خبر كفى للتعليم العنصري..هآرتس

الساعة 11:30 ص|18 يونيو 2010

بقلم: سافي ريخلبسكي

للسائر في مظاهرات الاصوليين في القدس واساسا في بني براك برز خط تكرر في الاحاديث مع الجمهور وفي خطابات الحاخامين. نحن في "إثر المسيح"، قبل لحظة من ظهور المسيح. وما ندد به في الماضي كمسيحانية غريبة – صهيونية أصبح أمرا مسلما به. وكدليل على عهد المسيح، الى جانب ازدهار المدارس الدينية الهائل، يأتي الكشف الاصعب، كشف العمالقة الذين يتخفون في صورة يهود – ولهذا فان العلمانيين يكرهون الاصوليين اكثر مما كرهوا كل الاغيار. لا صدفة هنا. احد ما بنى هذا الاحساس بعهد المسيح.

        الدخول البطيء لمحكمة العدل العليا، احيانا في ظل انتظار عقد من الزمان، الى الجنون في علاقات الدين والدولة، لا ينبع من رغبة الدولة  بل من اهمالها المتطرف. والاخطر من ذلك، فان الجهاز ذا الحكم الذاتي، العنصري والمسيحاني الذي يهدد بابتلاع اسرائيل بأسرها ليس فقط نما تحت رعاية الدولة وبتمويلها، بل انه بأسره خلق الدولة العلمانية الضعيفة.

        في العالم الارثوذكسي لا يوجد كبير مثل الرمبام. قراره واضح وقاطع، والذي يعني انه اذا كان الايمان الارثوذكسي هو الحقيقة، فان من يصل ممن يقرأوه الى الجحيم سيجدونه مليئا بالاصوليين.

        صحيح أن صاحب السلطة قلص بعض الشيء هذا الحظر الذي فرضه الرمبام وسمح للحاخامين بان يرتزقوا بعملهم، إذ أن الرمبام حظر هذا ايضا. ولكن جمهورا كاملا هكذا سيعيش، لن يكون موجودا الا في عهد المسيح – الى أن جاء العلمانيون في اسرائيل وخلقوا العالم المعكوس هذا.

        محكمة العدل العليا مطالبة الان بالتصدي لمسألة تعليم المواضيع الاساسية في جهاز التعليم الديني. وقرار المحكمة يفترض أن يتخذ في 10 ثوان وليس في  10 سنين. ولكن هذا لا يكفي. الدولة لا يفترض بها أن تمول، ولو بشيكل واحد، أي جهاز يقوم على اساس العنصرية والعداء للديمقراطية وبالتأكيد ليس جهاز التعليم. تمويل التعليم ليس حقا وليس مكتسبا. للدولة واجب مطلق في ان تقدم لشبابها اساسا من التفكير النقدي، جوابا على حبهم للاستطلاع الطبيعي والمفهوم، اساسا قيميا. واضح أنه لا يجب دعم جهاز يطبق أي فصل عنصري. لا فصل طائفي، لا فصل بين البنين والبنات، لا فصل لا يسمح للعلمانيين (او حتى لمن يوجد علمانيون في بيته) بان يعلموا.

        كل جهاز اسرائيلي، وبالتأكيد جهاز التعليم يجب أن يكون ضمن تعهد "وثيقة الاستقلال" – "دون فارق في الدين، العرق والجنس". واضح أن جهازا يعيش في تناقض مع ذلك ويروج لابنائه بان هناك فارقا جوهريا ونوعيا بين النساء والرجال، بين اليهود وغير اليهود، لا يمكنه ان يتلقى من دولته حتى أغورة. أقوال الحاخام كوك – الذي قضى بالفارق بين اليهودي وغيره، اكبر بلا قياس من الفارق بين الغير والبهيمة؛ بين الغير والبهيمة الفارق كمي ما، اما بين اليهود والغير فالفارق نوعي لا نهاية له – لا يمكنها ان توجد في أي جهاز جماهيري. وها هو في اسرائيل الحاخام كوك "المعتدل" هو الاساس للتعليم الرسمي – الديني. في التعليم "الحريدي" يبتعدون عن ذلك مسافة أبعد.

        بالتأكيد من الافضل ان يكون تنوع في التعليم، وان يكون الاهالي بوسعهم ان يوفروا لانفسهم تأثيرا على اساليب التعليم. التنوع افضل من الانسجام، ويمكن فحص اساليب تعليم ديمقراطية وحتى التعليم الفني ولكن التنوع يجب أن يستند الى ذات المنظومة القيمية التي بدونها لا وجود للمجتمع الحديث. المساواة بين البشر؛ الابتعاد عن المفاهيم الجاهزة وبالتأكيد عن العنصرية المعلنة والتمييز العرقي؛ اعطاء مكان غير مراتبي للابداعات الانسانية الشابة؛ وتشجيع حب الاستطلاع العلمي والنقدي، هي كتلبية لطبيعة الابناء ام كسبيل للتقدم الاجتماعي.

        ادعاء الاهالي الذين باسم ايمانهم مسموح الشذوذ، بل وبشكل مطلق، عن هذا المسلم به، وبان على الدولة ان تمول بشكل كامل هذا الجنون، غير جدير بالتعقيب الذي ليس فيه فحصا للقوى العقلية. دولة معظم تلاميذها في الصف الاول، ممن يعتبرون يهودا، يحصلون على تعليم الزامي كهذا، تفقد حق الوجود. مشاهد امس هي مجرد المؤشر.