خبر مصر ترحب بأي مقترحات تخدم المصالحة الفلسطينية

الساعة 05:09 ص|19 يونيو 2010

مصر ترحب بأي مقترحات تخدم المصالحة الفلسطينية

فلسطين اليوم- غزة

  أكد مصدر مصري موثوق به عدم تراجع بلاده عن موقفها المتمسك بعدم فتح وثيقة المصالحة قبل التوقيع عليها، مؤكداً ترحيب مصر بأي جهد يصب في دعم المصالحة، وقال: «ليس لدينا تحفظ على جهد، ولا نمانع في ذلك».

 

وعما يتردد عن تفاهمات فلسطينية - فلسطينية تعالج ملاحظات حركة «حماس» على وثيقة المصالحة، قال: «نرحب بذلك، لكن لم نستشر في هذا الأمر أيضاً»، مضيفاً أن ذلك يعني أن هناك «طرفاً سيملي إرادته على طرف آخر». وتساءل مشككاً: «هل ستقبل حركة فتح وثيقة المصالحة التي وقعتها على رغم أنها كانت لديها تحفظات عليها؟». ورأى أن فتح وثيقة المصالحة يعني العودة إلى نقطة الصفر وإضاعة الجهد الذي بذل طيلة سنتين من أجل التوصل إلى صياغتها.

 

وأكد حرص مصر على وثيقة المصالحة التي صيغت بإرادة مصرية خالصة وبالتوفيق بين كل الفصائل الفلسطينية وبتوافق مع الرئيس محمود عباس (أبو مازن). وقال: «لا نريد أن نفسدها»، داعياً إلى «ضرورة تحرك كل الفصائل نحو المصالحة التي أصبحت أمراً ملحاً للغاية»، وإلى استغلال الأجواء التي ترتبت على الأحداث التي وقعت لـ «أسطول الحرية» لكسر الحصار عن غزة. واعتبر ان «الأجواء الآن ممهدة لتحقيق ذلك الإنجاز، نريد إنهاء الانقسام في إطار ما تم التوافق عليه»، وقال: «هذا لن يتم إلا بتنفيذ ثلاث نقاط، أولاً التوقيع، وهي المرحلة الأولى التي لم ننجزها بعد، وثانياً بلورة آليات للتنفيذ، ويتم خلال هذه المرحلة بحث كل ملاحظات كل طرف من أجل ايجاد مخرج لها»، مضيفاً: «مصر ستأخذ بملاحظات كل طرف بما فيها كل الفصائل». أما المرحلة الثالثة، فقال انها «التنفيذ»، موضحاً أنه «حينئذ ستتوجه لجنة برئاسة مصرية وبمشاركة الجامعة العربية لمتابعة التنفيذ على الأرض ولتذليل العقبات وكل المشاكل في إطار عملي وواقعي طبقاً لما تنص عليه الوثيقة».

 

ورأى المصدر أن الأجواء مهيئة الآن تماماً لإنجاز هذه المصالحة، وقال: «هيا لننجز المرحلة الأولى وهي التوقيع، فهناك تحديان الآن على الساحة الفلسطينية بالإضافة إلى المسار السياسي، هما المصالحة ورفع الحصار عن قطاع غزة». وأضاف ان مصر تهدف إلى رفع الحصار كلياً عن غزة، مضيفاً: «الكل يتحدث عن رفع الحصار، لكن السؤال هو ما موقف إسرائيل؟»، معرباً عن مخاوفه من تقنين اسرائيل للحصار.

 

وعما يتردد عن وجود «فيتو» أميركي وإسرائيلي على المصالحة، قال: «لا يوجد فيتو أميركي وإسرائيلي»، مشدداً على أن «إرادة الشعب التي تقرر انهاء الانقسام، ستواجه أي فيتو، سواء أميركي أو غيره». ورأى أن «الفيتو الحقيقي هو فيتو حماس وفيتو بعض الفصائل الفلسطينية وجهات أخرى» لم يسمها، مشدداً على ضرورة أن تتوافر أولاً الإرادة السياسية والنيات الصادقة»، وقال: «علينا أن نعيد ترتيب أولوياتنا، والأولوية الآن قطعاً وبلا شك لإنهاء الانقسام».

 

ولفت المصدر إلى أنه عندما جاء رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل إلى القاهرة في أيلول (سبتمبر) الماضي «توافقنا معه على انجاز المصالحة والتوقيع على الوثيقة، وتم تحديد تاريخ 25 تشرين الأول (اكتوبر) تاريخاً للتوقيع، لكن الذي حدث أن حماس هي التي تراجعت، ومصر لا تتحمل مسؤولية الطرف الذي غيّر موقفه». ولفت إلى أنه في ذلك الوقت وفي تاريخ 12 تشرين الاول الماضي، اتصل الأميركيون بالرئيس عباس وأبلغوه أنه اذا وقع وثيقة المصالحة سيقطعون عن السلطة كل المساعدات، لكنه لم ينصع لمثل هذه التحذيرات، وأصر على التوقيع وأرسل عزام الأحمد في 15 من الشهر نفسه إلى القاهرة ممثلاً عن فتح ووقع الوثيقة».

 

- الحياة اللندنية