خبر صباح الخير يا ايهود -هآرتس

الساعة 09:47 ص|20 يونيو 2010

 

صباح الخير يا ايهود -هآرتس

بقلم: يوئيل ماركوس

(المضمون: الطريقة الوحيدة لاخراج اسرائيل عن عزلتها في العالم هي أن تقدم اسرائيل خطة سياسية جريئة للتسوية مع الفلسطينيين والسبيل الى ذلك ضم حزب كاديما الى الحكومة - المصدر).

        لست أعلم بأي ترتيب يبدأ ايهود باراك قراءة الصحيفة، لكن أشك في أنه استطاع ألا يرى أول من أمس في صحيفة "هآرتس" العنوان الذي امتد على خمسة أعمدة، لنبأ بقلم باراك رابيد: "باراك يضغط على نتنياهو: ان خطة سياسية جريئة فقط ستخلص اسرائيل من وضع العزلة". على أية حال، لا شك في أن هذا النبأ حسن صباحه إن لم نقل يومه. لم تحسن اخفاقات الاسابيع الاخيرة لباراك. فقد كان وزير الدفاع صاحب الذكاء الشديد في مركز الانتقاد على اخفاقات وقف الرحلة البحرية، وتدهور العلاقات بتركيا، والتوتر الذي نشأ بينه وبين الجيش الاسرائيلي، وأضيف الى ذلك التهديد الذي قد يذكر في كل واحدة من لجان التحقيق والتقصي، ويشتمل على انتقاد مراقب الدولة الذي لا يضيع أي فرصة لتوجيه صفعة الى شخص رفيع المستوى.

        سيشخص باراك الى الولايات المتحدة في منتصف الاسبوع القادم، وبعد ذلك بأيام سيصل بيبي الى البيت الأبيض. لا أريد أن اشك في أن باراك يعجل سفره ليسلب نتنياهو العرض. فكلاهما يطبخ في القدر نفسها. وليس واضحا أيضا هل يستطيع باراك وهل يريد أن يشغل الدور الذي شغله موشيه ديان في زمانه اذ كان وزير الخارجية في حكومة بيغن، عندما بادر وقاد بتحادث سري الى السلام مع مصر، وأفضى ببيغن الى وضع أزال فيه بالقوة مستوطنات في رفح وانسحب من سيناء حتى آخر مليمتر.

        يقول مراقبون في البلاطين، إن بيبي ينظر باحترام الى باراك وأن هذا هو سر العلاقة الوثيقة بينهما، وعندما يعلن باراك بأن اسرائيل يجب ان تكون القائدة غير المقودة – يكون السؤال ما هو حد الضغط الذي يستطيع استعماله. فهل هو قادر على المخاطرة التي تجعله يخسر حقيبة الأمن الغالية عليه جدا؟ لو كان ضغط على بيبي بنفس التصميم الذي استعمله من أجل تعيين شلوم سمحون رئيسا للكيرن كييميت – لصدقته، كما يقول نشيط في حزب العمل. لكن رابيد يرى أن باراك لم يوجه انذارا ولم يهدد بالاستقالة من الحكومة، كل ما يقوله هو بمنزلية نصيحة وزارية وهو أن اسرائيل يجب ان تكون قائدة لا مقودة.

        يعتقد مقرب أن باراك يقول إنه يدحرج أفكارا جديدة في امريكا وينشىء حلولا لا مشكلات: فهو يفحص هل يمكن اخراج سورية من محور الشر، وهل يمكن فصل ايران عن حزب الله واعادة العلاقات بتركيا الى ما كانت عليه. "لا يمكن العيش في فيلا في الغالبة"، يقتبس يديد قول باراك هذا. على أية حال، لا يحل أن تكون اسرائيل في وضع عجوز أجازها عشرون رجلا الطريق – لا لأنها كان يصعب السير عليها بل لأنها رفضت اجتياز الطريق.

        اذا كان باراك جديا في شأن الخطة السياسية الجريئة، فعنده امكانان: أن يعتزل الحكومة مع العمل وأن يخسر الحقيبة الوزارية التي يحبها، أو أن يبادر الى ضم كاديما للحكومة والاحتفاظ بحقيبة الأمن. لا تبدو تسيبي لفني رافضة لذلك. فهي تقول إن باراك محق في شأن المبادرة الجريئة لكنه لا يزال يمكث في الحكومة. لو تم احباط الرحلة الى غزة وفي الخلفية خطة سلمية لاختلف الرد العالمي. "عندما لا تعمل اسرائيل بحسب خطة، تصبغ كل عملية صغيرة بحسب صورتها. لم يختر العالم الى اين تقود اسرائيل، وكذلك كل حادثة تصبح عينية"، تقول لفني.

        عندما يذكر باراك أن الوضع سيكون أسوأ، فهو على حق، تقول لفني، لان الفرق بين التصميم على العمل وعدم العمل هو فرق عظيم. والطريقة الوحيدة لتغيير الوضع هي الانتقال الى ملعب آخر. وكانت تركيا تسلك سلوكا مختلفا، ولم نكن لنتدهور الى وضع تجمع فيه حماس الشرعية في حين تخسرها اسرائيل. وصلنا الى نقطة لا تستطيع فيها الدولة الدفاع عن نفسها من غير أن تعتبر مهددة لمحيطها. السؤال هو هل يدرك بيبي مبلغ سوء وضعنا وكم هي ضرورية خطة ما تخرجنا من الأزمة. إن الطموح الى البقاء في رئاسة الحكومة ليس حلا لشيء. إن النقطة الوحيدة التي يستطيع باراك ان يستعمل فيها تأثيره هي التهديد بأن يستقيل العمل من الحكومة ويترك بيبي مع شاس وليبرمان ومع خطر التدهور الذي سيفقد بيبي في آخره رئاسة الحكومة للمرة الثانية والأخيرة ويخلف دولة ينفيها العالم.

        حصل باراك على عنوان جيد في صحيفة "هآرتس"، لكن برغم الخطة الجريئة التي تحدث عنها قبل بضعة أشهر ولم يفعل شيئا، تدهورنا الى نقطة قربنا فيها من حل يفرض علينا، قربا شديدا. توجد طريقة واحدة فقط لوقف التدهور وهي ضم كاديما الى حكومة واسعة تؤدي عملها. حكومة تحقق خطة دولتين للشعبين، وتنزل جميع البرص والمجذومين في العالم عن ظهرنا.