خبر ينشغلون بالهراء..يديعوت

الساعة 11:32 ص|18 يونيو 2010

بقلم: سيفر بلوتسكر

        عفوا عن اللامبالاة التي لا تطاق، ولكن لا يعنيني ما يحصل في عمانويل. جلبة الرب، بمعنى الكلمة الحرفي، التي قامت حول المدرسة في مدينة تنتمي من ناحيتي الى عالم آخر، وليس لدولة اسرائيل 2010. 

        بلادي تقف امام تهديدات لم يسبق أن تعرضت لها على الاقل منذ سنوات جيل: تهديد نووي من ايران، تهديد صاروخي من لبنان ومن غزة وتهديد اقتصادي – اجتماعي في شكل فوارق اجتماعية، فقر وتدهور في مستوى التعليم العالي. كل هذه تقض مضاجعي. ولكن ما العمل وأنا لا استطيع ان اشعر بالصدمة من أن بعض التلميذات الاصوليات، اهاليهن يصفوهن بانهن "شرقيات"، لن يتعلمن او نعم سيتعلمن في صف واحد مع تلميذات اصوليات اهاليهن يصفونهن بانهن "اشكنازيات"

        التقسيم السخيف بين "شرقيين" و "اشكنازيين" يوجد اليوم اساسا في هامش المجتمع الاصولي، وهناك ايضا أخذ يختفي بالتدريج. خسارة جدا أن المحكمة العليا تدخلت في الخلاف بين فصائل في العالم الحسيدي، فيما تمتشق من سباتها حربة الحرب ضد التمييز العنصري. لا تشوشوا لنا العقول، ايها القضاة المحترمون: هذه ليست عنصرية (ما هو موضوع العنصر هنا؟) بالضبط مثلما هو قراركم ليس "دعوة للابادة" كما يدعي الاصوليون (ما هو موضوع الابادة هنا؟).

        هناك من يقول ان هذا تمرد الاصوليين ضد سلطة القانون باسم سلطة الشريعة. أحقا. اسرائيل 2010 هي دولة علمانية صرفة، والاقلية الاصولية فيها تجتاز مسيرة هادئة ولكن عميقة من الاسرلة والتكيف مع الحياة الحديثة. رد الفعل غير المتوازن من بعض الساحات الحسيدية على تعليمات المحكمة بدمج الصفين يدل اكثر من أي شيء آخر على قوة تلك الثورة الهادئة في الشارع الحريدي – الاصولي. الثورة التي تغير هناك انظمة الحياة وانظمة الاولويات، ونهايتها انخراط الاصوليين الشباب في قوة العمل.

        وعليه، فدعوا قوى الاقتصاد تفعل فعلها. ليس هاما حقا من تتعلم في أي صف في المدارس في عمانويل او في أي بلدة اخرى. مهم ما يتعلمونه في هذه الصفوف. هل التعليم (معا او كل على حده) سيعد التلميذات الاصوليات لسوق العمل الاسرائيلي؟ هل سيمنحهن صندوق الادوات اللازم كي يدخلن الى المجتمع العامل؟ هذه هي الاسئلة التي الاجابات عليها ستؤثر على مستقبل اسرائيل – وعلى مستقبل الطائفة الاصولية.

        أذكر عهد دخول اريه درعي الى السجن، في خيمة ("زئير اريه – الاسد") التي اقيمت في الساحة امام السجن، في المظاهرات من أجل براءته والاقوال بان هذا حدث تأسيسي في المجتمع الاسرائيلي. بعد اسبوعين من ذلك، حين اندلعت الانتفاضة الاولى والباصات الاولى تفجرت، تفككت الخيمة وافرغت الساحة. وتبين للاسرائيليين من كل "العناصر – الاجناس" من جديد ما هو المهم وما هو غير المهم لوجودنا هنا كشعب وكدولة. وعاد نظام الاولويات الى سابق عهده.

        اذا كان بعد كذا وكذا سنين سيسأل ابناؤنا واحفادنا اين كنا حين اعد احمدي نجاد القنبلة، حين احتفلت حماس بنصرها، حين قاطع فنانو العالم وكتابه اسرائيل وشككوا بشرعيتها، سيكون بوسعنا أن نجيبهم بتلعثم: كنا منشغلين حتى ما فوق رؤوسنا بالدراما الوطنية المصيرية لدزينة من التلميذات من عمانويل. وببعض الهراء الاخر.