خبر الطيب يتكتَّم على خطة لتغيير المناهج وسط مخاوف من تقسيم جامعة الأزهر

الساعة 07:41 ص|17 يونيو 2010

فلسطين اليوم-الجريدة الكويتية

وسط مخاوف من تقسيم التعليم الأزهري بين علماني وديني، ثارت موجة من الجدل داخل الأزهر بسبب التكتم والسرية اللتين يفرضهما شيخ الأزهر أحمد الطيب على اللجنة التي تقوم بإعداد مناهج شعبة العلوم الإسلامية في المرحلة الثانوية من التعليم الأزهري.

ورأى البعض في اللجنة أمراً مثيراً للريبة، من حيث الغرض الذي تشكَّلت من أجله وطبيعة مهامها، باعتبار أن المناهج الجديدة قد تكون مقدمة لفصل التعليم الديني في المعاهد الأزهرية وحصره في الشعبة الجديدة، وهو ما اعتبره البعض بداية لتقسيم جامعة الأزهر إلى قسمين: الأول للعلوم الشرعية والآخر للعلوم العلمية.

 

وكان الطيب قرر إنشاء شعبة 'العلوم الإسلامية' من واقع المنهج الأزهري المعتدل لتدرس في المرحلة الثانوية من التعليم الأزهري، بالإضافة إلى الشعبتين الأدبية والعلمية، لتكون الشعبة الجديدة رافداً لكليات أصول الدين واللغة العربية والشريعة والقانون، إلا أنه فرض السرية والتعتيم على أعضاء اللجنة التي ستقوم بوضع مناهج الشعبة الجديدة، الأمر الذي أثار مخاوف العديد من شيوخ وعلماء الأزهر.

 

وأكد مصدر مطلع داخل الأزهر لـ'الجريدة' أن سبب عدم كشف أسماء أعضاء لجنة إعداد مناهج الأزهر هو 'رغبة الإمام الأكبر في تجنب إثارة تحفظات قيادات الأزهر المستبعدة من اللجنة، وليوفر جواً من الهدوء تعمل فيه اللجنة بعيداً عن الضغط الإعلامي، فضلاً عن الحرص على عدم تسريب بنود التطوير إلا بعد اطلاع شيخ الأزهر عليها'.

 

وعلى الرغم من تأكيد رئيس جامعة الأزهر عبدالله الحسيني في تصريحات صحافية أن 'إنشاء شعبة العلوم الإسلامية لا يعني عدم تدريس العلوم الشرعية والفقهية في القسمين الآخرين'، إلا أن هذه التصريحات لم تنجح في تهدئة مخاوف علماء الأزهر.

 

وأبدى وكيل الأزهر السابق الشيخ عبدالفتاح علام في تصريح لـ 'الجريدة'، تخوفه من تقسيم التعليم الأزهري على اعتبار أن هذا الأمر يشكل 'البداية الحقيقية لتقسيم جامعة الأزهر ما بين شق علماني لا تُدرس فيه المناهج الأزهرية إلا بمقدار لا يغني، وشق ديني لا يعلم عن أمور العصر شيئاً'.

 

وقال علام إن 'هذا القرار يعني أن الكليات الشرعية ستكون مقصورة على خريجي الشعبة الدينية فقط، أما باقي الكليات فستكون من نصيب الدارسين في الشعبتين العلمية والأدبية، وهو ما يستتبع تخفيف المناهج الأزهرية تدريجيّاً، ليخرج الطالب الأزهري في هاتين الشعبتين لا يعلم شيئاً عن تعاليم الأزهر، وهو ما سيؤثر في دوره كمؤسسة تدعو للوسطية منذ مئات السنين'.

 

ونفى رئيس جامعة الأزهر الأسبق الشيخ الدكتور عبدالفتاح الشيخ معرفته بتفاصيل منهج الشعبة الجديدة. وقال: 'هذه الشعبة ومناهجها غير واضحة المعالم للجميع، ما يجعل المرء يتخوف من نواياها وانعكاسها على طبيعة التدريس في المعاهد الأزهرية، ويتساءل هل هي خطوة لتقسيم التعليم في الأزهر أم لا'. وأكد 'ضرورة صدور تطمينات من قيادات الأزهر حول طبيعة الشعبة الجديدة وطبيعة التنظيمات الجديدة حتى لا تتضارب الأقاويل'.