خبر فورين بوليسي: تعاون النظامين المصري والسعودي مع الولايات المتحدة أفقدهما الشرعية

الساعة 04:00 م|18 يونيو 2010

فورين بوليسي: تعاون النظامين المصري والسعودي مع الولايات المتحدة أفقدهما الشرعية

فلسطين اليوم – وكالات

  يعتبر فشل سياسات إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في التعامل مع منطقة الشرق الأوسط ليس في كونها لا تتعامل بحزم كاف لإيقاف الراديكاليين وتقوية المعتدلين، بل لأنها لم تجر تغييرات كافية في سياسة التعامل مع قضايا الشرق الأوسط، حيث إنها ظلت متمسكة بسياسات الإدارة السابقة.

وفي هذا السياق فندت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية مقالا لإليوت أبرامز، مستشار إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش لشؤون الشرق الأوسط، والذي قال فيه إن الرئيس أوباما ضعيف، وإن العرب لا يحترمون سوى القوة، وإن الأتراك أصبحوا عدوا إسلاميا راديكاليا، إضافة إلى نحيبه على فراغ المركز العربي السياسي.

 

وأشارت المجلة إلى أن التعاون الأمريكي مع دولتي المركز العربي المتمثلتين في مصر والمملكة السعودية ساهم كثيرا في نزع شرعية أنظمتهما ودفعهما إلى ممارسة المزيد من القمع تجاه شعوبهما، في ظل العداء المتفشي والمتعمق تجاه تلك السياسيات بين كثير من الشعوب العربية.

 

وأوضحت المجلة أن أبرامز ركز على أن تقدم عمر الرئيس حسني مبارك وسعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، جعلهما غير قادرين على حشد نفس قدرات الإقناع كما اعتادا فيما مضى، وعليه رجح أبرامز أن وزير الخارجية القطري الأصغر نسبيا في العمر، وأيضا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو، يمكنهما قيادة المنطقة.

 

وأكدت المجلة أن تقدم أعمار قادة مصر والسعودية لا يعتبر السبب الوحيد وراء افتقادهما للتأثير القوي، حيث إنها أرجعت السبب أيضا إلى انعدام عميق في شعبيتهما، جراء اعتماد السياسات التي دفعت بها الولايات المتحدة إلى البلدين.

 

وأشارت المجلة إلى أن الحقيقة التي نادرا ما ألمح إليها أبرامز هي أن السياسات التي سعى إلى ترسيخها المحافظون الجدد لمساندة الأهداف الأمريكية قد ساهمت بعمق في انعدام شعبية تلك الأنظمة، موضحة أن المركز العربي أصبح فارغا في جزء كبير منه بسبب دوره في تلك السياسات.

 

كما لفتت إلى أن رؤية أبرامز إلى دور كل من قطر وتركيا يعتبر شاذا، حيث يمكن اعتبار أن قطر ماهرة دبلوماسيا، غير أن قدرتها في نشر ثروتها يجعل الآخرين مائلين إلى تقدير تلك المهارة، بينما القادة الأتراك يبدون كثيرا من النشاط، في الوقت الذي يحكمهم فيه جيش قوي واقتصاد نامٍ وعضوية في حلف شمال الأطلنطي "الناتو".

 

وختاما، تابعت المجلة أنه ليس من سبيل المصادفة أن تصبح أكثر قوتين نشاطا وحيوية في المنطقة اليوم هما قطر وتركيا، اللتان بذلتا النفيس والغالي للابتعاد عن استقطاب إدارة بوش، مضيفة أن كلاهما حاولا أداء دور الجسر بين الانقسامات الإقليمية، فضلا عن توطيد روابطهما في المنطقة لاستقطاب توجهات السياسة الإقليمية.