خبر الأسطول انتصر .. هآرتس

الساعة 10:13 ص|21 يونيو 2010

بقلم: ألوف بن

رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان يمكنه ان يرفع اشارة النصر الكبيرة. فالأسطول التركي الى غزة وان لم يصل الى القطاع وتسعة من الاتراك قتلوا، الا انه حقق هدفه: فقد دفع الى الانهيار الحصار الاسرائيلي على "حماستان". بيان المجلس الوزراي ليوم أمس وضع حدا للأغلاق المدني على غزة، والذي كان فرض قبل ثلاث سنوات، مع سيطرة حماس على القطاع.

العراب الثاني الذي تلقى الحظوة على رفع الاغلاق كان الرئيس الامريكي، براك اوباما. فقد نشر البيت الابيض بيانا رحب فيه بالسياسة الاسرائيلية الجديدة تجاه غزة. ولكنه اوضح بأن اسرائيل "استجابت لدعوة الكثيرين في الاسرة الدولية"، او بلغة اقل دبلوماسية بقليل، خضعت للضغط الذي وصل الى مستوى لا يطاق وفضلت فتح المعابر للبضائع المدنية ومواد البناء، بدلا من ان تتعرض الى الشجب بل واسوأ من ذلك.

على نتنياهو ان يشرح الان لماذا انتظر الى ان علقت اسرائيل في ورطة الاسطول، بدلا من ان يعلن عن التسيهلات قبل بضعة اسابيع. لديه تفسير، يعرضه بالتأكيد امام لجنة تيركل: اسرائيل بدأت في إعادة فحص الاغلاق قبل ان يبحر الاسطول التركي، ونتنياهو أيد منذ البداية السياسة التي أقرت أمس.

نتنياهو قال في النقاش الذي أجري قبل الاسطول انه يجب تغيير نظام الاغلاق، وبدلا من "قائمة ايجابية" لما هو مسموح ادخاله الى غزة – كما هو متبع حتى الان – انتهاج "قائمة سلبية" لما هو محظور. وقدر بأن تقييد ادخال البضائع المدنية والدمى لا يشكل ضغطا على حماس ويؤدي الى تآكل في مصالح اسرائيل، التي هي منع تهريب السلاح والابقاء على تفوق أخلاقي. وكان نتنياهو قدر في حينه بان الاغلاق لا يساعد غلعاد شليت لانه يخلق حالة من عدم التماثل الاخلاقي. حماس يمكنها ان تبرر أسره المتواصل ومنع الزيارات له، بالضائقة التي يلحقها الاغلاق. وتحرير شليت منوط بعناصر اخرى.

ولكن في الحياة لا يكفي ان يكون المرء محقا، او ان يقدر الوضع على نحو سليم. التوقيت هام بقدر لا يقل عن ذلك. القيادة السياسية في اسرائيل لم تسارع الى ان تقرر تغيير السياسة، وبالتأكيد لم تقدر بأن عملية وقف الاسطول ستنتهي بقتل تسعة اتراك. النقاشات دارت بكسل، الاغلاق استمر مثلما كان – والان واضح، حتى للقيادة الاسرائيلية، بان الاسطول التركي سرع القرار بتغيير السياسة.

والان يتوقعون في اسرائيل الاساطيل التالية ويأملون بأن تمنح التسيهلات اسرائيل مظلة دبلوماسية لايقافها. ولكن حتى لو تحقق السيناريو المتفائل، فان الحكومة خسرت النقاط، ونتنياهو بدا مرة اخرى كمن يتخذ القرارات فقط تحت الضغط الكبير وبعد ان يدفع الثمن السياسي.