خبر السياسة: عن الانجازات وعن الاختبارات التي على الطريق .. إسرائيل اليوم

الساعة 10:11 ص|21 يونيو 2010

بقلم: زلمان شوفال

خلافا للمتشائمين في اوساطنا، فان دولة اسرائيل يمكنها ان تسجل لنفسها عدة انجازات هامة في المجال الدبلوماسي. ويدور الحديث عن انجازات تجاهل  الاعلام معظمها، سواء عن عمد ام عن غير وعي.

هكذا مثلا وافقت الادارة الامريكية على صيغة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لفحص أحداث الاسطول الى غزة، وقضت بان "يجب السماح لاسرائيل، مثلما لكل أمة اخرى، التحقيق في الاحداث التي تتعلق بامنها الوطني". لهذه النتيجة التي توصل اليها البيت الابيض مع اسرائيل، سبقت مباحثات مكثفة استندت اساسا الى الصيغة التي اقترحتها اسرائيل. يحتمل، بالطبع، ان واشنطن ايضا غير معنية بتشكيل لجنة عن الامم المتحدة وذلك لان مثل هذه السابقة من شأنها ان تضر في سياقات افغانستان وساحات اخرى. ولكن مجرد الاتفاق مع اسرائيل هو مؤشر على أن واشنطن والقدس اتفقتا فيما بينهما على أن قضية غولدستون لن تتكرر. وبالمناسبة، في المعركة الدولية والعربية من أجل الغاء الاغلاق على غزة تحظى اسرائيل بالتعاون من جانب الولايات المتحدة وهذا ايضا تطور ايجابي.

ومن هنا الى جبهة اخرى: العقوبات على ايران. لن نبحث هنا في القيمة العملية لهذه العقوبات، ولكن لا ريب انها خطوة، وان كانت رمزية وصغيرة، في الاتجاه السليم. حتى اتخاذ القرار لم يكن الجميع واثقين من أن روسيا والصين ستصوت الى جانب مشروع القرار لتشديد العقوبات. وها هي لخيبة أمل ايران وحلفائها، تركيا والبرازيل، وقفتا الى جانب مشروع القرار.

واذا ذكرنا روسيا، فمن المناسب أن نشير الى أن الروس بالتأكيد اوفوا بتعهدهم لرئيس الوزراء ووزير الخارجية الا يزودوا ايران بصواريخ اعتراض جوي كانت ايران طلبت الحصول عليها. وانا على قناعة بانه سيكون من بين القراء من يعجب بان قرار العقوبات دخل الى قائمة الانجازات الاسرائيلية، إذ يجب ان يعزى هذا الانجاز للولايات المتحدة.

هذا صحيح، ولا يوجد، بالطبع، أي نية، للتقليل من الدور الحاسم لواشنطن في هذا السياق – ولكن سواء النجاحات ام الاخفاقات في مجال السياسة الخارجية لا تتحرك بالضرورة فقط من جهة واحدة.

كما أن من يدعي بان الحديث يدور عن حالة "مهمة الاولياء قام بها آخرون" فانه ملزم بان يسأل نفسه اذا كان في الحالة موضع البحث التقسيم بين "الاولياء" و "الاخرين" هو بالفعل واضح جدا. فهل ربما يدور الحديث عن طرفين هما واحد في هذه الحالة؟

وعلى أي حال، ففي كل ما يتعلق بالمواضيع الحرجة الاخرى، فان الاختبار الاساس لا يزال امامنا. التصويت الامريكي في الشهر الماضي في المؤتمر النووي للدول الموقعة على ميثاق منع نشر السلاح النووي (NPT)، والذي وجهت فيه سهام النقد تجاه اسرائيل وحدها، كان بالتأكيد مفاجأة مقلقة من جهتنا.

سيتعين على اسرائيل أن تعمل على الموضوع في الاشهر القريبة القادمة، وفي اللقاء القريب بين الرئيس اوباما ورئيس الوزراء نتنياهو ستكون حاجة لحكمة وكفاءة كبيرتين جدا لتعطيل الضرر الذي سبق ان وقع، ومن شأنه أن يقع، في هذا الموضوع الحساس.

كما أن الموضوع الفلسطيني لم يشطب، بالطبع، عن جدول الاعمال. فمع ان احدا لا يتوقع نتائج حقيقية من "محادثات التقارب" الحالية، الا أنه في شهر ايلول القريب القادم ستقف اسرائيل على ما يبدو امام سيناريوهين محتملين. إما، كما ترغب اسرائيل، ستبدأ مسيرة من المحادثات المباشرة (وهذه لا تؤدي الى أي شيء اذا ما بقي الفلسطينيون على مواقفهم المتطرفة الحالية)، أو ان تقرر ادارة اوباما بانه في ظل غياب احتمال بان يتوصل الطرفان بنفسيهما الى اتفاقات بينهما، فانها ستطرح خطة خاصة بها.

في واشنطن يسود رأيان في هذا السياق. من جهة هناك من يدعي بان على الولايات المتحدة بالفعل أن تحاول فرض خطة خاصة بها. ومن جهة اخرى، هناك من يرد بانه على أي حال لا يوجد أي احتمال في أن تنجح مثل هذه الخطوة، وبالتالي من الافضل عدم الشروع فيها على الاطلاق، وذلك ضمن امور اخرى بسبب الثمن السياسي الباهظ الذي قد تجبيها.

اسرائيل لا يمكنها أن تتعامل بلا مبالاة تجاه أي من هاتين الاحتماليتين، وبشكل خاص ليس للاحتمالية المتعلقة بخطة امريكية مبادر اليها – خطة ينبغي الافتراض بانها ستكون في معظم تفاصيلها اقرب الى المواقف الفلسطينية، بشأن القدس، الحدود والمستوطنات، منها الى مواقف اسرائيل. وعليه، فينبغي لنا أن نستعد.