خبر داخلية غزة تفاجأت ببعض الأشخاص يسلمون أنفسهم لها بعد اعترافهم بالعمالة

الساعة 06:17 ص|20 يونيو 2010

داخلية غزة تفاجأت ببعض الأشخاص يسلمون أنفسهم لها بعد اعترافهم بالعمالة

فلسطين اليوم-غزة

أكد الدكتور أنور البرعاوي، مسؤول الحملة الوطنية لمواجهة التخابر، أن الحكومة أطلقت الحملة من باب بدء الحرب على الإسرائيليين الذين استباحوا دماء الأطفال والنساء في فلسطين، ووصف التعاون مع الاحتلال بالخيانة العظمى، منوهاً إلى أن العملاء ساعدوا الاحتلال كثيرا في حروبه السابقة.

ونوه إلى أنهم حصلوا على اعترافات من كبار العملاء تؤكد قيامهم بتقديم معلومات إلى الاحتلال أدت إلى سفك دماء مدنيين وأبرياء في قطاع غزة.

وشدد البرعاوي على أن تكنولوجيا المحتل لا يمكن لها أن تقوم بشيء على الأرض لولا تزويدها بمعلومات دقيقة وحساسة من العملاء، مستشهدا بقول أحد جنرالات الاحتلال بأنه "لولا العملاء لما استطاع جيشنا تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف عند خصمنا".

ولفت إلى أن الخطوات التي قامت وستقوم بها الحملة تتقاطع مع مصالح الشعب الفلسطيني الذي يتطلع إلى مجتمع مترابط متماسك خالٍ من العملاء والمندسين بينه، ونوه إلى أن أعداد العملاء في قطاع غزة ليست بالأعداد الخيالية، مؤكداً قدرة الحكومة بغزة على مواجهة هذه الظاهرة والقضاء عليها نهائياً، حيث ستقوم بخطوات جديدة مكملة لخطواتها السابقة، التي كان من بينها فتح باب التوبة للعملاء قبل إلقاء الأجهزة الأمنية القبض عليهم.

وحذر جميع العملاء والخونة من أنهم لن يفلتوا من العقاب، وطالبهم بالاستفادة من دروس سابقيهم الذين كشفهم الاحتلال بعد أن أخذ منهم المعلومات، أو الذين وصل بهم الحال إلى الإعدام.

وقال مصدر أمني إن هذا الأسلوب نجح في زمن قياسي في دفع الكثير من العملاء لتسليم أنفسهم إلى الأجهزة الأمنية التي تقوم بتحويلهم إلى جهاز "الأمن الداخلي" الذي يتولى بشكل خاص معالجة ملف العملاء.

واعتبر المصدر ذاته أن وتيرة تسليم العملاء أنفسهم تتم بشكل غير مسبوق لثلاثة أسباب، أهمها نجاح جهاز "الأمن الداخلي" في الكشف عن الكثير من العملاء، لاسيما أولئك الذين لا تدور حولهم في الغالب الشبهات، إضافة إلى تنفيذ أحكام الإعدام في حق الأشخاص الذين أدانتهم المحاكم المختصة بالتخابر والتسبب في قتل مقاومين بناء على تعليمات المخابرات الإسرائيلية الداخلية (الشاباك)، والتأكيد على أنه سيتم تنفيذ كل أحكام الإعدام التي أصدرتها المحاكم في حق العملاء.

وأكد المصدر ذاته أن الأجهزة الأمنية في غزة فوجئت ببعض الأشخاص يسلمون أنفسهم لها بعد اعترافهم بالعمالة، على الرغم من أنه لم يسجل عليهم أي شبهات أمنية، مشيرا إلى أن بعضهم يسلمون أنفسهم بشكل مباشر، وبعضهم يتوجهون إلى الوجهاء أو ممثلي الفصائل لتسليمهم إلى "الأمن الداخلي".

ورفض المصدر الكشف عن عدد العملاء الذين قاموا بتسليم أنفسهم، لكنه أكد أن هذا العدد آخذ في الازدياد، مشيراً إلى أنه من خلال التحقيق مع بعض العملاء الذين سلموا أنفسهم فإن ضباط "الشاباك" يمارسون ضغوطاً كبيرة على العملاء لعدم تسليم أنفسهم ويطمئنونهم بأنهم غير مكشوفين، وأن "الشاباك" يحرص على ضمان سلامتهم.

ورغم أنه من الصعب التحقق من مصداقية البيانات الصادرة عن وزارة الداخلية بالحكومة ، فإن ما نسبته وسائل الإعلام الإسرائيلية مؤخراً لمصادر في جهاز "الشاباك" الذي يتولى بشكل رئيس مهمة تجنيد وتشغيل العملاء في قطاع غزة والضفة الغربية يؤكد أن أعدادا كبيرة من الفلسطينيين الذين يتعاونون معه تم الكشف عنهم، ما شكل ضربة للجهد الاستخباري الإسرائيلي.

من ناحية ثانية، أكدت مصادر في "الداخلية" أنها لاحظت مؤخراً أن "الشاباك" يقوم بتوظيف وسائل جديدة في محاولاته لإسقاط الشباب الفلسطينيين في براثن العمالة، مثل الاستدراج عبر المواقع الاجتماعية على شبكة الإنترنت، وتحديدا "فيس بوك" و"تويتر"، وأنها ألقت القبض على عدد من العملاء اعترفوا أنه تم تجنيدهم من خلال تصفح هذه المواقع.

ونشرت الوزارة على موقعها على شبكة الإنترنت تطمينات للعملاء أكدت فيها أنها تحرص على أن تتم عملية تسليم العملاء بالسرية واحترام الخصوصية، مشيرة إلى أن هذه أول مرة يفتح فيها المجال لاستيعاب من ابتزته المخابرات الإسرائيلية.

من جهته، أكد منذر الغماري، مدير أوقاف غزة، أن القطاع يعتبر من المناطق المستهدفة من الاحتلال الذي يهدف إلى تدمير شباب وساكني هذه البقعة الضيقة، مشدداً على أن ظاهرة التخابر مع الاحتلال تشكل خطراً كبيراً على أهالي القطاع.

وأوضح أن الحكومة المقالة بدأت فعلياً بخطوات وصفها بالحكيمة لمحاربة هذه الظاهرة التي يسعى الاحتلال بكل ما يملك إلى نشرها بين أبناء الشعب الفلسطيني.