرن كييميت وانتخاب رئيس الحرس الشاب في حزب العمل.

        في نهاية الاسبوع الماضي، أبلغ في وسائل الأعلام، وأثيرت مرة أخرى، هذه المرة في "أحاديث خاصة"، لكن بفضل عجل مقربيه، أصبحت في يوم الأحد من نصيب الجميع: "حول باراك يتحدثون عن الحاجة الفورية الى بدء محادثات سرية بين لفني ونتنياهو". كذلك بذل الوزير بنيامين بن اليعيزر السر في "أحاديث مغلقة": "لايهود تأثير سحري في نتنياهو، فهما يجلسان طوال الوقت معا، لكنني أتوقع أكثر من ذلك، وأكثر وأكثر". اليكم الحيلة الدعائية التي حلت محل الحيلة التي تلاشت: الحكايات عن عمق مباحثات السباعية؛ والساعات الخمس أو الست من محادثات التقارب كل يوم. منذ وقت لم يجر الحديث الى هذه الدرجة عن لا شيء.

        ينبغي أن نثقب الحيلة الدعائية الجديدة وهي ما تزال في مهدها. السؤال سهل: "هل تأثير باراك في نتنياهو سحري تقريبا، وكيف لا ينجح باراك الذي يزعم أن مبادرة سياسية عاجلة فقط ستفضي الى خرق الحصار الموجودة فيه اسرائيل في الشهور الاخيرة"، في دفع نتنياهو نحو موقفه؟ لا يرتاب أحد في باراك في أنه يوجد شيء يعتقد باراك أنه لا يقدر عليه. أين اذن المبادرة السياسية العاجلة لحكومة اسرائيل؟ ومتى ستوضع على المائدة؟

        إن أفاعيل حكومة نتنياهو – باراك تغرق في البحر، والعلاقة الحميمة بينهما في احتفال. هناك حيلة التحادث. إن محادثات التقارب مع الفلسطينيين لا تقترب من أي مكان، وهما يتحدثان عن جرأة سياسية. إن "الحصار المدني" لغزة ألغي في الحقيقة لكنه من الواضح للجميع أن قوتنا ستقل من رحلة بحرية الى أخرى.

        وفي هذه الأثناء لا تمتحن حكمة نتنياهو وباراك وقدرتهما على قيادة اجراءات سياسية مبادر اليها، بل قدرتهما على الثبات للضغوط. والنتائج بائسة هنا أيضا. "الحكومات تفعل الشيء الصحيح" – يقتبسون الان من كلام آبا ايبن الارستقراطي – "بعد أن تستنفد جميع الخيارات الاخرى فقط". واستعمل موشيه ديان لغة شعبية بقوله: "الحمار فقط من لا يغير رأيه".

        وهكذا، في شأن غزة، غيرت الحمير رأيها. أيدركون مبلغ سوء وضعنا، هناك وفي أماكن أخرى؟ لا أشك في أن باراك يحسن الفهم لكنه ما زال يلعب دور المحلل السياسي للحكومة ولا يلعب القاطرة.

        لا تستطيع ثلاثة دورات ألعاب كأس العالم متتابعة أن تفيد في الطمس على حقيقة "اجلس ولا تفعل" الاسرائيلية. وكذلك افتراض أن الزمن غير ملح حتى انتخابات مجلس النواب الامريكي في تشرين الثاني، هو افتراض باطل. فمنذ الان لن يعمل في مصلحتنا سوى تفاوض حقيقي مع الفلسطينيين لا الحديث عنه. يعلم باراك ونتنياهو كذلك ويعلمان ماذا يجب عليهما فعله وهو أن يضعا على المائدة ما وضعه باراك في الماضي. وهما يعلمان أيضا أمرين آخرين هما أنه لن يكون لاسرائيل شركاء في التفاوض أفضل من القيادة الفلسطينية الحالية، وامكان ان يضع الرئيس اوباما أمام الجانبين خطة منه لحل النزاع قبل تشرين الثاني، وأنها تستوي في واشنطن أربما ينتظران هذا؟