خبر العمر أم المناورة.. معاريف

الساعة 09:55 ص|17 يونيو 2010

العمر أم المناورة.. معاريف

بقلم: روبيك روزنتال

مسألة عمر أعضاء لجنة التحقيق لاحداث الاسطول أصبحت لب النقاش العام في المسألة. وجود هذه اللجنة يطرح أسئلة هامة أكثر بكثير، مثل صلاحياتها، المواضيع التي ستبحث فيها، واذا كان احد ما خارج دولة اسرائيل سيتعاطى معها بجدية – إذ أنها تشكلت كي تستجيب لضغط دولي وليس انطلاقا من حاجة اسرائيلية داخلية ملحة. ولكن حتى لو تركنا هذه المسائل، لا تزال هناك مسألة العمر. السلامة السياسية تفترض عدم التعاطي مع الناس حسب عمرهم، بل حسب قدرتهم وتجربتهم. ومع ذلك يوجد عدم توازن واضح في مسألة العمر في تركيبة اللجنة، مما يعزز الادعاء بان الحكومة معنية بلجنة عديمة القوة.

ما هي فضائل ونواقص العمر المتقدم في المنظومات العامة؟ الفضائل الواضحة هي التجربة الطويلة والمعرفة المتراكمة الكثيرة في المجالات التي عمل فيها الشخص. فضيلة اخرى هي المكانة السامية للانسان الكبير في السن. تجدر الاشارة هنا الى أنه بشكل عام تضم لجان التحقيق أناس كبار في السن، وذلك لانهم بشكل عام ليسوا جزءا من المنظومات العاملة التي يتعين عليهم ان يحققوا معها بل ولا تقلقهم شؤون اخرى، وعليه فهناك ظاهرا احتمال طيب بان يكونوا غير منحازين. الناس الكبار في السن، حتى في المجتمع ما بعد الحداثة الذي يسجد للشباب، يحظون بنوع من الصلاحية الفاخرة مع العمر. مفهوم أن كل هذا منوط بالحفاظ على نقاء عقلي وحدة فكر. في تاريخي الخاص حظيت بان أتعرف على أناس ابناء 80 و 90 بنقاء عقلي، واستمديت من حكمتهم بل والكثير من التفاؤل للمستقبل.

النقيصة البنيوية في تعيين اناس كبار في السن لمناصب عامة تكمن في موضوع فعل الطبيعة لفعلها. الناس الكبار في السن لا يتغيرون كثيرا، يقلون من تبني أنماط تفكير جديدة، وبشكل عام هناك هبوط طبيعي في مستوى طاقتهم. لا يمكنك ان تعلم كلبا عجوزا مناورات جديدة، يقول المثل، والمقصود بالتأكيد ليس الكلاب بالذات. من هنا الخطر، الذي يتحقق احيانا، في أن تتوصل لجان بحث وتحقيق الى استنتاجات متوقعة وواضحة في الساحة العامة كالحجر في بقعة ماء.

لجنة الفحص للتحقيق في الاسطول ولدت في أجواء من عدم الثقة. جزء من الجمهور يعتقد بانه لا يوجد ما يمكن فحصه، واذا كان هناك ما ينبغي فحصه فهو يفترض أن يفحص في الغرف المغلقة وليس في لجنة علنية. هذا الجزء لا بد غير معني بوجود اللجنة. جزء من الجمهور يعتقد بانه في قضية الاسطول كانت هناك اخفاقات واضحة، وانه في اختبار النتيجة العسكرية والسياسية تضررت اسرائيل واصيبت اكثر مما أنجزت. هذا الجزء لا يؤمن بان شكل اللجنة المقرر سيلبي الحاجة في الموضوع. العالم، كما يعرف، يتوقع لجنة اخرى. وكي يكون لمثل هذه اللجنة أثر ما فان عليها أن تبث احساسا بتفكير جديد وطاقات من الرغبة الشديدة في الاصلاح. الاحساس هو ان هذا لا يحصل هنا، والعمر الكبير هو فقط العرض. حبذا لو يخيب أملنا.

وبعد كل هذا يوجد حل آخر من جانب انسان شاب (بمقاييس لجنة تيركل)، ابن 73، يدمج طاقات كلب بولدغ جائع مع تجربة قانونية وجماهيرية، وسبق أن أصبح الرعب للسلطة الاسرائيلية بكل أذرعها. يسمونه ميخا ليندنشتراوس. وهو يحقق منذ الان، ويثور احساس داخلي بان تقريره سيحدث اصداء قوية اكثر بكثير من اصداء اللجنة التي عينها نتنياهو.