خبر اقتراحات « حماس » للقاهرة: الإقرار بملاحظاتها ثم التوقيع

الساعة 06:36 ص|18 يونيو 2010

فلسطين اليوم-غزة

كشفت مصادر سياسية مطلعة في قطاع غزة عن فحوى الاقتراحات التي قدمتها "حماس" إلى مصر من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني والتوقيع على الورقة الـمصرية.

وأكدت هذه الـمصادر لصحيفة "الأيام" المحلية أن اقتراحات "حماس" تشمل أولاً الإقرار بملاحظاتها باعتبارها ملاحظات جرى التوافق عليها في الحوارات الثنائية والشاملة بين الفصائل، مضيفة: إن الاقتراحات تشمل كذلك أن يتم بعد الخطوة الأولى توقيع حماس على الورقة الـمصرية، على أن تتبعها جلسة حوارات حول ملاحظات حماس فقط، وليس ملاحظات كافة الفصائل، خشية أن تتم العودة إلى نقطة الصفر في الحوارات.

وقالت الـمصادر: إن تطبيق الورقة سيكون مرهوناً بمدى فهم ملاحظات حماس، لافتة إلى أن الرعاية للاتفاق وتطبيقه ستكون عربية ومصرية.

وتشير الـمصادر نفسها إلى أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى حمل اقتراحات حماس إلى مصر، وتواصل بعدها موسى مرتين مع قيادة حماس كانت إحداهما قبل لقائه الرئيس محمود عباس.

من جانبه، كشف الدكتور ياسر الوادية، رئيس تجمع الشخصيات الفلسطينية الـمستقلة، عما أسماه

اقتراحات "حماس"

"الترتيبات الـمتعلقة بخطوات تحقيق الـمصالحة"، وقال في تصريحات صحافية مكتوبة من القاهرة: إن هناك ثلاث خطوات وعناوين رئيسة، تشمل توقيع الأطراف الفلسطينية على الورقة الـمصرية باعتبارها ورقة توافقية تشكل انطلاقة فلسطينية حقيقية نحو التوافق وإعادة اللحمة لشطرى الوطن، على أن يتم بعدها وضع آليات عملية لبنود الوثيقة الـمصرية بالتوافق بين كل الأطراف.

وأوضح الوادية: أن هذه الـمحطات الأساسية لتحقيق الـمصالحة تتيح تحقيق مصالحة قوية قادرة على تجاوز أية تحفظات لدى جميع الأطراف، لافتاً إلى أن الجانب الـمصري الراعي للـمصالحة يسعى إلى ترتيب كل ذلك وفق آليات توافقية بين كل الأطراف.

وكان الوادية اجتمع مع الـمسؤولين الـمصريين بالقاهرة لبحث ملف الـمصالحة الداخلية وكيفية كسر حالة الجمود التي طرأت على هذا الـملف، ووضعهم في صورة الجهود التي تبذل من قبل تجمع الشخصيات الـمستقلة باتجاه الـمصالحة الداخلية سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية وتشكيل لجان الـمصالحة الشعبية التي تلتقي بالعائلات الـمتضررة من جراء حالة الانقسام.

وأشار الوادية إلى أن الأجواء الحالية أفضل للبدء بالـمصالحة في ظل وجود زخم عربي ودولي كبير تجاه القضية الفلسطينية، موضحاً مدى الخطر الذي تمارسه إسرائيل ضد الـمقدسات والأقصى واستمرار الاستيطان وتكريس واقع الحصار على قطاع غزة من قبل دولة الاحتلال.

وثمّن دور مصر في دعم الشعب الفلسطيني وحرصها على معالجة الـملفات العالقة على الصعيد الداخلي الفلسطيني.

وكانت مصادر مختلفة قالت: إن تقارباً كبيراً طرأ على الجهود الـمبذولة لحل الخلاف القائم بين كل من مصر وحركة فتح من جهة، وحركة حماس من جهة ثانية بشأن التوقيع على الورقة الـمصرية.

وأشارت إلى أن القاهرة باتت تقبل من ناحية مبدئية الاقتراح الذي قدمته مجموعة من الشخصيات الفلسطينية الـمستقلة، وينص على أن تقوم حركة حماس بالتوقيع على الورقة الـمصرية كما هي، على أن يتم إرفاق كل ملاحظاتها على الورقة في وثيقة مستقلة.

إلى ذلك، التقى صالح زيدان، عضو الـمكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مع وفد القيادة الـمصرية بحضور اللواء محمد إبراهيم والعميد وائل الصفتي في العاصمة الـمصرية القاهرة.

وأكد زيدان أهمية تحديد اتجاه البوصلة خاصة بعد زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية، والعمل على استمرار الجهود الـمصرية لإنهاء الانقسام، والبحث عن حلول للقضايا الـمختلف عليها فلسطينياً إلى ما بعد التوقيع على الورقة الـمصرية للـمصالحة.

وشدد زيدان على أن فك الحصار عن قطاع غزة بشكل نهائي ضرورة قومية، معتبراً أن دور مصر بالتنسيق مع النظام العربي الرسمي كفيل بإنهائه كلياً.

وأشار إلى أن توافق الحكومة الإسرائيلية مع الإدارة الأميركية على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بدلاً من لجنة تحقيق دولية هو هروب من قبل حكومة نتنياهو من الـمساءلة والـمحاسبة على ممارساتها الإرهابية ضد الـمتضامنين الدوليين في أعالي البحار.

وطالب بدور عربي فاعل لدعم حقوق الشعب الفلسطيني والعمل على كسر الحصار وإعادة إعمار قطاع غزة.

ونقل زيدان عن القيادة الـمصرية تأكيدها أن إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية يكون بالتوقيع على الورقة الـمصرية للـمصالحة، وذلك لـمجابهة كافة أشكال العدوان بما فيها الاستيطان والتهويد والحصار.

وأضاف: إن القيادة الـمصرية أشارت إلى أن فك الحصار دون مصالحة فلسطينية لن يكون مجدياً، كما أكدت أن جهود مصر متواصلة من أجل إنهاء الانقسام باعتباره الـمدخل لإنهاء الحصار كلياً، وشددت على أن معبر رفح سيبقى مفتوحاً أمام حركة الـمسافرين والـمساعدات الإنسانية والطبية خلال الـمرحلة الحالية، للتخفيف من معاناة الـمواطنين.